الصوم وقلة النوم يؤثران على أدائهم والمردودية تتراجع لدى الرجال أكثر من النساء يكفي زيارة عدد من الإدارات العمومية للتأكد من تأثيرات الصيام على أداء الموظفين وسير العمل بشكل عام داخل جل المؤسسات، مع التأكيد على بعض الاستثناءات. ويسجل تأخر في ساعة الالتحاق صباحا بمقرات العمل، إذ هناك بعض المصالح لا تشرع في عملها إلا بعد مرور أزيد من نصف ساعة من الوقت القانوني للشروع في العمل. ولا ترتبط هذه التغيرات التي تطرأ على سير العمل بالإمساك عن الأكل والشرب فقط، بل تعود، بدرجة أولى، إلى التغير الذي يحدث في نظام النوم، إذ أن عددا من الموظفين والأجراء وأرباب العمل يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل، ما يتسبب لديهم في نقص في النوم، وينعكس ذلك بشكل مباشر على أدائهم خلال فترة العمل. وأكدت دراسة سابقة للمندوبية السامية للتخطيط أن الوقت المخصص للعمل يتراجع، خلال رمضان، في مقرات الشغل مقابل زيادته في أشغال البيت. وأفادت خلاصات الدراسة، حول استعمال الوقت لدى الأسر المغربية خلال رمضان، أن المغاربة يخصصون وقتا أقل للعمل بحوالي 47 دقيقة، في المتوسط، عن ساعات العمل في الأيام العادية. وأكدت الدراسة أن مدة العمل عند الرجال تتراجع بشكل ملحوظ، إذ تنخفض بحوالي ساعة و 12 دقيقة، مقابل انخفاض بـ 19 دقيقة بالنسبة إلى النساء. بالمقابل أكدت الدراسة أن مدة الأشغال بالبيت تتمدد، خلال شهر الصيام، وتتحمل النساء، في أغلب الحالات، هذه الزيادة في أوقات العمل، بالنظر إلى أن تمدد ساعات العمل بالبيت يكون مرتبطا بإعداد الوجبات الغذائية، إذ تخصص النساء لهذا الغرض 47 دقيقة إضافية عن مدة عملهن العادية في البيت، كما تخصص الأسر وقتا أطول للتبضع، خاصة في المدن. وتنخفض المدة المخصصة للنوم، في المتوسط، بناقص 37 دقيقة، وينخفض الحيز الزمني المخصص للأكل، بالمقارنة مع الأيام العادية، لكنه يتميز بالتمركز في أوقات معينة. وسجلت المندوبية السامية للتخطيط ارتفاع نسبة التدين، خلال شهر الصيام، إذ أن 82 % من المغاربة يؤدون الفرائض الشرعية، خاصة الصيام والصلاة، مقابل نسبة في حدود 67 % خلال شهور السنة الأخرى، ويرتفع الحيز الزمني المخصص للعبادات بشكل ملحوظ عند الرجال، إذ يسجل زيادة بنسبة 128 %، مقارنة مع الأيام العادية، وتصل المدة الإضافية، في المتوسط، إلى 59 دقيقة. ويخصص المغاربة وقتا أطول، أيضا، لمشاهدة التلفزيون، إذ تصل المدة إلى ساعتين و26 دقيقة، وتصل فترة الذروة خلال المساء، خاصة خلال وقت الإفطار، إذ أن أزيد من نصف المغاربة يظلون أمام جهاز التلفزيون. وتنعكس كل هذه التحولات، خلال رمضان، على الأداء في العمل، إذ يصاب الجسم بإرهاق كبير بسبب السهر وقلة النوم، يضاف إليها الجوع والعطش. وهكذا لا يتمكن الشخص الصائم من مزاولة مهامه بشكل اعتيادي، إذ تنخفض درجة تركيزه في العمل بشكل كبير، ولا يفكر العاملون سوى في الوقت الذي يعودون فيه إلى البيت. عبد الواحد كنفاوي