اتهموا وزيرا سابقا بعدم استشارتهم في تنزيل القانون ورفضوا الوصاية رسم الصيادلة صورة قاتمة عن وضعهم المالي والاجتماعي والقانوني، وأكدوا أن الإصلاح الشامل، بتوافق معهم، سينقذ مهنة الصيدلي من مطبات الإفلاس التي تهددها. وفيما يشبه "الإنزال"، مارست الهيآت المهنية للصيادلة دور "اللوبي" في اجتماع رعته، أخيرا، الأغلبية الحكومية بمجلس النواب، لإحداث تغيير شامل على مشروع قانون 98.18 المتعلق بالهيأة الوطنية للصيادلة. وعبر محمد الحبابي، رئيس الكنفدرالية الوطنية لنقابات الصيادلة بالمغرب، عن حاجة القطاع إلى التنظيم ووضع حد للفوضى التي يعيشها، مؤكدا وجود 12 ألف صيدلي، ثلثهم يعيش على عتبة الإفلاس، بسبب عدم حل الإشكاليات القديمة المتراكمة التي تسببت فيها الحكومات المتعاقبة، وعدم إشراك الصيادلة في ورش الإصلاح، في وقت يتم فيه تنزيل ورش الحماية الاجتماعية. كل هذه المشاكل، يضيف الحبابي، تدفع إلى مساءلة الوزارة حول الإجراءات التي يجب أن تتخذها من أجل إعادة الشرعية إلى مجالس قطاعات الصيدلة، بعد جمود دام خمس سنوات. وانتقد الحبابي عدم توفر مشروع القانون على مجلس مركزي لصيادلة الصيدليات، وهو ما يمس بفعالية أداء القطاع، كما استنكر التنصيص على وجود لجنة داخل الهيأة الوطنية للصيادلة تسمى الهيأة الدائمة للاستشارة والمواكبة، معتبرا ذلك "وصاية" تمس استقلالية الهيأة لأن المهنيين ليسوا قاصرين. ومن جهته، قال حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني للصيادلة، إن حل المشاكل لا يكمن فقط في القانون، مؤكدا معاناة جيل من الشباب بسبب ثقل الضرائب، وسيادة المنافسة غير القانونية والتطاول على المهنة، وعدم احترام المسلك القانوني للدواء، وغياب إجراءات مواكبة لسياسة تخفيض أثمان الأدوية. وقال إن المهنة باتت عاجزة عن توفير أدنى مقومات العيش الكريم للمنتسبين إليها ولأسرهم، فأفلس كثير من الصيادلة وما زالت القائمة مفتوحة، الشيء الذي أثار جوا من الاحتقان داخل الأوساط المهنية، في حين هاجر آخرون إلى الخارج، واصفا ذلك بنزيف الأدمغة. وانتقد منير التدلاوي، نائب رئيس الفدرالية الوطنية لنقابة الصيادلة بالمغرب، ما وصفه بـ "المغالطات" أثناء صياغة مشروع القانون، مؤكدا غياب مقاربة تشاركية، منتقدا طريقة انتخاب رئيس المجلس الوطني، إذ ينص القانون على أنه يتم انتخابه من قبل عموم الصيادلة الممارسين بمختلف تخصصاتهم، داعيا إلى انتخاب أعضاء المجلس الوطني الذين يقومون بدورهم بانتخاب الرئيس ونائبه، كي تتم المحاسبة، رافضا ما وصفه الحجر وممارسة الوصاية على الصيادلة بالتنصيص على الهيأة الدائمة. أحمد الأرقام