حذاء للكرة والمدرسة

"النهيضة"... مؤسس "الفوت صال" 1 لم أبحث يوما عن منصب وتقلدت عدة مسؤوليات بالعديد من أندية القنيطرة محمد الجامعي أو «النهيضة» كما يحلوا لزملائه وأصدقائه مناداته، إذ يعد المؤسس الأول لكرة القدم داخل القاعة، ويعود له الفضل في ما وصل إليه هذا النوع الرياضي بالمغرب. عاش مسيرة حافلة بالمغامرات والمؤامرات، قادته للسجن، قبل أن ينصفه الملك محمد السادس، ويعيد إليه الاعتبار، بتتويج المنتخب الوطني بلقبين قاريين، ويبلغ ربع نهاية كأس العالم، ويتسيد اللعبة بإفريقيا. إنجاز: صلاح الدين محسن < بدايتي مع كرة القدم انطلقت منذ الصغر، شأني شأن جميع أطفال المغرب، خلال عقد الستينات والسبعينات، حيث كنا نلعب في الشارع، وفي الفضاءات الخضراء، خاصة الأسر الفقيرة التي لم تكن لديها إمكانيات كبيرة، إذ أن أسرتي عاشت ظروفا صعبة. < بالفعل، واجهت مجموعة من المشاكل، إذ أن والدي لم يرغبا في أن ألعب الكرة، وأن أهتم بدراستي، سيما أنني كنت أزاول الكرة بحذائي، الذي أذهب به إلى المدرسة، فلم يكن لدى أسرتي المال الكافي لشراء حذاء رياضي لي، وهذا ما كان يغضبهما، ويدفعهما إلى منعي من لعب كرة القدم، خاصة أنه كان الحذاء الوحيد الذي أملكه، وأذهب به إلى المدرسة، وأستعمله في جميع تنقلاتي، لكن رغم ذلك فإن حبي إلى كرة القدم، دفعني إلى عصيان أوامرهما، وتحمل توبيخهما، وكنت أتحمل الضرب والتوبيخ منهما على أن ألبي أوامرهما، لكن والدي كان يشفق علي بعض الأحيان. < والدي كان مغامرا، وتابعا للجيش الفرنسي، وجال العالم كثيرا، وخاض الحرب العالمية الثانية، الشيء الذي دفعه في الكثير من المرات إلى تشجيعي على لعب الكرة، ولم يعارضني أثناء رغبتي في السفر لخوض مباراة خارج القنيطرة، لكن الأم بطبيعتها، تخاف على أبنائها، وبالتالي لم تكن ترغب في أن أتعرض للأذى، هذا كل ما في الأمر. < مارسنا كرة القدم في الأزقة وبين الدروب، إذ كنا نصنع المرمى بالأحجار في بداية الأمر، ثم بعد ذلك انتقلنا إلى اللعب في ملاعب أكبر، لكننا كنا نشكل فرقا من سبعة لاعبين أو عشرة على أكثر تقدير، وفي غالب الأحيان كنا نلعب دوريات من أربعة فرق فقط، ونلعب في يوم واحد. < من الأمور التي أتذكرها، أن جميع رفاقي يؤهلونني لأكون رئيس الفريق، حتى عندما كبرت، اشتغلت في مناصب المسؤولية بالأندية الكبرى بالقنيطرة، إذ اشتغلت في منصب رئيس منتدب للنادي القنيطري، وترأست النهضة القنيطرية، وانتخبت رئيسا للنادي القنيطري لكرة اليد، وأنا مؤسس أجاكس القنيطرة لكرة القدم داخل القاعة، ومازلت رئيسا إلى يومنا هذا، إضافة إلى أني ترأست العديد من الجمعيات الخيرية، منها جمعية البكم. أتذكر أنه في سن التاسعة، كنا سنلعب أحد الدوريات في ثاني عيد الفطر بساحة الشهداء، التي عشت فيها أفضل فترات صباي، ولم يكن لدينا المال الكافي، لخوض الدوري، إذ كان علينا جمع خمسة دراهم ونصف درهم للمشاركة في الدوري، خمسة دراهم يأخذها الفريق الفائز، ونصف الدرهم يأخذه الحكم، وبحكم أننا لم نتمكن من جمع المال كاملا، اقترح علي اللاعبون أن ألعب "ضاضوس"، الذي كان شائعا في تلك الفترة في تلك الساحة، وبمجرد أن جمعت المبلغ المطلوب انسحبت، وذهبنا للعب الكرة.

حذاء للكرة والمدرسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قيادية في "بوليساريو" تشجع جهاد النكاح

ريع وساطة في ملايير الجفاف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات