<< ما مدى نجاعة نظام التقويم في منظومة التعليم؟ < لا بد، أولا، من التمييز بين التقييم والتقويم، إذ يكشف التقويم عن مخرجات العملية التربوية في علاقتها بالأهداف المسطرة وعن نقط القوة والضعف لمعالجة الأخطاء، في حين أن التقييم هو مجرد عملية تقدير ومنح قيمة للنتائج المحققة. الواقع أن ممارسة فعل التقويم بمنظومة التربية والتكوين تختلف حسب المقاربات المعتمدة مدخلا للمنهاج التربوي وحسب الهدف من عملية التقويم وتوقيته والتصور الذي يحمله المدرس حول التقويم، إضافة إلى تمثلات الأسر وانتظاراتها من محطة التقويم والتقييم. << وما هي إيجابياته؟ < يصعب تصور نظام تربوي دون تقويم في بعده التشخيصي والتكويني، لأنه يساعد المدرسة على مواكبة تحصيل المتعلمين والتدخل لمعالجة التعثرات المرصودة، فالتقويم يساعد المدرس على تحقيق الأهداف المسطرة وقياس التقدم المنجز، إضافة إلى أنه يقدم تغذية راجعة للقائمين على الشأن التربوي ويساهم في تثمين المجهودات المبذولة من قبل المتعلمين والمدرسين وتوجيه مجهود المتعلم والمدرس. تمكن الإشارة إلى اعتماد الوزارة روائز في مادة الرياضيات لقياس مدى تمكن المتعلمين من التعلمات السابقة واللازمة لمسايرة التحصيل، إضافة إلى تضمين هذه العدة كل الوسائل الضرورية لمعالجة التعثرات المرصودة. << ما هي الثغرات وكيفية إصلاحها؟ < الحديث عن الإيجابيات والثغرات ليس بالأمر السهل، لأن تشخيص الوضعية الراهنة يقتضي بحوثا ودراسات ميدانية، لكن الممارسة اليومية والاحتكاك مع الفاعلين في مجال التقويم يكشفان مجموعة من الثغرات يمكن اختصارها في ضعف التصور العام حول التقييم والتقويم. هناك ثغرات أخرى منها عدم تمكن تلاميذ حصلوا على معدلات عالية جدا من النجاح في مباريات المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، كما الأمر بالنسبة إلى مباراة كلية الطب خلال مرحلة الحجر الصحي، إضافة إلى الفرق الملاحظ بين نتائج المراقبة المستمرة والتقويمات الإشهادية النهائية. في بعض المواد قد تختلف النقطة العددية الممنوحة لورقة امتحان بين مصحح وآخر رغم وجود بعض التدابير التي يعتمدها المصححون قبل انطلاق عملية التصحيح، وهذه ثغرة أخرى تنضاف لما ذكر ولتوقف زمن التعلم خلال محطات المراقبة المستمرة وممارسة ضغوط كبيرة على المتعلم. نحتاج إلى تعميق التكوين الأساس في هذا المجال بهدف تمكين الفاعلين بمختلف مهامهم ومواقعهم من امتلاك ناصيته وجعل التكوين المستمر آلية لتطوير الكفايات المهنية وتحيينها، مع الحرص على تعزيز وتوسيع مسؤولية الفاعلين وتحفيزهم خصوصا من يحصلون على نتائج إيجابية. أجرى الحوار: ح.أ (فاس) * مفتش وباحث متخصص في مجال التربية