fbpx
ملف الصباح

2022 … الأوراش الكبرى

المغاربة ينتظرون تعليما وصحة جيدين وعدالة اجتماعية وقضاء منصفا وحريات أكثر

كثيرة هي انتظارات المغاربة في 2022. وإن كانت سنة واحدة لن تكفي من أجل تحقيق جميع الإنجازات المأمولة، إلا أنهم يعتبرونها فأل خير وبداية لتفعيل العديد من الأوراش الكبرى، التي من شأنها أن تجعل من بلادنا مغربا آخر.
في 2022، ينتظر المغاربة الإعلان عن نهاية الوباء، أو بلوغ المناعة الجماعية التي ستسمح لهم بالعودة إلى حياة طبيعية، بعد أن قضت «كورونا» على الحياة ومصادر الرزق والمدخرات والصحة النفسية، ولو أنها، وضعت الأصبع على مكامن الخلل، وأظهرت الحاجة إلى منظومة صحية في مستوى التطلعات، وأبرزت إلى الوجود، مشروعا طموحا، هو الحماية الاجتماعية لجميع فئات المغاربة، خاصة الفقيرة والهشة، وهو المشروع الذي يضع المواطنون كل آمالهم وثقتهم فيه، خاصة أنه سيكون تحت إشراف الملك محمد السادس شخصيا.
ينتظر المغاربة، في 2022، البدء في إصلاح فعلي للتعليم العمومي، بعد أن أنهكت مؤسسات التعليم الخاصة جيوبهم، وتحولت الجامعات إلى «أوكار» للدعارة والتحرش و»الجنس مقابل النقاط»، تفرخ متخرجين بدبلومات لا تتناسب مع سوق الشغل، مصيرهم البطالة وسنوات من الاحتجاج أمام البرلمان.
يأمل المغاربة، أن تكون 2022، سنة بداية الثقة بين المواطنين ومؤسسة القضاء، حتى إذا لجؤوا إلى المحاكم، كانوا متأكدين من أنهم سينصفون، لا أن تتم «جرجرتهم» سنوات طويلة، ليخرج الحكم لصالح الأقوى أو من يدفع أكثر. إنهم ينتظرون عدالة اجتماعية، لا يمكنها أن تتحقق في ظل حيف جبائي، يجعل المواطن الضعيف و»الطبقة المتوسطة»، يدفعان ضرائب أكثر مما يدفعه أصحاب الثروات وأرباب المقاولات الكبرى. ينتظرون إدارة أقل بيروقراطية وأكثر رقمنة، لتساعدهم على «قضاء حوائجهم» بالسرعة والفعالية اللازمتين، دون أن يضطروا إلى دفع ثمن «القهيوة» أو الرضوخ لأهواء بعض الموظفين الذين في قلوبهم مرض.
لقد ضاق المغاربة ذرعا بشظف العيش، وينتظرون التفاتة نحو أجورهم «المحفحفة»، تواكب الارتفاع الذي تعرفه الأسعار، كل بضعة أشهر، في الوقت الذي تظل رواتبهم وقدرتهم الشرائية منخفضة في بلد مستوى العيش فيه مرتفع بشكل مبالغ فيه، رغم أنه ما يزال يتعثر في طريقه نحو النمو.
ينتظر المغاربة في 2022 دغدغة، ولو طفيفة، لمشاعرهم الوطنية ولمنسوب «مقبول» من «الشوفينية» داخل ذواتهم للتخلص من عقدة النقص والفشل، التي ترافق رياضييهم في جميع التظاهرات الرياضية التي يخرجون منها بخفي حنين. إنهم يتمنون الحصول على ألقاب هذه السنة التي ستعرف تنظيم «الكان» و»المونديال»، لتدخل الفرحة ولو قليلا إلى قلوبهم.
المغاربة يحلمون في 2022، وفي القادم من السنوات، بأحزاب ومسؤولين أكثر قربا من همومهم، يدافعون عن حقوقهم ومطالبهم ويسمعون صوتهم، ليس بحثا عن مجد أو منصب أو سلطىة، بل إيمانا بواجبهم نحو ناخبيهم. يحلمون أيضا بمزيد من الحقوق والحريات الفردية، وبالتخلص من هذا النفاق الاجتماعي الذي يحيط بهم، تحت مسمى الدين والتقاليد، والذي سيظل عائقا أمام انتقالهم نحو الضفة الأخرى، ضفة البلدان المتطورة والمتطلعة نحو مستقبل أفضل لأجيالها المقبلة.
أدخل الله علينا وعليكم هذه السنة بالكثير من الإنجازات وتحقيق الآمال المنتظرة. وكل سنة وبلادنا آمنة مستقرة تشق طريقها، ولو بصعوبة، نحو غد أحسن.
نورا الفواري


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى