رحيل فنان نقل رفقة زملائه طقوس الفرجة المسرحية إلى الغناء الشعبي غيب الموت، صباح أمس (الخميس)، الفنان عمر دخوش، الذي فارق الحياة بأحد مستشفيات البيضاء، بعد معاناة لأشهر من المرض ومشاكل في التنفس. وبرحيل دخوش يتهاوى أحد الأعمدة الأساسية لتجربة مجموعة «تكادة» التي كان الراحل أحد مؤسسيها رفقة روادها أمثال أحمد الروداني، ومحمد باطما، وبوشعيب فتاش، وعبد الغني فرحات، الشريف الركراكي، عبد الجليل بلكبير، اللوز، محمد أجدور، وخالد فضلي، ومراد عبد الحق، وعاطف سليمان، وأطاسي مصطفى، محمد العقلي ومصطفى منافع. وحرص عمر دخوش، إلى آخر محطة في حياته، رفقة زملائه على استمرار تجربة "تكادة" في رسالتها الفنية القائمة على استلهام مكونات التراث الشعبي، وإعادة تقديمه في حلة فرجوية اعتمدت على التكوين الخاص الذي تلقاه عدد من أفراد المجموعة في المسرح. وفي هذا السياق قال الفنان عمر السيد إن رحيل عمر دخوش يشكل خسارة كبرى لتجربة المجموعات الغنائية، بالنظر إلى القيمة الرمزية والإنسانية للراحل، إذ كان شخصا لا يعرف البغض والحسد طريقا إلى قلبه. وأضاف عراب مجموعة "ناس الغيوان"، في حديث مع "الصباح"، أن مجموعة "تكادة" التي كان عمر دخوش أحد مؤسسيها، شكلت دائما عنصرا مكملا ضمن نسق المجموعات الغنائية، في اشتغالها على التراث، واستلهام الفرجة الشعبية، إذ اختارت طريقا أثبتت فيه نفسها وحققت بفضله انتشارا جماهيريا واسعا. من جانبه اعتبر الباحث حسن حبيبي أن الراحل عمر دخوش يعد من الأوائل الذين سعوا إلى نقل طقوس الفرجة المسرحية إلى الغناء الشعبي، مستفيدا من الزاد والعدة المسرحية التي تلقاها سواء من خلال تجربة مسرح الهواة، أو من خلال المحترفات المسرحية التي تكون فيها رفقة زملائه تحت إشراف الفنان الراحل الطيب الصديقي ضمن تجربة "محترف اليوم". وأضاف حبيبي، في حديث مع "الصباح"، أن صوت عمر دخوش استطاع أن ينقل مبكرا مظاهر من الغناء الشعبي لمنطقة الرحامنة التي تعود أصوله إليها، مستلهما أهازيج الحصادين والرعاة والفلاحين. وأضاف الباحث والأستاذ الجامعي أنه من خلال الأسطوانة الأولى التي طرحتها مجموعة تكادة مطلع السبعينات، اعتقد الجميع أن صوت عمر دخوش، هو لشيخ كبير، في الوقت الذي لم يكن عمره يتجاوز الثانية والعشرين، إذ تمكن من إيصال "التهونينة" التي كانت تميز أغاني البدو. وتابع حبيبي أن الراحل شكل رفقة زميله أحمد الروداني دخوش، علما أنهما اشتركا صدفة في اللقب العائلي، ثنائيا لامعا طور بشكل لافت الأطروحة التي ارتكزت عليها المجموعات الغنائية في استعادة هيبة الآلات الموسيقية التراثية منها "الكمنجة" على وجه التحديد التي استعادتها المجموعة وشكلت ركيزة أساسية فيها. كما كان الراحل غزير الإنتاج من حيث الكتابة، إذ ألف وساهم في تأليف العديد من المسرحيات منها "حجر وطوب" و"الدربالة" و"الدعدوع" وغيرها. عزيز المجدوب تعليق: