أول عملية بالمغرب تستفيد منها طفلة بعد إصابتها بمرض «فانكوني» النادر تمكنت الأطقم الطبية في المستشفى الجامعي الشيخ خليفة بالبيضاء، من إجراء عملية غير مسبوقة بالمملكة، ويتعلق الأمر بزراعة النخاع العظمي، لفائدة طفلة مصابة بمرض "فانكوني" النادر، نتيجة ما يتوفر عليه هذا الصرح الصحي، من إمكانية وخبرات بشرية، ووسائل طبية وتكنولوجية حديثة، سمحت بالخوض في هذا النوع من العمليات. وفي هذا السياق، تقول الدكتورة تغزة، متخصصة في زراعة النخاع العظمي وأمراض الدم والأورام لدى الأطفال والمراهقين، بمستشفى الشيخ خليفة، في حديثها مع الصباح "إن عملية زرع نخاع العظام، هي نوع من العلاجات الجديدة والمبتكرة، فرغم أنهــا ليست المــرة الأولى التي نجري فيها عملية زرع النخاع العظمي، لكن هي الأولى بالنسبة إلى علاج مرض "فانكوني"، الذي عانت بسببه الطفلة". وأضافت الدكتورة المشرفة على العملية، أن الطفلة التي استفادت من زرع النخاع العظمي، "تبلغ من العمر 11 عاما، وتعاني مرضا يسبب لها انقساما في "الكروموزومات"، ما يجعلها هشة، ونجد مشكلا حقيقيا مع الأدوية التي تتعاطاها، بسبب المرض الذي تعانيه". وأوضحت تغزة، أن العملية كللت بالنجاح، و"تمكنا من زرع النخاع العظمي، الذي تبرع به أخوها الأصغر، البالغ من العمر 8 سنوات، والذي لم يتردد في التبرع لشقيقته". وأبرزت المتحدثة ذاتها، أن المرض الذي تعانيه الطفلة متعلق بالجينــات، إذ يجب أن يتوفــر الأبــوان علــى هـذا الجين، ونقلــه للمولود الذي يسبب له هذا المرض، وهو نادر مقارنــة بالأمراض الأخرى، ويظهر في التجمعات البشرية التي تتزوج من محيطها وأقاربها. وأكدت المتحدثة ذاتها، أن هذا النوع من العمليات يجرى في ظروف استثنائية، ويتطلب تقنيات عالية، خاصة في ما يتعلق بتعقيم فضاء علاج المريض، وهناك درجات في التعقيم، وهذه العمليات تتطلب تعقيما عالي الجودة، كما أن الأدوية التي ترافق هذه العملية نادرة، إذ تطلب أمر جلبها ما يقارب سنة، لأنها نادرة، كما أن أعداد المراكز التي تقوم بهذه العملية في أوربا قليلة جدا. وعبرت الدكتـورة تغزة عن فرحتها الكبيرة، نتيجة نجاح العملية، مبرزة أن الطفلة تعايشت مع هذا المرض لسنتين، وبدأ اليأس يتسرب لأفراد الأسرة، واعتقــدوا أن الفتاة حكم عليها بهذا المرض، وليس هناك حــل، ومن أجل فقـط إقناعهم بوجود أمل في الشفاء، تطلب الأمر وقتا طويلا، وبعد نجاح العملية، لا يمكن تصور فرحة الأسرة والطفلة، بل إن سكان قريتها الواقعة قرب صفرو، فرحوا بدورهم لهذه الفتاة، باستعادة حياتها وصحتها. عصام الناصيري