ما تزال محاربة التلوث في المغرب مجرد "خضرة فوق الطعام"، بسبب غياب الوعي البيئي، الأمر الذي يهدد صحة المغاربة، ويجعلهم من أكثر الشعوب في المنطقة، المعرضة للتلوث، إلى درجة وصل فيها عدد ضحاياه 15 قتيلا يوميا. ويسبب تلوث الهواء بالمغرب أكثر من 5000 حالة وفاة سنويا، ويكبد الدولة ما يناهز 11 مليار درهم سنويا، حسب ما كشفته الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، نقلا عن تقرير لمنظمة السلام الأخضر "غرين بيس" حول المغرب، الذي يعتبر من بين أعلى الدول تسجيلا للوفيات، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويفسر تلوث الهواء القاتل للمغاربة، بالاعتماد على الفحم الحجري لإنتاج الكهرباء، مما يضع صحة المواطنين في خطر، على اعتبار أن الفحم الحجري من بين مصادر الطاقات الأحفورية الأكثر تلوثا، وتصدر عنه ملوثات سامة، تتسبب في أمراض صحية مزمنة، من قبيل الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة، ويعرض النساء الحوامل لخطر الولادة المبكرة، إضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. وأشار تقرير الشبكة، الذي تصدره لمناسبة اليوم العالمي للصحة، والذي يصادف 7 أبريل من كل سنة، إلى أن سكان جهة البيضاء سطات، التي تمثل 50 في المائة من النشاط الصناعي بالمغرب، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض التنفسية، نتيجة تلوث الهواء، إذ تضم هذه المدينة نحو 20 بالمائة من المصابين بها، و52.7 بالمائة من مرضى حساسية الأنف، و 16 بالمائة من مرضى الربو وضيق التنفس وسرطان الرئة وأمراض الأنف والحساسية. وأما في ما يتعلق بتلوث المياه فإن 28 بالمائة من مصادر المياه بالمغرب، مهددة بالتلوث، وفقا للشبكة، وتشكل النفايات الصلبة والمبيدات، والأسمدة الكيماوية والمواد الكيماوية، التي تصب في الأودية أكبر تهديد مباشر، لمصادر المياه الجوفية المغربية ولصحة السكان. عصام الناصيري