ادعاء النبوة… أسطوانة الخلاص

أنبياء القرن 21 يبشرون العالم برسائل السماء ويقرعون الباب المغلق يمكن القول إن الأنبياء على مر العصور ثوريون، وأشخاص غير عاديين، لديهم رؤية وتصور سابق لعهدهم، وجلهم يختارون الأوقات المناسبة لتذكير الناس، بتعليمات السماء وبرسالة الخلاص والتحرير، خاصة في الأوقات الصعبة التي تمر بها المجتمعات، وتكون في حاجة إلى قائد ومخلص، يعيد توجيه تعليمات "السماء"، ويحيي ضمير العدالة والمساواة والتواضع في المجتمعات، التي ماتت فيها الأخلاق والإنسانية. وهناك رؤيتان مختلفتان في ما يتعلق بموضوع النبوة، فريق أول يرى بأن باب النبوة أغلق مع النبي محمد، وأن لا نبي بعده، تأثرا بالخطاب الديني الإسلامي، بينما الفريق الثاني يرى أن فكرة النبوة في أصلها، فكرة احتيالية وغير أخلاقية، بسبب ادعاء شخص حمله رسالة سماوية، جاءته من قوة خارقة، ويجب تطبيقها في مجتمع معين، بما في ذلك من نفع للنبي نفسه ومحيطه ومجتمعه. ويمكن للحقيقة أن تضيع بين هاتين الرؤيتين، بسبب "تطرفهما" وميلهما إلى تصديق حقيقة واحدة، ولا تقبلان التأويل والتأمل، لكن في الواقع، يبقى ظهور الأنبياء مؤشرا على حيوية المجتمعات، واهتمامها بالوجود ومحاولة لتفسيره، ولو بطريقة عجائبية تميل أكثر إلى "الفانطازية"، من ميلها إلى العلم ومناهج البحث. وغالبا ما تبدأ فكرة النبوة، بالخلاص وتحرير الإنسان من معاناته، إذ تجتمع جميع الأديان في هذه الفكرة، لكن سرعان ما تتحول إلى ممارسة العنصرية والتعصب ضد الآخر المختلف، دينيا أو في طريقة طرح الأفكار، وهنا تأتي الشخصيات التحكمية والمتعطشة للسلطة، لتستغل الدين لقهر الإنسان من جديد. وظهر في السنوات الأخيرة الكثير من الأنبياء والمخلصين، غير أن كثيرين لم ينجحوا في مهمتهم، لكن هناك آخرون نجحوا خاصة في العالم الغربي، كما هو الأمر بالنسبة إلى الديانة المورمونية، التي ظهرت في القرن 19، وأصبح لها أتباع بالملايين في أمريكا خصوصا، وتعتبر من أكثر الرسائل انتشارا في العقود الأخيرة، أكثر من الإسلام نفسه. وظهر آخرون في العالم الإسلامي، غير أن السخرية كانت السمة السائدة في التفاعل مع هؤلاء الأشخاص، كما هو الأمر بالنسبة إلى النبي "نشأت عبد النور"، الذي ظهر أخيرا في لبنان، وأثار جدلا كبيرا، إذ اتهمته الجماعات الدينية والمتدينين، وقدموا ضده شكاية إلى النيابة العامة في لبنان. ويعرف المغرب بدوره ولادة الأنبياء، كما هو الأمر بالنسبة إلى سعيد بن جبلي قبل سنتين، الذي لقب نفسه بالنبي "سعيد بن دويد"، والذي تفاعل معه كثيرون. وليس العيب في الرسول أو الرسالة، خاصة أن النبي "نشأت"، يدعو أتباعه لتبني النظام الغذائي النباتي، وأمور أخرى جميلة ومفيدة، لكن العيوب ستظهر إذا ما اختلط الدين بالدولة، وأصبح السياسيون يستغلون هذا الدين لقهر البعض وتفضيل البعض الآخر. ويرفض أنبياء القرن 21 إغلاق باب النبوة، الذي أغلقه النبي محمد، الأمر الذي يجعل الأنبياء الجدد يواجهون بالسخرية، لأنهم يعتقدون أن النبي يجب أن تكون فيه مميزات سحرية وعجائبية، بينما جميع الأنبياء كانوا أشخاصا عاديين، يمشون في الأسواق، ولم يؤمن بهم سوى قلة قليلة في البداية، كما أنهم مارسوا الحرب والقتل من أجل نشر رسالتهم، فلماذا نغلق الباب على أشخاص مسالمين يريدون تخليص الناس من المعاناة، ونرميهم بالسخرية والحمق، في وقت كان الأنبياء السابقون بالمواصفات ذاتها، بل إن جلهم مر بطفولة صعبة، ومعظمهم ارتكب أخطاء كثيرة في فترة نبوته، خاصة القتل وشن الحروب والكذب وغيرها. عصام الناصيري

ادعاء النبوة… أسطوانة الخلاص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بايتاس : الحسم في فتح الحدود نهاية الأسبوع

مزواري: الكلمة الفصل للمؤتمر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات