الجفاف… عقاب إلهي أم تخلف علمي؟

الإسلاميون ربطوه بكثرة المعاصي والذنوب وفرصة لجعل المتحررين مصدر الخطيئة لا يفوت الإسلاميون وتجار الدين الفرصة، لربط الكوارث الطبيعية والأمراض أو الجفاف، بالعقاب الإلهي واستشراء الخطيئة والمعاصي، فعوض لعب دور السند النفسي للفلاحين وغيرهم من المتضررين نتيجة الجفاف، يصر الفقهاء الاسلاميون على إلصاق التهمة بالمتحررين، وكيف أنهم سبب معاناة الناس، وأن المجتمع يتعرض لعقاب إلهي بسببهم، وأن السبيل للتحرر من الكوارث، هو العودة إلى طقوس السلف، وعدم إثارة غضب الله. ويوجد الإسلاميون في حالة تأهب دائم، للافتراء والكذب على المؤمنين، وإيهامهم بخرافات لا علاقة لها بالكارثة الطبيعية، من أجل تعزيز وظائفهم وأدوارهم في المجتمع، بعدما فقدوا كل شيء لصالح المؤسسات والسياسيين، وهو الأمر الذي لم يستسغه الفقيه، ويعلم جيدا أن مصالحه لن تزدهر إلا في دولة إسلامية، قائمة على الخرافة والأساطير، والكذب على المؤمنين واستغلالهم، لخدمة مصالح الفقهاء والحكام. ولا يمكن القول إن جميع الفقهاء والإسلاميين عامة، لا علم لهم بأن سقوط المطر، مسألة علمية محض، ولا علاقة لها بأي تصور سحري وميتافيزيقي، إذ يتعلق الأمر بعدد من الشروط الواجب توفرها، من أجل سقوط المطر، لكنهم يتجاهلون هذه المعطيات، لأنهم من جهة لا يفهمون علم المناخ، ولا يخدم هذا الطرح مصالحهم الشخصية من جهة أخرى. وإذا كانت الدولة بدورها، تقوم بطقس "صلاة الاستسقاء"، من أجل دعوة السماء لسقوط المطر، فإنها بالمقابل لا تروج خطاب العقاب الإلهي، ويمكن لهذا الطقس أن يلعب دور طمأنة القانطين، وتعزيز تشبثهم بنشاطهم الفلاحي والزراعي، بل تعمل أحيانا على تخصيب السحب وتقنية "الاستمطار"، بمعنى أنها منفتحة على الوسائل الجديدة والتقنيات المتاحة، لكن الإسلاميين لا يعترفون بهذه التقنيات، ولا بدورها في سقوط المطر، بل يؤكدون أن الحل الوحيد، هو إغلاق الخمارات وتغليف النساء بالأثواب، والسماح بالتعدد وغيره. ويتسائل البعض حول سماح الدولة للإسلاميين بخداع المسلمين وتغليطهم، ولو تعلق الأمر بأمور واضحة مثل تأخر الأمطار، وهو ما يمكن تفسيره بترددها، في الحسم في طبيعة المجتمع الذي تريد، فأحيانا تضرب بيد من حديد على يد كل من يعمل على تغليط المواطنين، كما هو الأمر بالنسبة إلى اعتقال صانعة المحتوى "مي نعيمة"، التي ادعت أن فيروس كورونا مجرد خدعة، لكن في أحيان كثيرة لا تولي الدولة اهتماما لما يروجه الإسلاميون. ويمكن القول إن الدولة تستفيد ربما من خدمات الإسلاميين، حينما يتعلق الأمر بصناعة القطيع والتحكم فيه، إذ أن جل المغاربة والمسلمين عامة، يتميزون بخيال سحري وأسطوري لا مثيل له، ويفسرون الظواهر بأمور أقل ما يكون أن تنعت به أنها تناسب أطفال المستوى الابتدائي، فكيف لشخص يؤمن بأن "النبي آدم" كان طوله 40 قدما، أن يعترض على قول الفقيه إن تأخر الأمطار سببه المعاصي. وما دامت الدولة متحالفة مع الإسلاميين بشكل رسمي أحيانا، وبطريقة غير معلنة أحيانا أخرى، فإن هذا الواقع سيستمر، ولن ننتظر أن يتراجع الإسلاميون عن تلويث عقول المواطنين، بالفكر الخرافي والسحري، وسيظل المواطنون مجرد رعايا، تابعين لأوامر الفقيه والسياسي والحاكم، ولن يتحرروا أبدا، ويمكن أن يتحولوا إلى أشخاص خطيرين على أنفسهم وعلى المجتمع. عصام الناصيري

الجفاف… عقاب إلهي أم تخلف علمي؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العكوش بلوزان سبور

الجامعة توزع كرات على الهواة

مقالات ذات صلة