أثمنته مختلفة عن باقي الأسواق لخصوصية زبنائه "مارشي سنطرال"، ليس كباقي الأسواق في البيضاء، فهو ذو طبيعة خاصة، وله امتداد تاريخي لعقود من الزمن. ورغم التغييرات التي طرأت على وسط المدينة حيث يقع، إلا أنه حارب من أجل البقاء، هذا الاستثناء ينطبق حتى على أسعار الخضر والفواكه والأسماك المعروضة للبيع ليس فقط في شهر رمضان، وإنما على مدار السنة. في جولة بالسوق، نهاية الأسبوع الماضي، كان عدد مرتاديه يعد على رؤوس الأصابع. بالجهة المخصصة للأسماك، إذ يقتنون بعضا منها رغم ثمنها المرتفع جدا، "فالصول يبدأ من 120 درهما يصل إلى 140 والميرنا ب90 درهما"، وهما الصنفان أقل ثمنا عن باقي الأصناف المعروضة والتي تبدأ من 150 درهما. عدد المحلات التي كانت تبيع السمك داخل السوق قليلة على غير العادة في الأيام العادية، التي تزدهر فيها عملية البيع نظرا لوجود مطاعم على الهواء في الجنبات، وتزيد من مرتاديه، أما في رمضان، يحكي أحد الباعة، فالحركة تقل بالمقارنة بالأيام العادية، ويظل زبناؤه المعتادون هم من يترددون عليه، وبعض الأجانب في نهاية الأسبوع، كما أن الأثمنة حسبه فهي جد مناسبة، على اعتبار أنه في رمضان يكثر الطلب على السمك وهو ما يكون سببا في ارتفاع الثمن، بالإضافة إلى جودة الأصناف المعروضة. بعيدا عن المكان المخصص للأسماك يعرض بائعو الخضر والفواكه، سلعا تتميز عن باقي الأسواق في البيضاء بأنه يمكن إيجاد أي شيء تبحث عنه، خصوصا الخضر أو الفواكه الموسمية، وبأثمنة خاصة جدا، فالأفوكا يصل ثمنها إلى 36 درهما، أما التفاح فيراوح ما بين 25 و30 درهم وقد يزيد عن ذلك حسب الصنف المعروض، ويرجع الباعة ذلك الارتفاع بالمقارنة مع أسواق قريبة منه، أنهم يعملون على اختيار الأجود منها، بالنظر إلى زبنائه الذين تربطهم بهم علاقة تمتد لعشرات السنين، من مغاربة وأجانب مقيمين بالمغرب. الفلفل الذي شكل الاستثناء في الأسبوع الماضي وصل سعره بمارشي سنطرال 25 درهما متراجعا عن بداية الأسبوع بأزيد من سبع دراهم، فيما عرفت أثمنة البطاطس 6 دراهم والطماطم 13 درهما، وهي أسعار منخفضة يقول بائع داخل السوق عما كان عليه الوضع في الأيام الأولى من رمضان، وحتى في الأيام العادية. "فالجودة هي المعيار وعندما تبحث عن الجودة فلابد أن يكون الثمن مختلفا عن العادي"، يحكي أحد الزبناء الذين التقتهم "الصباح" داخل السوق يحمل بين يديه قفة فيها نصيب للورود التي يشتهر بها السوق، مؤكدا أن الأثمنة عادية، بالنظر إلى أن السوق يوفر لزبنائه كل شيء، ما بين أسماك وخضر ولحوم وتوابل وغيرها من المواد الغذائية، وحتى الورود، وهو استثناء يختص به فقط. ما قاله ذلك الزبون عن الأثمنة، فنده زبون ثان قال إنه حل بالسوق لاقتناء بعض الأسماك إلا أن ثمنها كان مرتفعا جدا، ولا يتناسب مع قدرته الشرائية، إذ أن الأمر يتطلب تدخل المسؤولين لمراقبة الأسعار، حسبه، لوضع حد للتلاعب فيها. كريمة مصلي