إنتاجات أجنبية تنقذ بعضها وأخرى تنتظر الإفلاس كيف يمكن تجاوز الأزمات التي ترتبت عن جائحة فيروس كورونا، وهو الفيروس الذي قلب موازين العالم وتسبب في الموت البطيء للقطاعات الفنية؟ وهل من الممكن العودة إلى الحياة الطبيعية بعد الارتباك الكبير الذي تسبب فيه كوفيد 19، خاصة في صفوف الفاعلين في عالم الفن السابع؟ هذه بعض الأسئلة التي يطرحها الكثير من المغاربة والمهتمين بالشأن الثقافي والفني، لكن للأسف، لا يجيدون لها أجوبة، في ظل استمرار الجائحة وظهور متحورات جديدة. فمن بين القطاعات التي تقترب من الاصابة بالسكتة القلبية، وتوجد، على حافة الافلاس، القاعات السينمائية، ففي الوقت الذي تمكنت فيه القاعات العالمية من تجاوز أزمتها، واستطاعت مرة أخرى، نفض غبار الركود، بسبب انتاجات حديثة مميزة، مازالت القاعات المغربية تصارع فقط من أجل البقاء والاستمرار. تمكنت القاعات العالمية، ورغم ظروف كورونا، من استعادة عافيتها، بفضل أعمال أعادت الأمور إلى نصابها وأعادت الجمهور إلى القاعات بعد انتكاسة حقيقية، منها فيلم "سبايدر مان"، والذي يتوقع أن يحطم الأرقام القياسية للإيرادات، إلا أن وصول الفيلم ذاته إلى المغرب، لم يغير الشيء الكثير، ولم يصالح المغاربة مع القاعات بعد أزمة كورونا. وفي هذا الصدد، قال المخرج إدريس الروخ، إن الإقبال على القاعات السينمائية، قبل زمن كورونا، كان ضعيفا، لكن اليوم، ومع ظهور الفيروس وفي ظل الإجراءات التي فرضتها السلطات من أجل التصدي لانتشاره، صار أضعف، وخاصة بالنسبة إلى الاعمال المغربية. وأوضح الروخ في حديث مع "الصباح"، أن أهم مشكل صادف الانتاجات السينمائية المغربية، التوقف الاضطراري الذي فرض عليها، وبالتالي كان من الصعب إنجاز مجموعة من المشاريع السينمائية، وبالتالي حال ذلك دون خروجها إلى القاعات "وبالنسبة إلى الأعمال التي تمكنت في تجاوز الأزمة، فعرض في القاعات في ظل ظروف صعبة، منها تقليص الطاقة الاستيعابية للقاعات، وأيضا تخوف المغاربة من الاصابة بالفيروس"، حسب قوله. وتابع الروخ حديثه بالقول إن الكثير من المنتجين ارتأوا تأجيل عرض أعمالهم السينمائية في القاعات في ظل الاوضاع الراهنة، لتجنب الخسارة التي يمكن أن يكبدوها، إذ أن أغلبهم، فضلوا انتظار الوقت المناسب وعودة الاوضاع إلى طبيعتها، وهو ما كبد القاعات خسائر كثيرة، وجعل بعضها على حافة الإفلاس. وكشف المخرج السينمائي، أن عشرات الأفلام مازالت على الأدراج تنتظر لحظة الإفراج عنها، علما أن التي تعرض في الوقت الراهن، لم تنل ما تستحقه، وحكم عليها بالفشل بسبب الوضع الذي تعيشه أغلب القاعات السينمائية. إيمان رضيف