فساد في صفقات “أسواق القرب”

تسبب فساد صفقات خاصة ببناء “أسواق القرب”، فوتت لمقاولات مقربة من صناع القرار في بعض الولايات والعمالات، في ضياع الملايير من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، دون حسيب ولا رقيب.
ورغم الانتهاء من تشييد وبناء الأسواق نفسها، التي أقيم بعضها في أماكن غير صالحة للبناء، وفي أماكن بعيدة عن مفهوم “أسواق القرب”، فإن باعة جائلين مازالوا يحتلون فضاءات الملك العمومي في العديد من المدن، وقد يستفحل الأمر مع حلول رمضان.
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الصباح»، عن حقائق خطيرة، تتعلق بتلاعبات في مشروع “أسواق القرب” المخصصة للباعة الجائلين في العديد من المدن، نظير القنيطرة وسيدي سليمان ومكناس والحاجب وتازة وقلعة السراغنة.
وتواجه الأسواق نفسها إكراهات متنوعة، نظير تزايد عدد الباعة المتجولين، واستغلال بعض الجهات لجمعياتهم من أجل تحقيق أغراض ضيقة، بعيدا عن روح المشروع وأهدافه، بالإضافة إلى ندرة الوعاء العقاري المناسب لإقامة أسواق القرب، واعتراض السكان، والتجار في ما يخص تثبيت “أسواق الحي” بالقرب منهم.
وحدد الغلاف المالي لـ”مشروع تأهيل الباعة المتجولين”، في مليار و600 مليون درهم على مدى أربع سنوات، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ مليار و450 مليون درهم، كما ساهمت وزارة الاستثمار بمبلغ 150 مليون درهم.
ويهدف المشروع إلى تنظيم مجالي وزمني للباعة الجائلين لمزاولة أنشطتهم في ظروف تحفظ كرامتهم، وكذا تحرير الملك العمومي والمحافظة على جمال المدن والفضاء الحضري، وتقريب خدمات التموين لفائدة السكان المحليين، مع توفير شروط الأمن والسلامة الصحية للسلع والمستهلكين.
واستفاد من “أسواق القرب” 124 ألف بائع، منهم 58 ألفا و279 مستفيدا من أسواق الأزقة والبيع بالتجوال، و65 ألفا و78 مستفيدا من التنظيم في إطار الأسواق الدورية والقارة.
وانطلقت المرحلة التجريبية للمشروع نفسه، خلال غشت 2015، بـ42 عمالة وإقليم، وبعدها تم تعميمه على جميع العمالات وأقاليم المملكة.
وتمت تهيئة 338 فضاء تجاريا، استفاد منها 65 ألفا و78 مستفيدا بقيمة 946 مليون درهم، أي بمعدل يفوق 14 ألف درهم، عن كل مساحة مجهزة لكل بائع.
وبلغ عدد الفضاءات المجهزة، أو التي في المراحل النهائية للانجاز 229 فضاء، بينما وصل عدد المستفيدين إلى 42 ألفا و173، في حين أن هناك 109 فضاءات في طور الدراسة، سيستفيد منها 22 ألفا و905 باعة.
عبد الله الكوزي