fbpx
خاص

زوجات خائنات… “كاينة ظروف”

شهادات نساء وجدن في الخيانة لذتهن في الانتقام وأخريات اقترفنها بدافع الحرمان الجنسي

من الصعب على امرأة أن تخون زوجها ووالد أبنائها، مهما قست عليها ظروف الحياة الزوجية. ليس لأنها جبلت على الوفاء، عكس الرجل، أو لأن تركيبتها النفسية “العاطفية”، تمنعها من ذلك، بل لأنها تربت داخل مجتمعاتنا على أن العلاقات الجنسية في مرحلة العزوبة، زنا وعار و”حشومة”، فما بالك إذا مارستها بعد الزواج مع رجل آخر غير زوجها، كما انغرست فيها، منذ صغر سنها، “قيم” الصبر وتحمل أي شيء داخل مؤسسة الزواج، بما في ذلك خيانة الزوج وضربه وإذلاله. إذ كل شيء يهون في سبيل الأولاد والأسرة، حتى نفسها وكرامتها. في هذه الشهادات التي استقتها “الصباح”، والتي ورد ذكرها على لسان زوجات خائنات، تتعدد الأسباب، لكن الفعل واحد. وإذا كانت العديدات منهن “اقترفن” الخيانة مدفوعات بالرغبة في الانتقام من زوج مهمل أو معنّف، فإن البعض منهن، على ندرتهن، مارسن الخيانة بكامل إرادتهن، رغم أن أزواجهن كانوا يتعاملون معهن “بما يرضي الله”. في ما يلي قصص وحكايات عن خيانة “العيالات”، ارتأينا تغيير أسماء “بطلاتها” وبعض تفاصيلها الصغيرة، حفاظا على السرية والثقة التي وضعنها، مشكورات، في “الصباح”، إذ ليس من السهل على امرأة متزوجة أن تعترف بفعل الخيانة، حتى ولو وضعت على جيدها حبل مشنقة.

إنجاز: نورا الفواري

ليس من المستحيل على المرأة أن تخون. وحين تفعلها، فبتخطيط وذكاء “خطيرين”، يعجز “أعتاها شنب” عن كشف أصغر تفاصيلهما، ربما للأسباب الآنف ذكرها. فالمجتمع لا يغفر للمرأة خيانتها، لذلك تتفنن في إخفاء ملامحها، عكس الرجل الذي يتعامل معها باعتبارها أمرا “جاري به العمل” داخل “الكوبلات و”متعارفا عليه”، يتسامح معه المجتمع وحتى الزوجة نفسها. لذلك قال السابقون، وهم يعون جيدا ما ينطقون به، إن المرأة، هي الوحيدة التي تعرف نسب أبنائها، والوحيدة التي تعرف من يكون والدهم الحقيقي!

