عبادي وغوفرين يبحثان تعزيز أسس التسامح وقبول الآخر وتجاوز الاختلافات العقائدية رجعت مباحثات عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، إلى جوهر القطيعة بين الدولة العبرية والدول الإسلامية، من خلال فتح قنوات حوار التعايش، لتعزيز فرص قبول الآخر وتجاوز الاختلافات العقائدية. وكشف دافيد غوفرين، رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب، أن الموضوع المذكور تم طرحه في لقاء جمعه مع أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وكتب في تغريدة على حسابه الرسمي بـ"تويتر": "سعدت بلقاء الدكتور عبادي، وتباحثنا عدة خطط عمل تطبيقية محاولين إخراجها إلى أرض الواقع في ما يخص التعاون بين الأئمة المسلمين والحاخامات اليهود". وأضاف غوفرين أن "التعاون يهدف إلى تعزيز أسس التعايش والتسامح وقبول الآخر وتجاوز الاختلافات العقائدية للنهوض بمجتمعاتنا نحو مستقبل أفضل". ودعا المغرب لمناسبة الذكرى الأولى لاتفاقيات أبراهام، إلى إحلال سلام دائم في الشرق الأدنى ، باعتباره "هدفا إستراتيجيا" في خدمة الأجيال الحالية والمستقبلية، إذ اعتبر في كلمة رسمية ألقاها عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في حفل أقيم بمتحف التراث اليهودي في مانهاتن، بمشاركة سفراء، ممثلين دائمين لدى الأمم المتحدة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية والبحرين، أن "منطقتنا سئمت من الحرب، بعدما عانت كل أنواع التطرف والإرهاب ونبذ الآخرين. منطقتنا بحاجة إلى سلام حقيقي، نحن بحاجة إلى السلام في القلوب والعقول. نحن بحاجة إلى السلام هدفا إستراتيجيا وأفقا لنا وأيضا لأجيال المستقبل". وجدد المغرب للمناسبة ذاتها التأكيد على التزامه طويل الأمد وتشبثه الراسخ بالسلام والأمن والازدهار في الشرق الأدنى، وتوسيع الروابط التي ترعاها هذه الاتفاقيات التاريخية، وتسريع التحول الإيجابي للمنطقة، وزيادة الاستقرار والأمن". وأشار الدبلوماسي ذاته إلى أن "علاقتنا تستمد قوتها، قبل كل شيء، من الارتباط العريق للجالية اليهودية من أصل مغربي بالمملكة والروابط الراسخة بين هذه الجالية وعاهل المملكة، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وحامي المغاربة من كل الأديان والمعتقدات"، مسجلا أنه "من خلال تقليده العريق في التسامح الديني والروحي، حيث كان التعايش بين الأديان حقيقة لأكثر من 12 قرنا، وتحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، سيواصل المغرب توفير فضاء للتعايش والتفاعل الإنساني لتعزيز السلام في العالم". من جهتها، اعتبرت إسرائيل على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، أن اتفاقيات أبراهام تشكل "خير مثال على ممارسة التسامح والعيش المشترك بسلام مع جيراننا"، و"إنه بعد تقديم رؤية للتعايش والسلام والازدهار، بدأت أممنا بسرعة في ترجمة الأقوال إلى أفعال"، مشيرة إلى أنه علاوة على افتتاح تمثيليات دبلوماسية، قامت البلدان الموقعة على اتفاقيات آبراهام بالتوقيع على مجموعة من مذكرات التفاهم في مجالات مختلفة من التعاون. وحرص على التأكيد أن "هذه الخطوات حاسمة في إرساء الأسس لعلاقات مهمة على الأمد الطويل". ياسين قُطيب