تركنا فرقة التدخل السريع تموت

الحرب القذرة... مأساة جزائرية 5 الجنرال العماري وجه أمرا لجميع الفصائل بعدم التحرك لدعمها قال فرديناندور أمبوزيماتو، رئيس الشرف المساعد لمحكمة النقض العليا في إيطاليا، والقاضي الذي اشتهر بالتحقيقات عن المافيا والفساد، في تقديم الكتاب، إن الحرب القذرة شهادة مثيرة على المأساة الجزائرية لواحد من أبطالها، حبيب سويدية، ضابط سابق في القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب، يروي فيها أحداث سنوات الحرب التي أمضاها بدءا من 1992، وسنوات السجن التي عاناها. وأكد المتحدث نفسه أنه طالع الكتاب، واكتشف الفارق الشاسع بين الواقع الجزائري والطريقة التي قدمت بها وسائل الإعلام عمليات القتل اليومية في حق المواطنين. في هذه الحلقات سننشر مقتطفات من الكتاب لتعرية الدعاية الإعلامية المضللة التي يقوم بها نظام "الكابرانات". إعداد: أحمد الأرقام في مارس 1993، بينما كنت أقوم بدورية في نواحي دويرة قرب البليدة، سمعت نحو الساعة 11 نداء استغاثة من زملاء لنا. وراح الضابط يردد بصوت متقطع أن فصيلا من مجموعة التدخل السريع يلاقي المصاعب، مؤكدا أنهم وقعوا في كمين، وكنا على بعد ثمانية كيلومترات، وكان بوسعي الوصول إلى المكان مع رجالي في بضع دقائق، لهذا طلبت من رؤسائي إذنا بالذهاب لتقديم المساعدة للزملاء. وصاغت دوريات أخرى طلب التدخل والتوجه سريعا إلى موقع الكمين، وفجأة جاء صوت الراديو باسم قائد مركز قيادة مكافحة التخريب، أي الجنرال العماري نفسه، موجها أمرا لجميع الفصائل بعدم التحرك والبقاء في مكانها، مع تكرير كلمة يمنع مغادرة المكان، وانتظروا التعليمات، وكان ردي " اللعنة". ولم يفهم أحد لماذا رفض الجنرال العماري التدخل، ونحن نسمع " نحتاج مساعدة، ولا نرى شيئا، الظلام يخيم علينا، الرصاص يطلق علينا من كل حدب وصوب، لا نعرف أين نتجه؟". وقرابة منتصف الليل، تلقيت أخيرا الإذن بالتوجه إلى موقع الكمين، فوجدنا ثمانية قتلى، ووصل قبلنا فصيلان، الأول من الفوج 18 لمظليي الصاعقة، والثاني من فوج الاستطلاع 25، اللذين كانا أقرب إلى المكان. ووجه إلينا الجنرال العماري أمرا بتنظيف كل شيء قبل طلوع النهار، وفعلا حصل ذلك. في اليوم الموالي، تمت مناقشة الموضوع لاستخلاص نتائج ما حدث شرح لنا رؤساؤنا أنهم رفضوا تدخلنا لتقديم المساعدة حتى لا نعرض حياتنا للخطر، وكان ردنا أننا عسكريون. لكن الذي حدث أن شاهدا مزعجا في ملف اغتيال بوضياف، كان هو المستهدف من هذه العملية، التي نجا منها، ويدعى ياسين الذي قضى رفقة آخرين في السجن بضعة أشهر على خلفية القضية، وتمت ترقيته برتبة نقيب رفقة حمو وتركي. وسقط ياسين في كمين آخر، وأصيب بجروح وتمكن من النجاة، وهناك حالات كثيرة من هذا النوع. وفي إحدى الوقائع، قرب البليدة، لجأ ستة إرهابيين إلى أحد البيوت وأخذوا المرأة المقيمة فيه رهينة، واقترب الملازم أول هشام يرافقه الجنرال فوضيل شريف وعسكريان برتبة رقيب أول وعندما أردوا اقتحام البيت أطلق إرهابيون النار فجرح الجنرال في يده، وأعطى الأمر بتدمير البيت بقاذفة صواريخ س ب ج9 شاهد شاهد مزعج في ملف اغتيال بوضياف كان هو المستهدف من هذه العملية وقد لقي حتفه في الكمين

تركنا فرقة التدخل السريع تموت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء والأهلي... الفرصة الأخيرة

سحرُ الأفلام الهندية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات