الطلبة لا يستطيعون الوصول إلى أموالهم بعد العزل عن نظام «السويفت» في وقت اعتقدت فيه السلطات المغربية، أن طلبة أوكرانيا فقط من هم في حاجة إلى المساعدة للإجلاء، وهو ما انكبت عليه مصالح وزارة الخارجية بما فيها قنصليات المملكة في أوكرانيا والدول المجاورة لها، تبين أن مغاربة روسيا أيضا يواجهون مصيرهم، في وجه العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الدول الغربية. ويعاني آلاف الطلبة المغاربة بالمدن الروسية، نقصا حادا في إمدادات المال من أسرهم، بعدما عجزت عن القيام بتحويلات مالية مباشرة، كما هو الأمر في السنوات الماضية، غير أن عزل البنوك الروسية عن نظام "سويفت" الدولي، تسبب في متاعب كبيرة لكل شخص يقيم على الأراضي الروسية. وأصبح من المستحيل إرسال الحوالات المالية إلى روسيا بالطريقة التقليدية، خاصة أن جل البنوك معزولة وممنوعة من خدمات "السويفت"، وبالتالي فإن من كانوا ينتظرون وصول أموالهم بالطرق التقليدية واجهوا الكثير من المشاكل، وأثرت عليهم بشكل مباشر عقوبات الدول الغربية. ولجأ المغاربة إلى عدد من الحيل، بعد عزل البنوك الروسية، إذ أصبحوا يخوضون رحلة بحث عن الشبابيك الأتوماتيكية، لبنكين تم استثناؤهما من العقوبات، باعتبارهما القناة الوحيدة من أجل دفع مستحقات الغاز الروسي، ويتعلق الأمر بأكبر بنك في روسيا، وبنك آخر استفاد بدوره من الاستثناء. وأصبح المغاربة يبحثون عن شبابيك هذين البنكين، وهي رحلة مضنية حسب ما علمته "الصباح"، إذ يوجد عليهما ضغط كبير، باعتبارهما قناة الربط الوحيدة بين روسيا والعالم، في ما يتعلق بالتحويلات المالية الدولية، وهو قطاع ذو أهمية في روسيا، إذ هناك مئات الآلاف يشتغلون عبر الأنترنت والعاملين على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الطلبة والمسافرين، وبائعات الهوى في مواقع المحتويات الإباحية، إذ أن كل هذه الفئات وجدت مشاكل كبيرة في تسلم أموالها. وبالإضافة إلى البحث عن شبابيك البنكين المذكورين، فإن هناك من لجأ إلى العملات الرقمية، التي لا تعمل وفق نظام "سويفت"، إذ يتم التوصل بها وإعادة صرفها في روسيا، وغيرها من الحيل، بعدما أغلقت "ويسترن ينيون" وكالاتها أيضا. وفي السياق ذاته، وصلت معاناة مغاربة روسيا البرلمان المغربي، بعدما وجهت النائبة البرلمانية فاطمة الثامني، سؤالا كتابيا لناصر بوريطة، وزير الخارجية، قالت فيه "يتعرض العديد من الطلبة المغاربة الموجودين بروسيا، لعدد من المشاكل والصعوبات بسبب تداعيات الحرب القائمة، ويواجه أولياء وأسر الطلبة صعوبات كبيرة، تتعلق بتحويل الأموال لأبنائهم بروسيا بعد عزل البنوك الروسية عن نظام "سويفت"، وعدم إمكانية تحويل الأموال عبر مجموعة شبابيك "فينتش"، بالإضافة إلى إلغاء الخطوط الجوية الملكية المغربية، للرحلات من موسكو الى البيضاء. وتساءلت البرلمانية ذاتها عن "الإجراءات والتدابير التي تعتزمون اتخاذها من أجل طمأنة عائلات الطلبة المغاربة، الذين يتابعون دراستهم بروسيا، وضمان الاستقرار المالي والدراسي لأبنائهم، مع ضمان نقلهم إلى بلدهم المغرب؟". عصام الناصيري