عمل جديد عالج مشاكل المكفوفين في قالب مسرحي تقدم الفرقة المسرحية لجماعة الدار البيضاء، مساء اليوم (الأربعاء) ابتداء من السابعة، عرضا جديدا لمسرحية " طيور الظلام " بمسرح محمد السادس. العمل الجديد من إخراج أنور حساني اقتبسه عن المسرحية المصرية "وجهة نظر" وهي من تأليف لينين الرملي، ويجسد فيها الأدوار كل من زكرياء أشكور وأمينة فرعون وأنوار حساني وعائشة اهتمام ومحمد غلام وسهام الزبير والمصطفى حقيق وعبد الهادي علوكي و في الإضاءة محمد مغفول والمؤثرات الصوتية الطيبي بن الزوين. تجري أحداث مسرحية " طيور الظلام" في مأوى للمكفوفين، تسيره إدارة فاسدة، تسرق حقوقهم وتتحايل عليهم، وتركب نزواتها الذاتية دون وازع من مسؤولية أو خلق، لكن بعضهم لا تنطلي عليه اللعبة، خاصة شخصية "الطير" التي تمتلك استبصارا نافذا لما يجري حولها، هي الشمس المضيئة لليل البصر. تنحو المسرحية، في الكثير من لحظاتها، إلى السخرية الحبلى بحدة المعاناة، وتفتح منافذ لبوح المكفوفين للتعبير عن جراحاتهم ومواجدهم وتطلعاتهم الإنسانية، ومشاكلهم التي لا يفهمها أو يتجاهلها غيرهم، وكل شخصية تمثل تفرعا خاصا داخل البنية العامة للعرض، فهناك الشخصية المتزمتة المنغلقة، وهناك الشخصية المتفتحة المنبسطة، وهناك ما بينهما، وكلها تتوفر على قدرات ملحوظة في التقمص والأداء المستثمر لإمكانات الجسد حركة وصوتا وإيحاء، واضطلاعا بتشخيص المفارقة وإبداع اللحظة المسرحية الجاذبة، في تضافر مع مختلف المكونات الجمالية التعبيرية المصطنعة، المستلزمة لإنجاز عرض مسرحي متكامل العناصر. فقدرات الممثل، حسب الورقة التقديمية للعمل، مؤازرة بعلامات الإضاءة المشعرة بتغاير الأزمنة والمواقف، وبتنويعات الموسيقى والمؤثرات الصوتية حسب اللحظات والحالات، ومؤازرة كذلك بتشكيل فضاء الخشبة بما يؤشر على حيز الحدث وهو مأوى المكفوفين بمختلف مرافقه، وهو الحيز الثابت على امتداد المسرحية، المعتمدة حركيتها أساسا، على سيولة الأحداث ومفارقاتها، وسخريتها المحببة ذات الدلالة العضوية في تطورات مسارها، المبني في لحظتين مفصليتين، لحظة لقاء المكفوفين في المأوى والتعرف على شخصية كل منهم ومشاكلها، ولحظة وقوع ورقة متضمنة لحجم ومصادر تمويل المأوى في يد "الطير". وهو ما أدى إلى انفضاح حقيقة الاختلاس والنصب من إدارة المأوى، فكان أن هبت الرياح بعكس نزواتها. عزيز المجدوب