صدر عن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية صدر حديثا عن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مؤلف جماعي بعنوان "البادية المغربية.. الذاكرة والتحولات". ويضم هذا المؤلف، الذي يقع في 496 صفحة مساهمات أنجزت في أعقاب أعمال الندوة الدولية المنظمة من قبل مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد ومختبر المغرب والبلدان المتوسطية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة يومي 15-16 نونبر 2018. وشارك في هذا المؤلف أزيد من 30 باحثا ينتمون الى مؤسسات مختلفة، تناولوا موضوع البادية وفق مقاربات متعددة ورصدوا إسهاماتها والتحولات التي شهدتها وتأثيراتها. ويتضمن الكتاب أربعة محاور؛ يتناول الأول دراسة البوادي المغربية والتراكم المعرفي والمنهجي، بينما يتطرق الثاني إلى مكانة البوادي وأدوارها في تاريخ المغرب، في حين يعالج الثالث مظاهر التحولات ومحاولات التكيف، أما الرابع فيتوقف عند البوادي المغربية ورهانات التنمية. وفي معرض تقديمه لهذا الكتاب، توقف المحفوظ أسمهري، وهو باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عند مفهوم البادية محاولا سبر أغواره انطلاقا من مقاربة تاريخية، موضحا أن مفهوم البادية يحيل إلى مستويات عديدة؛ فهي مقابل للمدينة والحواضر وأحيانا المجال القبلي، مذكرا بأن المقاومة تركزت في البداية على صعيد البادية، وهذا أمر يوجد في صلب اهتمام الباحثين. وسجل أسمهري أن البادية المغربية تتم مقاربتها عن طريق الأرشيف الكولونيالي، الذي يوثق المظاهر المتعلقة بالمعيش اليومي، داعيا إلى ضرورة اعتماد البحث الميداني في مقاربتها. واعتبر الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن جانبا مهما من تراث البوادي ما زال يحتاج إلى التوثيق، ملاحظا أن التاريخ يسجل توترا في علاقة البوادي والمدن، ولا سيما أن أهل البوادي يغيرون على المدن أثناء الأوبئة. ومن جهتها، اعتبرت حنان حمودة، أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد الخامس بالرباط، أن الكتاب يشكل مساهمة علمية متخصصة حول البادية المغربية. ودعت حمودة إلى توجيه الاهتمام إلى دراسة البوادي والقرى المغربية من الداخل وتوجيه الطلبة نحو هذه الدراسة؛ الشيء الذي سيمكن من توفير قاعدة معطيات محينة ومواكبة التحديات المرتبطة بهذا الموضوع. ع. م