fbpx
وطنية

الاسترزاق بفاجعة ريان … موت الضمير

حسابات مزورة لجمع تبرعات المحسنين ومؤثرون يستغلون مأساة الأسرة مقابل الدولار

باع جزء عريض من أصحاب قنوات “اليوتوب”، وصفحات “فيسبوك” وبعض المنابر الإعلامية، ضميرهم مقابل دولارات «الأدسنس»، مستغلين مأساة أسرة الطفل ريان للربح المالي. واستغل آخرون حيلة الإحسان، من أجل النصب باسم الطفل وأسرته، عبر فتح حسابات بنكية، يدعون أنها لأب الضحية.
وعلمت «الصباح»، أن النيابة العامة المختصة، فتحت تحقيقا في شبهة استغلال مأساة أسرة الضحية، وترويج حسابات بنكية على أنها لأب الطفل المتوفى، غير أن التبرعات ستذهب إلى جيوب مرتزقة الإحسان، في حقيقة الأمر، بعد الشهرة العالمية التي اكتستها القضية.
وعاينت «الصباح» حملة كبيرة لجمع التبرعات، تقودها صفحات وحسابات على موقع فيسبوك ويوتوب، بل إن البعض أطلق حملة في موقع دولي متخصص لجمع التبرعات، وتبين أن البعض استجاب لهذا النداء، وتلقى الحساب مساهمة في البداية، قبل أن يشن مستخدمون آخرون حملات ضد مرتزقة الإحسان.
وعلمت «الصباح» أيضا، أن عددا من النصابين حلوا ببيت الأسرة، بينهم متخصصون في حملات الإحسان العمومي، وأصحاب قنوات وصفحات على موقعي يوتوب وفيسبوك، بهدف التقرب من الأسرة، واستغلال هذا القرب لتلقي الإعانات، والاسترزاق بمأساة الطفل.
وبما أن حملات النصب هاته، أصبحت مكشوفة للعيان، هناك من حذر أبا الضحية، ودفعه إلى إنشاء حساب بنكي، من أجل تلقي التبرعات، وقطع الطريق على النصابين غير أن هذا الأمر بدوره لا معنى له، لأن الأب ليس في حاجة إلى تبرعات، وإذا كان هناك من تعويض قانوني، فإنه سيحصل عليه من الدولة.
وإذا كان المغاربة والنيابة العامة، اكتشفوا بسرعة مكائد المرتزقة، وقطعوا الطريق سريعا على أصحاب حملات الإحسان، فإنهم لم ينتبهوا إلى فئة أخرى، باعت ضميرها ومستعدة للقيام بأي شيء من أجل أموال «الأدسنس»، إذ تنقل المئات من هؤلاء إلى المنطقة، وأطلقوا العنان لـ «لايفات» ماراثونية، روجوا خلالها للكثير من الأخبار الزائفة، من أجل استمالة المشاهدين ومضاعفة دخلهم من الدولار.
وتبين من خلال المتابعة، أن جل عمليات النقل المباشر، التي أطلقتها قنوات اليوتوب والمنابر الإعلامية، فعل أصحابها خاصية «تحقيق الدخل»، بمعنى أن كل دقيقة يشاهدها المتابع تحسب لصاحب القناة أو المنبر الإعلامي. وبما أن الكثير من الأشخاص قاموا بتقنية النقل المباشر، فإن البعض سارع إلى «التميز» من خلال عناويين مغرضة وكاذبة، لجلب أكبر قدر من الجمهور، ولو كان الأمر على حساب طفل في الخامسة من عمره، الأمر الذي يحيلنا على موت حقيقي لضمير هذه الفئة، التي لا تجد حرجا في أن تتغذى على مأساة الأسر والأطفال.
ع. ن


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى