يدعي البعض أن الإسلام شجع على ظاهرة الغلمان بالاستناد على آية "يطوف عليهم غلمان مخلدون" لتبرير ذلك، ما ردك؟ ليس كل سفيه نطق ينبغي الرد عليه، بل الرد يكون على ذوي العقول وأصحاب الحكمة، فهؤلاء لا خلق لهم ولا أخلاق باتهام الإسلام بالباطل، وربط ذلك بآية قرآنية "يطوف عليهم غلمان مخلدون"، ليست هناك أي علاقة بين هذه الآية والشذوذ الجنسي، وأعمال قوم لوط. فموقف الإسلام واضح بخصوص أي علاقة جنسية خارج إطار الزواج، فهي حرام وكبيرة من الكبائر، بل إنه اعتبر أعمال قوم لوط، فظيعة وفاحشة من المحرمات، فبالأحرى الاعتداء الجنسي على الأطفال وما يعرف بالغلمان، فهو اغتصاب وجريمة مركبة واعتداء على الطفولة والقيم والأخلاق. تشهد بعض الدول الإسلامية على رأسها أفغانستان وباكستان بكثرة هذه الظاهرة، ما جعل جهات تربطها بالإسلام، ما قولك؟ أفغانستان تمثل نفسها، فيها من الخير ما فيها ومن الشر ما فيها، فليس كل ما فعله المسلمون في هذا البلد وباقي البلدان الأخرى حجة على الإسلام، فالإسلام يرفض هذه الممارسات، فهو ضد الاتجار في الأطفال واستغلالهم في أعمال السخرة وتشغيلهم في الأعمال الشاقة سواء في الزراعة أو الحرف التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا، فما بالك باستغلالهم جنسيا، فالدين بريء من هذه التصرفات المخلة. ما هو الحكم الشرعي لكل من ثبت استغلاله للأطفال جنسيا؟ فكما هو معلوم هناك حكم الزنا، فينظر في أمر صاحبه إن كان محصنا فعقابه الرجم حتى الموت وإن كان غير ذلك فينطبق عليه قوله تعالى " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة". وأود أن أستغل هذه الفرصة للحديث عن استغلال آخر أخطر، وهو ما تقوم به عصابة بوليساريو عبر نقل الأطفال إلى المعسكرات وتجنيدهم، فهذا أمر خطير، فمكان الطفل ليس الثكنات العسكرية، لأن بنيته الجسمية ضعيفة لن تتحمل قسوة التداريب العسكرية، كما أنه سيكون عرضة لاستغلال جنسي، وبسبب ضعفه الجسدي والفكري لن يتمكن من الدفاع عن نفسه. أجرى الحوار: مصطفى لطفي الشيخ محمد الفيزازي داعية إسلامي