خديجة تتحدى الملل

تبلغ خديحة من العمر اليوم 43 سنة. أما زوجها ففي عقده السادس. تزوجت في سن صغيرة جدا، وأنجبت 3 أبناء، أكبرهم يتجاوز عمره 25 سنة، أما أصغرهم ففي عمر الـ15. ولأنها لم تتمتع بشبابها كما يجب، وفضلت حياة الزوجية على “التسرهيط”، شعرت بعد مرور السنوات واقترابها من سن “اليأس” بأن “حياتها ضاعت هباء”، خاصة أن زوجها مختلف تماما عنها، ولا يشاطرها الاهتمامات نفسها.
تقول، في لقاء مع “الصباح”: “أحب الخروج والسهر والاحتفال والشرب. أحلم بعشاء رومانسي على ضوء الشموع رفقة زوجي، لكنه، عكسي، يفضل النوم الباكر والاستيقاظ فجرا للصلاة، ويعتبر الحياة الزوجية مسؤوليات يومية ونكاحا منتظما. الزوجة بالنسبة إليه امرأة تؤنس وحدته في البيت وتهتم بالأبناء والأسرة وكفى”. سألتها “الصباح”، لم قبلت الزواج به رغم اختلاف شخصيتيهما، ولم تسرعت في قبوله رغم أنها كانت صغيرة السن، فأجابت “كنا أسرة فقيرة. وكان عريسا مقتدرا من الناحية المادية. لم يكن بالإمكان رفضه، خاصة أنني لم أكن حاصلة على شهادات عليا، كما كان من الصعب علي إيجاد عمل. إضافة إلى ذلك، كان الزواج حلما بالنسبة إلى أي فتاة”.
ضاقت خديجة ذرعا بالحياة المملة مع زوجها، وزاد ضيقها بعد أن التقت ذات مناسبة عائلية، ابن الجيران الذي كانت تحبه أيام المراهقة، فعادت نار الشوق والحنين تستعر في القلوب، خاصة بعد أن علمت أنه طلق زوجته. وبعد أخذ ورد، قررا أن يلتقيا. “في البداية أقنعت نفسي أن الأمر ليس بالخطورة التي يمكن تصورها، واعتبرت أنه لقاء لتجديد المودة بين صديقين قديمين ليس إلا، قبل أن تتطور الأمور إلى علاقة جنسية وعاطفة كبيرة، جعلتني أطلب الطلاق من زوجي، الذي رفض تماما في البداية، قبل أن يستجيب في المرة الثالثة شرط الاحتفاظ بالأبناء. وهكذا كان. صحيح أن علاقتي اليوم بأبنائي ليست على أفضل ما يرام، خاصة الذكور، لكني أعيش اليوم مع حبيبي، الذي تزوجته، الحياة الزوجية التي كنت أتمناها دائما”.

“ما عندوش مع العيالات”

تحكي لطيفة، 49 سنة، لـ”الصباح”، “مأساتها” مع رفيق العمر، بلهجة لا تخلو من مرارة. بعد 18 سنة زواج، وإنجاب ابنين، اكتشفت أن الرجل الذي أحبته وعشقته لديه ميولات جنسمثلية. كان يأتي كل ليلة متأخرا إلى المنزل ومخمورا. وكانت دائما في استقباله، تؤنسه في جلسته إلى ساعة متأخرة من الليل، رغم أنها كانت مجبرة على النهوض في الصباح الباكر من أجل مدرسة الأبناء.
دافعها إلى الخيانة لم يكن سلوك زوجها غير المسؤول، فهي كانت تؤمن بأن طبيعة كل الرجال كذلك، بل عدم تلبيته لاحتياجاتها الجنسية. حين تأتي اللحظة الحاسمة، ويكونان في السرير، لم يكن يقوم بأي مجهود يذكر. كان يطلب منها أن تمارس معه الجنس الفموي، ويرفض تماما أن يكون بينهما أي اتصال جنسي، قبل أن يتوقف تماما عن معاشرتها ويهجر فراش الزوجية ويستقل في غرفة أخرى، وذلك لمدة ثلاث سنوات.
شعورها بالحرمان دفعها إلى خيانته مع قريب لها، كانت تلتقيه خفية وتحكي له كل تفاصيل حياتها الزوجية. وبنصيحة منه، بدأت تتجسس على هاتف زوجها ومكالماته، لتجد “فيديوهات” إباحية أبطالها مثليون، ورسائل صوتية بينه وبين شركائه الجنسيين، تبين بما لا يدع مجالا للشك، أن زوجها، ووالد ابنيها، “ما عندوش مع العيالات”.

سكوت متواطئ

قصة أخرى مشابهة، حكتها لنا لمياء، التي لم تعد تفهم بعد سنوات من الحب والعواطف الجياشة، كيف أهملها زوجها وزعزع ثقتها في نفسها، هي الجميلة ممشوقة القد والقوام التي يشتهيها كل رجل. ساورتها الشكوك في وجود امرأة أخرى في حياته، فقررت اللجوء إلى خدمات مخبر سري كان يتبع زوجها مثل ظله، قبل أن يأتيها بالصور واللقطات التي تثبت أنه على علاقة برجل.
شعرت لمياء بالصدمة، لكنها لم تقل شيئا حفاظا على أسرتها وأطفالها. استمرت معه، لكنها كانت تعيش حياتها بالطول والعرض، ولم تكن تشعر بأي تأنيب ضمير وهي تنتقل من شريك جنسي إلى آخر. ورغم علم زوجها بمغامراتها الجنسية والعاطفية، إلا أنه فضل السكوت، مثلما أكدت في اتصال مع “الصباح”، مضيفة “لقد كان سكوتا متواطئا. فقد اطمأن إلى نوعية الحياة التي أصبحنا نعيشها، خاصة بعد أن توقفت عن أسئلتي ومشاجراتي اليومية معه. كل واحد منا يفعل بجسمه ما يريده. نعيش مفترقين في المنزل، لكننا في المناسبات العائلية، نصر على أن نظهر أسرة سعيدة”.

مرة في 6 أشهر

وحتى نظل في سياق المثلية الجنسية دائما، نورد قصة إلهام، ابنة مراكش الشابة، التي تعرفت على زوجها الفرنسي عبر تقنية “الشات”، والذي عبر عن رغبته بالزواج منها بعد بضع مكالمات فقط بينهما. تقول في اتصال مع “الصباح”: “لم أكن أعتقد أنه كان جديا في طلبه. ورغم أنني أخبرته أنني أعاني نوعا من الإعاقة الجسدية، إلا أنه أصر على الزواج مني. جاء لخطبتي وفرحت الأسرة به، رغم أنه كان أكبر مني بأكثر من ثلاثين سنة. وككل العائلات المغربية، اشترطنا عليه دخول الإسلام قبل إتمام العقد. ووافق دون أدنى تردد. سافرت إلى فرنسا بعد أن تمت تسوية وضعيتي القانونية. كنت فتاة غرة، بدون تجارب سابقة في الحياة. علمت أنه كان متزوجا قبلي لكنه لم ينجب من زوجته السابقة. في البداية، كنا نمارس العلاقة الجنسية ثلاث مرات في الأسبوع تقريبا، قبل أن تصبح مرة كل ستة أشهر. وذات ليلة، ألح علي بالممارسة، رغم أنني كنت رافضة لها، وكان يريدني أن أحمل منه. وفعلا، هذا ما وقع”.

للإنجاب فقط

بمجرد أن علم زوج إلهام أنها حامل، لم يعد يلمسها بتاتا. وحين كانت تسأله عن السبب، كان يقول لها إنه يخاف على الجنين رغم أن العلاقة الجنسية لا علاقة لها بسلامة الحمل. وبعد أن أنجبت ابنتها، أهملها كليا. وبعد 7 أشهر من الأعذار غير المفهومة، هجر فراش الزوجية تماما.
تقول “نسيت أمره، تماما. بل لم أعد أتذكر حتى ملامح وجهه. كنت مشغولة بتربية ابنتي. واعتبرت نفسي وكأنني أعيش مع والدي. صحيح أنني لم أكن في حاجة إلى شيء من الناحية المادية، لكني كنت محرومة من حب وحنان زوجي. في البداية، رجوته أن ينام إلى جانبي ولو بدون أن نمارس الجنس. يكفيني أن يعانقني ويضمني إلى صدره. اقترحت عليه استعمال أدوات جنسية أو مشاهدة أفلام إباحية قد تؤجج رغبته، بدون جدوى. كنت محرومة حتى من كلمات مجاملة بسيطة إذا ارتديت ثوبا جديدا أو غيرت تسريحة شعري. شعرت وكأنه يكرهني. فهمت متأخرة بأن له ميولا جنسمثلية وأنه استعملني من أجل أن يتمكن من الإنجاب، ومن أجل وضعيته الاجتماعية”.

حقد وانتقام

طلبت إلهام الطلاق، بعد أن ملت من حياة الإهمال والحرمان. وحينها، جن جنونه تماما. بدأ يعايرها بإعاقتها ويسبها وينعتها بأقدح الأوصاف، إلى أن تولد لديها حقد عظيم جعلها تخونه مع أول من صادفته في طريقها. تحكي “كان شخصا يعمل معي. مارست معه الجنس بدافع الانتقام من زوجي الذي لم يكن يفوت الفرصة من أجل الحط من شأني، علما أنني أعاني عقدة نقص بسبب إعاقتي. لم أكن أبالي إن علم بذلك، بل كنت أتمنى أن يعرف أنني على علاقة بغيره، لعله ينتفض لكرامته وشرفه، ويطلقني، لكنه لم يكن يبالي. زاد حقدي عليه، ولا أكذب عليك إن قلت لك إني كنت أجد لذة في خيانته. وكنت أقول في قرارة نفسي… إيلا نتا ما بغيتينيش… كاين واحد آخر مشهيني”.
حصلت إلهام على الطلاق. وهي اليوم تستعد للزواج من جديد. هذه المرة من شخص تقول إنه يقدرها وفخور بها ويحب ابنتها ويتعامل معها بكل احترام ويمنحها الحب والحنان الذي كانت في حاجة إليه. تقول في ختام حديثها مع “الصباح”: “لا أستطيع أن أكرر تجربة الخيانة نهائيا. من المستحيل أن أخون مثل هذا الرجل الذي يقدر قيمتي”.

“الحب صعيب”

من جهتها، لا تجد منال أي عيب يذكر في زوجها. صحيح أنها أثرى منه ووضعيتها الاجتماعية أرقى، إلا أنه ب”خيرو” و”قاري” و”ولد الناس”، والأكثر من هذا، لديها منه طفلان. لم تكن، حسب قولها، في اتصال مع “الصباح”، مقتنعة به في البداية. تحكي “بززتو على راسي وصافي… ورغم أنه لطيف وطيب وأب جيد لأبنائه، إلا أنني لم أكن أتحمل وجوده في حياتي أحيانا. كانت مشاعري باردة تجاهه رغم جميع محاولاته ومجهوداته ليكون في مستوى تطلعاتي”.
زاد نفور منال من زوجها الطيب، بعد أن وقعت في الحب. التقت عشيقها في حفل مع صديقاتها وتطورت العلاقة بينهما من مجرد رسائل “واتساب” إلى لقاءات وأسفار وعلاقة حميمية دامت ثلاث سنوات. لم تعد تطيق أن يلمسها زوجها. ورغم أنهما كانا يعيشان تحت سقف واحد، إلا أنهما كانا مفترقان في الفراش.

لن أتزوج خائنة

وصل الأمر بها درجة دعوة العشيق إلى السهرات التي كانت تحييها في بيت الزوجية، رفقة صديقاتها، والتي كان الزوج يغيب عنها بطلب من زوجته، التي كانت تقول له إنها في حاجة إلى لحظات من المتعة مع رفيقاتها فقط، بدون وجود الأزواج. ساوره الشك أحيانا، بل تكاد منال تجزم أنه كان على علم بخيانتها له، لكنه لم يكن يحرك ساكنا.
قررت منال أن تطلب الطلاق من زوجها، بعد أن لم تعد تطيق الحياة بعيدا عن حبيب القلب، رغم أن الأخير، لم يكن لديه أدنى مشكل في أن تكون متزوجة، بل أكد لها أنه لن يتزوجها حتى وإن تطلقت. لكنها أصرت على قرارها، أملا ربما في أن يغير رأيه. استمرا معا سنتين بعد طلاقها، قبل أن تتوقف العلاقة بينهما نهائيا. وكان العشيق يقول لأصدقائهما المشتركين، في كل مرة يسأله أحدهم “لن أتزوج امرأة خانت زوجها، وكانت تعامله بقسوة”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى