الطبيب حمضي توقع أن يستمر الفيروس سنوات أخرى لكن بشكل موسمي مثل الأنفلونزا أوضح الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسة والنظم الصحية، أن الأسابيع الثمانية إلى العشرة الأولى من 2022، ستكون صعبة بسبب الموجة الحالية من الوباء، التي بدأت بسبب الفصل البارد مع متغير "دلتا" وأججها متحور "أوميكرون" سريع الانتشار، بسبب تراجع وتيرة التلقيح والتراخي في احترام التدابير الوقائية، وتوقع ازدياد الحالات بشكل كبير ومتسارع، ما يشكل تهديدا للمنظومة الصحية ببلادنا، رغم أن أوميكرون قد يكون أقل ضراوة من "دلتا"، وهو ما سيجعل السلطات الوصية مضطرة لاتخاذ تدابير تقييدية للحياة الاجتماعية والاقتصاد والمدرسة. تحسن في الربيع وأكد حمضي، في اتصال مع "الصباح"، أن الوضعية الوبائية بالمغرب، وبالعالم، ستعرف تحسنا كبيرا مع بداية الربيع المقبل، مشيرا إلى أن إعادة تفعيل عملية التلقيح بالسرعة والقوة اللازمتين، شرط أساسي لتحرير النظام الصحي والسكان والاقتصاد والمدرسة من قبضة الفيروس وطفراته، مضيفا أن العمل على الحد من انتشار الفيروس وتفشيه حالة استعجال وأولوية في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، وهي المعركة التي ستشكل فيها الجرعة الثالثة حجر الزاوية. تفعيل جواز التلقيح ونصح حمضي بتفعيل جواز التلقيح، لأن من شأنه أن يساعد المترددين على اتخاذ القرار الصائب ويحمي الأشخاص من ذوي الهشاشة الصحية وغير الملقحين لدواع طبية، ويضمن حياة طبيعية تقريبا لمجتمع الملقحين، كما شدد على ضرورة حماية الأطفال وتعليمهم، وهو ما سيتطلب تطعيم ما دون سن 12 عاما. وتوقع الباحث في السياسة الصحية، أن يستمر الفيروس في الانتشار، لكن دون تأثير مجتمعي خطير، طالما أن الأشكال الحرجة ستكون أقل عددا ويمكن تدبيرها بسهولة أكبر، مضيفا أن المغرب سيبدأ في إنتاج اللقاحات المضادة ل"كوفيد 19" التي ستساعده وتساعد إفريقيا على تحصين أفضل والانطلاق من جديد بعد الجائحة، وهو ما اعتبره خطوة بعيدة نحو التكنولوجيا الحيوية، ونحو المستقبل، من أجل السيادة الصحية والأمن الإستراتيجي للمغرب، والقدرة على مواجهة الأزمات الصحية المستقبلية. سيناريوهات الخروج من الجائحة وحسب حمضي، ستكون 2022 نهاية جائحة "كوفيد 19"، أو العام ما قبل الأخير، متوقعا أن الفيروس نفسه سيستمر في العيش بيننا لسنوات طويلة أخرى، لكن دون اضطرابات اجتماعية تذكر. وقال، إن العلماء رسموا ثلاثة سيناريوهات رئيسية للخروج من الجائحة، أولها سيناريو كارثي، لكن ضعيف الاحتمال، إذا ما حدثت طفرات خطيرة أو ظهر متحور هجين، لديها مقاومة كبيرة للمناعة المكتسبة وأكثر فتكا عن طريق التلقيح أو المرض. وثانيها، سيناريو متوسط، مع تسلسل ظهور الطفرات والمتحورات، التي تنتقص من فعالية المناعة، مع حاجة مستمرة للإجراءات الوقائية وتكييف اللقاحات، مثلما يقع اليوم، لكن باعتباره مرحلة انتقالية نحو مرحلة أخرى يكون الفيروس موسميا. أما السيناريو الثالث، فأكثــر تفاؤلا والأكثر احتمالا، وهو أن الفيروس لن يختفي، لكن سيصبح متوطنا وموسميا مثل الأنفلونزا، وستوفر اللقاحات المعدلة الحماية الملائمة من الحالات الحرجة، كما ستقلل المناعة السكانية من حدة الفيـــروس، مـــع ظهــــور أدوية مضادة فعالــــة، ستكـــون عبارة عن مكملات هائلــــة في تفادي الحالات الحرجة لدى الفئـــات الهشة، وسهلة التناول دون الحاجة لدخول المستشفى، مثل عقار "باكسلوفيدمن" من شركة "فايزر". متحور جديد في الأفق ولتعزيز هذا السيناريو، سيكون من الضروري الامتثال للتدابير الوقائية والجماعية، إضافة إلى التطعيم الواسع على النطاق العالمي للحد من انتشار الفيروس ومن خطر ظهور متحورات جديدة، علما أن منظمة الصحة العالمية أوصت بتطعيم 70 في المائة من سكان جميع البلدان بحلول منتصف 2022 من أجل الخروج من الجائحة نهاية السنة. ولتحقيق هذا الهدف، حسب حمضي، سيتعين إنتاج المزيد من اللقاحات وتوزيعها بطريقة أكثر عدلا واستخدامها على نطاق واسع ودون تردد، ولذلك ستعود المناقشات حول رفع براءات الاختراع ولا عدالة توزيع اللقاحات والتردد اللقاحي وجائحة الأخبار الزائفة، إلى طاولة المناقشات في أوائل العام الحالي، من أجل إيجاد تسويات لها. وأشار حمضي إلى أن العديد من الخبراء يعتقدون أن متحورا آخر سيظهر قبل أفول الجائحة، مضيفا أن تحديث اللقاحات وتحيينها، سيكون من المؤكد على جدول الأعمال في وقت مبكر من السنة الجارية، للتعامل مع مرحلة ما بعد "أوميكرون"، رغم أن نظام التلقيح بثلاث جرعات سيكون قادرا على توفير حماية جيدة على المدى الطويل، خاصة للأشخاص الذين لا يعانون عوامل الاختطار. احتجاجات الملقحين توقع الطبيب الباحث، أن تعرف السنة الجارية احتجاجات وغضب الملقحين، بدل معارضي اللقاحات والرافضين والمترددين، لأنهم احترموا جميع الإرشــادات الصحية، لكنهم ما زالوا محرومين من حرياتهم وحياتهم الطبيعية، بسبب عجز الحكومات عن التعامل مع غير الملقحين، الذين يشكلون مصدر خطر على أنفسهم وغيرهم وعلى المنظومة الصحية. وقال حمضي إن سياسة مراقبة الحدود واشتراطات السفر ستظل قائمة خلال 2022 و2023، مضيفا أن الانتعاش الاقتصادي سيتوقف لدى بلد على معدلات التغطية بالتلقيح والتحكم في تفشي الفيروس والمتحورات، ومشيرا إلى أن البلدان المتأخرة عن ركب التلقيح ستؤدي ثمنا اقتصاديا واجتماعيا. نورا الفواري