fbpx
بانوراما

“لا سلام” في سوق السلام بالحي المحمدي

ارتفاع أسعار الخضر والفواكه ونفوذ الباعة الجائلين أمام صمت السلطات

في ما مضى كان أكثر ما يؤرق قاصدي سوق السلام بالحي المحمدي معارك «الترمضينة»، وتحوله، كل رمضان، إلى ساحة للمصارعة والدماء المتناثرة بين الباعة الجائلين… أما الآن، فالسوق أصبح عنوانا للغلاء، بسبب ارتفاع الخضر والفواكه.
يجمع سكان الحي المحمدي أن سوق السلام يكاد يفقد «هويته»، إذ اختفت محلات بيع الخضر والفواكه داخله، بعد عجز السلطات المحلية عن الحد من انتشار الباعة الجائلين في محيطه، وأصبح أغلب محلاته، إما لبيع الأجهزة الإلكترونية أو «طعام» العصافير والأرانب البرية أو الفئران البيضاء، وما تبقى من المحلات فهي للعطارة أو بيع السمك أو الجزارة.
في محيط السوق نظم سوق مواز للباعة الجائلين، وتخضع أثمنة الخضر والفواكه إلى العرض والطلب، ويشهد مثل باقي الأسواق، في الأيام الأولى لرمضان، ارتفاعا كبيرا في الأسعار، فالفلفل الأحمر الدائري الشكل وصل ثمنه إلى 20 درهما للكيلوغرام، مثله مثل الفاصولياء و»الجلبانة»، أما الطماطم فوصل ثمنها عشرة دراهم للكيلوغرام، وباقي أنواع الخضر يتراوح ثمنها بين خمسة و25 درهما.
اعتاد بعض المتسوقين التوجه إلى سوق السلام، قبل أذان صلاة المغرب بدقائق قليلة، من أجل مشاهدة معارك بالسيوف، أو شجار بين الباعة الجائلين، ولا يعودون منه، إلا بعد الأذان، لحكي لأفراد أسرهم مغامرات السوق الدامية… أما الآن، فنيران الأسعار تشتعل في كل من يقترب منه، وتدفعه إلى مقاطعته، خاصة أن محيطه يعيش فوضى منذ سنوات، والسلطات تتفرج لأسباب غير مفهومة، وقرار طرد الباعة الجائلين من السوق، بسبب الحجر الصحي، سرعان ما تم التراجع عنه بعد أسابيع قليلة.
«لا سلام في سوق السلام»، يعلق أحد الشباب ساخرا على ارتفاع الأسعار، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أنه رغم الإقبال الملحوظ على الباعة الجائلين ومحلات السوق، إلا أن ذلك لا يعني انتعاش الحركة التجارية، فالوضعية الاجتماعية لسكان المنطقة هشة جدا، تدفعهم إلى العزوف عن اقتناء عدد كبير من السلع والمنتجات، خاصة السمك والفواكه، التي يلجأ بعض الباعة الشباب إلى بيعها بالتقسيط. في محيط سوق السلام أيضا، يمكن أن تجد بائعي الخبز بكل أنواعه، و»الشباكية»، والزيتون، والجبن وبعض السلع المهربة، فكل شيء يباع في المنطقة من أجهزة التلفزيون إلى مفاتيح السيارات إلى الوجبات الشهية للأرانب.

خالد العطاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.