لا تقتلوا الكلاب… لكن عذبوها!

لا يخلو تعاطي السلطات المحلية المغربية مع الحيوانات عامة، والكلاب الضالة بشكل خاص من ممارسات سادية، وتعذيب وحشي لكائنات ضعيفة، وإذا كانت سلطات بعض المدن، توقفت عن ملاحقة الكلاب في الشوارع، وإطلاق الرصاص عليها أمام مرأى ومسمع الجميع، فإنها سلكت طريق التعذيب عوض الرصاص. وانتشرت مقاطع فيديو في الآونة الأخيرة، منسوبة إلى المحجز البلدي بفاس، الذي يتم فيه تجميع كلاب الشوارع، وهو عبارة عن سجن شبيه بمعتقلات الدول النازية والفاشية، إذ أنه مكون من زنازين صغيرة جدا، يتم إدخال الكلب بعنف وقوة شديدين، وعدم إطعامهم أو تنظيفهم أو تعقيمهم، ويقضون نحبهم بعد مدة من الزمن داخل المحجز. وعلمت «الصباح»، أن هناك تعليمات بعدم قتل الكلاب والحيوانات عموما، بالطرق الكلاسيكية المعتادة، من قبيل تصفيتها بالرصاص أو إطعامها السم، لكن بالمقابل توجهت السلطات المحلية، إلى التخلص منها بعيدا عن أعين الجمعيات والمواطنين، إذ يدعون نقلها إلى المحجز لتلقيحها ضد السعار والعناية بها، غير أن دخول الكلب للمحجز يعني قرب نهايته. وحسب ما حصلت عليه «الصباح» من معطيات، فإن الأشخاص الذين يذهبون إلى المحجز البلدي، من أجل البحث عن كلب مختف على سبيل المثال، لا يسمح لهم بالدخول، نظرا لبشاعة منظر احتجاز الكلاب، وإنما يطلب منهم صورة للكلب أو معلومات عنه. وتوثق الفيديوهات التي تتوفر «الصباح» على نسخة منها، مشاهد صادمة، لعشرات الكلاب المحتجزة، مكدسة في مساحات صغيرة جدا، مبنية بالإسمنت ومسيجة بالحديد، كما أن الأرضية مبللة بالماء، ولون الكلاب تحول إلى الأسود، بسبب حجم الأوساخ داخل المحجز، كما أن أجساد هذه الحيوانات نحيلة، نتيجة عدم إطعامها، ورشها بالماء البارد. ودقت مجموعة من الجمعيات ناقوس الخطر، بسبب عدم توفر المملكة على إستراتيجية للتقليل من أعداد كلاب الشوارع، دون الحاجة إلى اللجوء للتعذيب أو القتل، كما أنها تفتقر إلى مراكز في مستوى العناية بالحيوانات، كما أن العاملين بهذه المراكز يعاملون الكلاب بشكل غير إنساني، من خلال ضربهم وسحلهم، والإمساك بعنقهم بأداة حادة، من أجل إخضاعهم. عصام الناصيري

لا تقتلوا الكلاب… لكن عذبوها!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوجه الآخر لارتفاع الأسعار

الاختلالات المالية في دورة فبراير بمكناس

مقالات ذات صلة