تطوان وطنجة… لهو وتسكع

إقبال على الشواطئ ومحلات بيع الملابس ومقاه تغص بعشاق السوداء المركزة بعد موسمين من القيود التي فرضتها جائحة "كورونا"، التي جعلت الكثير من مظاهر السهر تختفي بفعل فيروس أدخل الرعب في النفوس وأتى على حياة كثيرين بالمغرب وخارجه، استعادت الأجساد التواقة إلى الانطلاق في ليالي شهر الصيام، في رمضان الجاري، حريتها، فعادت أجواء رمضان إلى ما قبل الحجر، وعادت المقاهي والمطاعم بمدن الشمال، خاصة طنجة وتطوان، لاستقبال زبائنها خلال فترة ما بعد الإفطار. ترويح عن النفس ب"الكورنيش" وكدأبها خلال مواسم الشهر الفضيل التي سبقت انتشار الجائحة، استعادت حياة رمضان أجواءها بعد صلاتي العشاء والتراويح، بتطوان ومرتيل والمضيق، في محاولة لعيش طقوس مألوفة حرم منها المغاربة، خلال موسمين من رمضان، عندما اضطرت القيود التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية الجميع إلى عيش الطقوس والشعائر المعتادة من صلاة وقيام داخل جدران البيوت. لكن، وبفعل تحسن الحالة الوبائية، عملت الكثير من الأسر على استعادة الأجواء الرمضانية، التي تنطلق بجولات للترويح عن النفس على مقربة من الشواطئ. وهكذا عاينت "الصباح" خلال جولة لها نهاية الأسبوع الماضي، الذي صادف منتصف شهر رمضان، كيف عج كورنيش مدينة مرتيل بمرتاديه من سكان هذه المدينة، وكذا من جارتها تطوان. وفي هذا السياق، يرى عبد المنعم، وهو رب أسرة يقطن بتطوان، اغتنم عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ليقوم بخرجة رفقة أفراد أسرته، أن "رمضان هذا العام أنساهم بعض آلام ومحن كورونا"، مضيفا في تصريحه ل"الصباح"، وهو يتابع بنظره ابنه البالغ من العمر خمس سنوات، والذي ترك العنان لرجليه لكي يهرول يمينا ويسرة في شغب طفولي، قبل أن يولي عائدا صوب والده، ملتمسا منه السماح له باقتناص فرصة للركوب على إحدى السيارات الكهربائية التي يقوم أحد مستغليها بكرائها للأطفال، أن "الحنين إلى أجواء رمضان بعد الحرمان منها خلال عامين متتاليين، جعل الأسر تنخرط في جولات ليلية، تقود البعض إلى الشاطئ، فيما يفضل البعض الآخر الاتجاه صوب المقاهي لارتشاف أكواب المعشوقة السوداء المركزة، والتي ينتظر بعض مدمنيها أوانها على أحر من الجمر. وليست المقاهي أو "الكورنيش" وحدهما التي تكون وجهة لسكان تطوان وضواحيها، ذلك أن انتصاف شهر رمضان يوحي باقتراب موعد العيد، ومع هذه المناسبة يحرص التطوانيون وجيرانهم، من مرتيل أو المضيق، على أن تكون محلات بيع ملابس الأطفال وجهة لهم، حيث صارت محلات بيع كسوة العيد تعرف بعض الإقبال، خاصة ممن يملكون الإمكانيات لقضاء أغراضهم وإدخال البهجة على نفوس أطفالهم حتى قبل أن تعرف أجرة شهر أبريل طريقها إلى الحسابات البنكية. اكتظاظ بمقاهي "الشيشة" وإذا كانت الأجواء الليلية بتطوان ومرتيل تقتصر على الإقبال على "الكورنيش" أو المقاهي، أو التسوق ليلا، فإن ليل طنجة في رمضان يتخذ مظاهر مختلفة، تحضر فيها مظاهر اللهو والتسكع إلى غاية ساعات متقدمة من الليل. فخلال شهر رمضان الحالي، وحسب ما عاينت "الصباح" خلال جولة لها بهاته المدينة ذات الرواج المتميز، الذي صار يضاهي ما كانت تعرفه البيضاء و"كورنيشها" الشهير "عين الذئاب"، من اكتظاظ للمقاهي وازدحام لحركة السير والجولان على مدار ساعات اليوم، فإن مقاهي "كورنيش" طنجة استعادت نشاطها المعهود الذي افتقدته خلال شهور الأزمة الصحية. فعلى امتداد "كورنيش" طنجة، تنتشر الكثير من المقاهي التي تقدم "الشيشة" لبعض المدمنين عليها. وداخل هذه الفضاءات المغلقة لا صوت يعلو على "خرير" مياه قنيناتها، و"طرطقات" ملقاط الجمر الملتهب الذي يتجول حامله بين الزبائن لإشعال فحم "النرجيلات" التي خبا لهيبها. وفي هذا السياق، صرح أحد الشباب ممن تستهويهم "الشيشة" بنكهة الفواكه، أنه "وجد ضالته"، مع ما وصفه ب"حالة الانفراج التي عرفتها المدينة خلال رمضان هذا العام"، و"السماح لكثير من المقاهي بتقديم هذا المنتوج لروادها"، الذين يمثلون مختلف الأعمار شبابا وكهولا، بل إن الشابات صارت تستهويهن كذلك المقاعد الوثيرة لمقاهي "الشيشة". ولا يقتصر الإقبال بطنجة على المقاهي والمطاعم التي تتخصص في هذا النوع من الخدمات، بل إن "الكورنيش"، الممتد لعاصمة البوغاز، يتحول بعد الإفطار في ليل رمضان إلى فضاء شاسع للمواعدة بين العشاق، ذلك أن الكثير من الشباب، ذكورا وإناثا، يغتنمون حالة الانفراج وخفة الحدة التي فرضها الوباء من أجل اقتناص لحظات للقاء، ولسان حالهم يردد: "لا أعاد الله قيود الوباء"... يوسف الجوهري (تطوان)

تطوان وطنجة… لهو وتسكع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الممرضون‭ ‬ينهون‭ ‬الإضراب

أرباب‭ ‬النقل‭ ‬غير‭ ‬المرخص‭ ‬بتاهلة‭ ‬غاضبون‭ ‬

مقالات ذات صلة