الزعفراني … نجم زمانه

يهود الأندلس والمغرب ... قصة تعايش 1 كان معلما للغة العربية في المدارس اليهودية بالمغرب قبل الانتقال إلى باريس نقدم لكم في هذه السلسلة من الحلقات، تاريخا من التعايش بين اليهود والمغاربة، تحدث عنه حاييم الزعفراني، ابن الصويرة، الذي اعتبر من أشهر الكتاب في عهده. من أصل 15 كتابا نشره حول علاقة اليهود والعرب، اعتبرت جلها وثائق تاريخية عن التعايش السلمي والفكري والثقافي السليم بين الديانتين، يعتبر كتاب “يهود الأندلس والمغرب” من أشهرها، إذ تحدث فيه عن طريقة عيش اليهود في المغرب، وكيف وجدوا فيه بيئة هادئة ومتينة لربط علاقات مهمة، والنجاح في مهن مختلفة. توفي في 2004، لكنه ترك خلفه إرثا لن يموت، وكتبا سلطت الضوء على حقبة من التعايش السلمي الجميل بين “الإخوة”. العقيد درغام حاييم الزعفراني، ولد في الصويرة في 1922، وتوفي في 31 مارس 2004 بباريس، وكان معروفا في قطاع التعليم، بعدما اشتغل مفتشا تربويا، قبل الانتقال لباريس، ليعمل في جامعة هناك. كان من مؤسسي شعبة “الحضارة والدراسات الشرقية”، إذ عرف بأبحاثه حول اليهود في المشرق، وكان له هذا الكتاب الرائع، باسم “يهود الأندلس والمغرب”. تخصص الزعفراني في علاقة العرب واليهود، إذ أصدر 15 كتابا عن الموضوع، من بينها كتابه الذي يتحدث عن علاقة اليهود بالمغرب، والذي تمكن خلاله من جمع مئات المقالات والمراجع، في قالب سردي لغوي سليم. عرف الزعفراني أكثر منذ بداية التسعينات، إذ نال جوائز كثيرة، من بينها “جائزة الأطلس الكبير” في نهاية التسعينات، وجائزة “المغرب العربي للكتاب” في 2001. من بين أشهر مؤلفاته، إلى جانب “يهود الأندلس والمغرب”، هناك “ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب”، والذي سرد خلاله بشكل دقيق حياة اليهود في التاريخ بالمغرب، وكيف تعايشوا في هذه الأرض، التي أطلقوا عليها “أرض السلام” منذ فترة طويلة. بالإضافة إلى هذا الكتاب، ألف الزعفراني كتابا عن المرأة اليهودية باسم، “الوضع القانوني للمرأة اليهودية بالمغرب”. يتحدر الزعفراني من عائلة، ضمن العائلات التي تم طردها من إسبانيا في 1492، والذين اختاروا الاستقرار في منطقة سوس. تلقى الزعفراني تكوينا تعليميا، وبات معلما للغة العربية في المدارس اليهودية بالمغرب، إذ عاش بالرباط والبيضاء، قبل الانتقال لباريس. نال الزعفراني الدكتوراه في العلوم الإنسانية والدراسات الشرقية، ونال الإجازة في العلوم الاقتصادية، ودرس في جامعة الرباط والقدس، وشغل مناصب في عدة جامعات من بينها جامعة باريس، إذ عرف فيهم بأبحاثه المثمرة في اللغة العربية والعبرية والبربرية، إذ أعطى إضافة مهمة بقيت في كتب التاريخ. تملك المكتبة الفرنسية بباريس كتبا عنه، وكيف ساهم بشكل كبير في الكشف عن تاريخ كان في بداية القرن الماضي خفيا عن الفرنسيين والأوربيين، تعلق بتعايش اليهود في الشرق والمغرب العربي. ساهم بنظرياته واكتشافاته، في إشعاع جامعة باريس (الفرع الثامن)، إذ كانت قد نمت في القرن 12، قبل أن يعاد تقسيمها وتنظيمها في 1970، إلى 13 فرعا. ساهم الزعفراني في إنماء الفرع الثامن لجامعة باريس، ليصبح من بين الأهم، إلى جانب فرع بانتيون والفرع الثالث والفرع الخامس المعروف ب”ديكارت”. بالعودة إلى كتابه، “يهود الأندلس والمغرب”، فإنه من بين الكتب 15 التي ألفها وخطفت الأنظار، بحكم أنه تطرق فيه لتاريخ لم يتحدث عنه كثيرون، وظل حبيس الأفكار والعقول، قبل أن يقرر إخراج أغلب تفاصيله للعلن. يعتقد باحثون أن هذا الكتاب يعتبر نجاحا باهرا لما أسموه “مشروع الزعفراني”، الذي كان هو إحياء التراث اليهودي في الأندلس والمغرب، وكان يرفض أن يطول النسيان الثقافة اليهودية. نوه به عدد من النقاد الذين قرؤوا الكتاب، بل اعتبره البعض “كشفا كاملا لحياة اليهود بالمغرب”، امتدت لأكثر من ألف سنة ونصف، لأشخاص كانوا أول من سكن المغرب بعد الأمازيغ. إيجاد الزعفراني لعدة لغات (الفرنسية والعربية والعبرية)، ساهم في نشر أفكاره، إذ كان يصر على انتمائه المغربي، ومتشبثا في الآن نفسه بثقافته ووجدانه اليهودي. يهود الصويرة نقل الزعفراني في كتابه، تاريخا نشطا لليهود الذين استقروا في الصويرة، إذ اشتغلوا في مجال التجارة، بل وتمكنوا من استقطاب تجار آخرين من جنسيات مختلفة، وساهموا في إشعاع المدينة في عصور خلت.

الزعفراني … نجم زمانه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أول أجرتي 80 درهما

أول أجرتي 80 درهما

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات