حارس منتخب السنغال وتشيلسي قال إنه عانى ظروفا قاهرة في شبابه قال الدولي السنغالي إدوارد ميندي، حارس مرمى تشيلسي، إن الفوز بكأس إفريقيا، أكبر عشر مرات من الفوز بعصبة أبطال أوربا، إذ غير ذلك حياته. وأوضح ميندي في حوار مع صحيفة «أونز مونديال»، أنه عانى ظروفا قاهرة في بداية مسيرته، ما جعله يعتبر مسيرته ملهمة للشباب عامة.وأضاف ميندي أن أسرته وأبناءه هم أكبر داعم له، وأنه لا يفكر في أن يصبح الأفضل في العالم، وأن الجماهير هي التي يجب أن تحكم على مستواه. في ما يلي نص الحوار: ماذا يعني لك التتويج بكأس إفريقيا؟ لقب كأس إفريقيا غير حياتي. التتويج به كان شيئا تاريخيا بالنسبة إلي، لأننا الجيل الأول الذي أتى بهذه الكأس إلى السنغال. رأينا اعتزاز الشعب وعائلاتنا ورئيس الجمهورية وأصدقائنا بهذا الإنجاز. عندما شاهدنا سعادة الجماهير بهذا التتويج شعرنا بالفخر. يرفع ذلك من قيمة اللقب لدى كل الأشخاص الذين يدعموننا. يبحث لاعب كرة القدم دائما عن إسعاد الآخرين. إنه شعور رائع بمشاهدة كل تلك الأحاسيس لدى الجماهير. الفوز بكأس إفريقيا أكبر من التتويج بعصبة أبطال أوربا. لا يمكن لأحد أن يشعر بما شعرت به، إذ فزت بلقبي العصبة و»الكان» ويمكنني التفريق بينهما. ما الفرق بينهما؟ عندما فزنا بعصبة الأبطال، كنا في فترة انتشار فيروس كورونا، ولم نلتق بالجماهير، عكس كأس إفريقيا. ما حدث في دكار بعد التتويج، أكبر بعشر مرات مما حدث عندما فاز تشيلسي بعصبة الأبطال. ما هو أكبر إخفاق بالنسبة إليك؟ خسارة نهاية كأس إفريقيا 2019 أمام الجزائر. كانت فترة صعبة بالنسبة إلي، إذ كنت قريبا من مغادرة فريقي، وكنت أبحث عن فريق بمستوى عال. تعرضت لكسر في أصبعي خلال المنافسة وخسرنا النهائي. من هو مثلك الأعلى في اللاعبين؟ بيتر تشيك، حارس مرمى تشيلسي السابق. أحب أيضا الهولندي فان دير سار، حارس مرمى مانشستر يونايتد السابق. أفكر أيضا في توني سيلفا الذي اكتشفته في كأس العالم 2002. في تلك السنة شعرت برغبة كبيرة في حمل قميص السنغال. بخصوص اللاعبين يمكنني اختيار كريستيانو رونالدو، لأنه مثال للعمل والاحترافية. ما شعورك بعد الفوز بلقب «ذا بيست» من «فيفا» لأفضل حارس في العالم؟ إنه شعور بالفخر بالنسبة إلي ولعائلتي ولفريقي ولكل السنغال والقارة الإفريقية، خاصة إذا علمنا أن آخر لاعب نال هذا الشرف في إفريقيا هو الليبيري جورج ويا. إنني أول حارس إفريقي ينال هذا اللقب الفردي، وثاني إفريقي يتوج به، إنه شرف كبير لي. هل تعتقد أنك أفضل حارس في العالم حاليا؟ أعمل من أجل الوصول لأعلى مستوى ممكن، ومساعدة فريقي ومنتخب بلادي على الفوز بالألقاب. هل أنا أفضل حارس في العالم؟، هذا يعود للجماهير التي تتابع المباريات وليس لي. هل فاجأك شيء في تشيلسي؟ أتيت من رين الفرنسي، وهو ناد كبير في البلاد. عند انتقالي لتشيلسي، صعدت درجة في المستوى العالمي، لكن لا يوجد اختلاف كبير. علي ألا أخفي انبهاري بما يتوفر عليه تشيلسي من إمكانيات. هل تتذكر بداياتك رفقة الهواة؟ لدي ذكريات كثيرة. في أحد الأيام كنا نلعب في دوري محلي مع لوهافر، ولم أكن لأشارك لأنني كنت مريضا. المباراة كانت مبرمجة في العاشرة صباحا، وكان علينا الذهاب للملعب في السادسة والنصف صباحا. أبلغت المدرب أنني لن أشارك بسبب مرضي، رغم أننا كنا نملك حارسا واحدا فقط. حاول المدرب الاتصال بي عدة مرات لكنني لم أرد بسبب مرضي، وبعث لي لاعبين من أجل جلبي للملعب وأقنعوني بالمشاركة وفزنا في النهاية. كان عمري لا يتجاوز 16 سنة، ولعبت المباراة مريضا جدا. لماذا اخترت حراسة المرمى؟ إنه مركز استثنائي، ويمكن أن تنال التهاني بسرعة إذا لم تتلق أهدافا. العكس صحيح، يسهل انتقادك إذا تلقيت أهدافا في ثلاث مباريات متتالية. هناك منافسة قوية في مركز حراسة المرمى، وتكون دائما في السباق مع شخصين أو ثلاثة. يجب تقديم أفضل ما لديك. الناس يقولون إن عليك أن تكون مجنونا لتحرس المرمى، لكن هناك حراس هادئون لكنهم رائعون، على غرار هوغو لوريس حارس توتنهام، الذي نجح في أن يصبح عميد منتخب فرنسا. يجب أن تكون قائدا حقيقيا، دون أن تصرخ كثيرا. ماذا تفعل في وقت فراغك؟ أحب قضاء الوقت مع أسرتي، واللعب مع أطفالي. ألعب أيضا ألعاب الفيديو، وقمت بذلك أثناء كأس إفريقيا في الكامرون. أحب السفر أيضا، وأكتشف الدول التي لم أزرها من قبل. كرة القدم تمنحك فرصة السفر كثيرا، إنه حظ كبير. رغم أنني لاعب كرة قدم، لكن لا أمارس هوايات مثل الصيد أو «جيت سكي»، على غرار باقي اللاعبين، لكن أحب اكتشاف الدول وزيارتها. هل تعتقد أن مسيرك ملهمة للشباب؟ يمكن قول ذلك، لأنني عانيت من الفشل في مرات عديدة. عانيت في مرحلة من مسيرتي بشكل كبير، مثل العديد من الشباب اليوم. واصلت الكفاح لتحويل الفشل لنجاح، بالاعتماد على الثقة في النفس والرغبة في إحداث التغيير. لم أحسب ساعات عملي وكنت أتدرب مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم. من هو أكبر داعم لك؟ أسرتي وأبنائي. أحب أن يقولوا إن أبي قام بأشياء رائعة. أريد أن أكون ملهما لهم مستقبلا، وأن تكون لهم الرغبة لكي يكونوا الأفضل في ما سيقومون به لاحقا. لم يعول علي كثيرون في السابق، لكن أحب أن أشكر من راهن على نجاحي. عندما تفشل لن تجد أحدا بالقرب منك، والعكس صحيح. في فترة من حياتي، لم يدعمني كثيرون، لكن كان هناك أشخاص قليلون مازالوا يتابعونني إلى يومنا هذا، وأحاول أن أشعرهم بالفخر. ماذا يعني لك لوهافر؟ عندما أقول لوهافر أفكر في الحي الذي كبرت فيه، وفي فريقي الذي ترعرعت فيه، وفي أصدقاء الطفولة. ألتقي ببعضهم عند عودتي إلى هناك، إذ لم نتغير كثيرا لكن باتت لنا مسؤوليات كبيرة. إنه حي معروف بالتضامن، إذ لم يكن لدينا ما نتقاسمه في السابق، لكن كنا مجموعة واحدة، وينطبق ذلك على عائلاتنا أيضا. في نظرك، ما هو الحل لمواجهة العنصرية؟ يجب تعليم الأطفال أن الاختلاف قوة، وأن لون البشرة واختلاف المشاعر والأطراف، لا يعني شيئا. لا أحد يزداد عنصريا، ولهذا يجب أن نعلم أطفالنا ذلك منذ الصغر. يجب القيام بعمل كبير في التربية لتغيير العقليات. إذا كنت ضحية للعنصرية يوما ما في الملعب، لا يمكنني تحديد ردة فعلي. أتفهم اللاعبين الذين عانوا من العنصرية وغادروا الملعب. إذا لم يقم الحكم بعمله، يجب دعم ردود الفعل القوية والرافضة لمثل هذه الأمور. مغادرة الملعب رد فعل قوي. كيف ترى مدربك توماس توخيل؟ يقدم كل شيء من أجل فريقه، ويهتم لأمر مجموعته. إنه مدرب مباشر ولا يخشى قول الحقيقة. إنه أمر مهم وجيد. طريقة عمله نجحت في النهاية. حقق نتائج جيدة في السابق وحتى في تشيلسي، ونال ألقابا. ترجمة: العقيد درغام في سطور الاسم الكامل: إدوارد ميندي تاريخ ومكان الميلاد: 1 مارس 1992 بمونتيفيليي الفرنسية طوله: 198 سنتمترا جنسيته: فرنسية وسنغالية تلقى تكوينه في لوهافر الفرنسي الفرق التي لعب لها: شيربورغ ومارسيليا وريمس ورين بفرنسا يلعب مع تشيلسي منذ 2020 لعب 17 مباراة دولية مع منتخب السنغال ألقابه: عصبة أبطال أوربا وكأس العالم للأندية وكأس إفريقيا و»السوبر» الأوربي ودوري القسم الثاني الفرنسي وأفضل حارس في العالم من «فيفا».