fbpx
الصباح الـتـربـوي

الكتاب المدرسي … صراع البقاء

يتنافس مع “زميله” الرقمي ودور نشر تفضل الثاني بسبب كلفته المنخفضة

يتعرض الكتاب المدرسي لهجوم كاسح و”استفزازات” كثيرة من قبل وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، ما ينبئ بصدام ومواجهات عنيفة، قد تنهي وجوده وحضوره برحاب المدرسة المغربية. ترى هل سيواصل صموده ومقاومته لهذا الاكتساح، علما أن أسلحته ووسائل دفاعه، لا ترقى إلى ما يتوفر عليه خصومه من آليات وتجهيزات متطورة؟
ويرى عبد الرزاق بن شريج، الباحث التربوي، أن الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية، نافست الكتاب الورقي بشكل عام، وعوض بالكتاب الإلكتروني، بل أزاحت الكتاب الورقي من موقع الصدارة، ولم يعد مصدر المعلومة، لكن الحديث عن الكتاب المدرسي، يستدعي التفريق بين نوعين: دليل الأستاذ الورقي، الذي لم يعد له حضور في الساحة لأسباب عديدة، وأهمها أنه غير مربح لشركات النشر والتواطؤ مع وزارة التربية الوطنية، إذ تم الاكتفاء بوضع نسخة رقمية بموقع الوزارة ومواقع أخرى، وهناك كتاب المتعلم الورقي، فلا مناص منه، ولا توجد بالمدرسة المغربية أية وسيلة أخرى غيره، إلا أنه لا يتجاوز الحضور المكاني في حجرة الدرس، وتعوضه خارج الدرس وفي المنزل وسائل التواصل، والتمارين الواردة بالمواقع.
ويضيف المصدر نفسه، أنه مع ظروف الجائحة أصبح استعمال التقنيات الحديثة والتعلم عن بعد من الضروريات، رغم أن وزارة التربية الوطنية، لم تستطع إلى الآن، تطبيق التعليم عن بعد، واكتفت بالتعلم عن بعد، مع الإشارة إلى أن هناك دراسات مستقبلية تتحدث، منذ سنوات، عن اختفاء الكتاب واللوحة الخشبية والسبورة والأقلام في المستقبل، وتعتمد الألواح الرقمية في المدارس والجامعات، وهو ما سيتحقق في المستقبل القريب.
ويواجه الكتاب المدرسي، الموجه أساسا لتعليم التلميذ مضايقات من الكتاب الرقمية وتوابعه، وهو ما يجعله يعاني كثيرا في سبيل البقاء بالفضاء التعليمي، للحفاظ على مكانته في الخريطة المدرسية.
ويتحدث الأستاذ عبد الكريم غريب، وهو كاتب متخصص في الكتب التربوية، عن العلاقة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي، سواء تعلق الأمر بالكتاب المدرسي أم الثقافي بصفة عامة.
ويؤكد أن عجلة التاريخ الكاسحة وما تحمله من تحولات، لا يمكن لأحد مواجهة جبروتها أو التفكير في إعادتها للوراء، بل إن كل ما يمكن فعله إزاء هذا الوضع الجديد هو العمل على التكيف مع تحولاته الواقعية، لذلك يقول: “عندما نروم تحليل ظاهرة مدى صمود الكتاب المدرسي الورقي أمام الكتاب المدرسي الرقمي،  فإننا سوف نكتشف أن العلاقة هنا، ليست تنافرية ولا تحمل أي تناقض في طياتها، لأن المهم في الكتاب المدرسي ليس الوسيلة التي يقدم بها، بل المحتوى الذي يعتمده ورهانه على الكفايات المنشودة في تعلمات التلميذات والتلاميذ، وبالتالي فالذي ينبغي مناقشته هو مدى جودة الكتاب المدرسي”. ويضيف، غريب أن أسلوب تقديم الكتاب ورقيا أو رقميا، تم تجاوزه حاليا لدى بعض دور النشر العالمية، التي أصبحت توفر المادة المعرفية في صورتين، صورة ورقية والثانية رقمية، وتترك حرية الاختيار للزبون. ويرى أن الإيجابي في هذا التحول من الكتاب الورقي إلى الكتاب الرقمي، أنه سيحرر المتعلم من عدة أعباء وأنه سيصبح بإمكانه الذهاب إلى المدرسة وهو مجرد من كل اللوازم والأدوات المدرسية المعتادة، وقد يقتصر حمله على لوحة إلكترونية بوزنها الخفيف المعهود، وقد لا يحتاجها إذا ما وفرتها المدرسة لكل تلميذ.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى