سلسلة سرقات كبدت المزارعين خسائر فادحة واستهدفت ألواح الطاقة الشمسية والمولدات استفاق فلاحو تزنيت، أول أمس (الأربعاء)، على أصداء سرقة موصوفة استهدفت مشروعا فلاحيا، عبر الاستيلاء على ألواح شمسية ومولد كهربائي ومحرك، ومعدات أخرى خاصة بالزراعة، مع تنفيذ الجريمة بالطريقة نفسها التي عرفتها أخرى وقعت قبل يومين، وسلسلة سرقات متشابهة حدثت قبل ذلك، وعمد فيها المشتبه فيهم إلى السطو على التجهيزات التي خصصتها وزارة الفلاحة، في إطار مخطط المغرب الأخضر، لدعم الفلاحين وتشجيعهم على تكثيف الإنتاج والاستثمار في صلب آلياته التنفيذية، من خلال اعتماد ترسانة من أدوات التدخل الملائمة، حسب سلاسل الإنتاج ومختلف أصناف الضيعات الفلاحية. وتوالت السرقات بالضيعات والمشاريع الفلاحية الموجودة داخل تراب الجماعات القروية التابعة لإقليم تزنيت، إذ رغم الشكايات والمعاينات، عجزت مصالح الدرك الملكي عن إيقاف نشاط العصابة التي وجدت طريقا سهلا وآمنا إلى العتاد والتجهيزات، التي تبلغ قيمتها المالية في السوق عشرات الملايين، ناهيك عن تكاليف التركيب والصيانة. وحسب معطيات توصلت بها "الصباح" من خلال الآثار الجنائية المرفوعة من مسارح الجرائم المتتالية، فإن أفراد العصابة يستعملون سيارتين، إذ بعد الدراسة والتخطيط، يفدون ليلا إلى المكان ويستولون على المعدات والتجهيزات، ورجحت مصادر "الصباح" أن يكون ضمنهم متخصصون في تفكيك المحركات والموالدات وإزالة الألواح، سيما أنهم ينفذون عملياتهم الإجرامية في وقت قياسي، دون أن ينتبه إليهم أحد. واستغربت المصادر نفسها الأهداف من وجود سدود قضائية للدرك الملكي بمداخل المدينة والدوريات، سيما أن السرقات تكررت بالسيناريو نفسه، دون أن تضع أجهزة الدرك خطة للمراقبة لإيقاف المشتبه فيهم أو يتم رصدهم خلال مرورهم بالحواجز الأمنية. وأثارت الوقائع المتكررة والمتسارعة من حيث الزمن، تخوفات الفلاحين والجمعويين، سيما أن تكرار السرقات أدى إلى إتلاف مشاريع فلاحية كبرى، كما منع تزويد دواوير بالماء الشروب، إذ أن المشتبه فيهم استهدفوا أيضا معدات ربط السكان بالماء والتي أنجزت بإشراف جمعيات المجتمع المدني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وضمن السرقات التي قطعت الماء الشروب، تلك التي وقعت الأسبوع الماضي بتراب بجماعة الركادة، واستهدفت معدات بئر بما فيها الألواح الشمسية والمضخة والمحول الكهربائي وغيرها. وأوردت مصادر "الصباح" أن المشروع الذي استهدفته العصابة، يوجد بمنطقة رسموكة، كلف أزيد من مليار ونصف المليار، وشهد سرقة أولى، قبل أربعة أيام، ليعود إليه المشتبه فيهم لاستكمال الباقي، كما أن إعادة تركيب التجهيزات والمعدات ستكلف وقتا وجهودا وغلافا ماليا مهما. المصطفى صفر