ظهرت أصوات تكفر كل من احتفل أو هنأ النصارى في أعياد الميلاد، ما تعليقك؟ أولا ينبغي أن نعلم أن الإسلام دين سلام، وتحيته هي السلام عليكم، والتي نحررها أيضا في نهاية أي طلب، كما أن هناك مكانا في الجنة يسمى دار السلام، وبالتالي فالإسلام دين محبة وسلام، ومن أركانه أن نؤمن بالله وكتبه وجميع رسله. فالإشكال المطروح في هذه القضية، هو أن البعض، يعتقد أنه إذا هنأت النصارى واليهود بأعيادهم فقد واليتهم في الدين، وهذا خطأ، لأن الرسول الكريم لما قدم إلى المدينة، وجد اليهود يحتفلون بيوم نجا فيه الله موسى من فرعون، فقال لهم نحن أولى بموسى، كما أن الله قال في كتابه العزيز عن المسيح عيسى بن مريم "سلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا". لهذا في نظري، يجوز للمسلم أن يهنئ جيرانه غير المسلمين بأعيادهم لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتصدق على غير المسلمين ويزور مرضاهم. إلى جانب أعياد النصارى واليهود، كان هناك موقف متشدد من احتفالات السنة الأمازيغية، ما قولك؟ الإشكال الذي يطرح هنا، هو هل هذا العيد يدخل في صلب العقائد أم العكس، لأن لدى بعض الناس تمظهرات اجتماعية يحتفلون بها من بينها رأس السنة الأمازيغية، وهو احتفال أو عيد لا يحمل أي دلالة دينية، بل إعلان عن بداية موسم فلاحي، كما الأمر في الاحتفال بعيد الأم والعمال وغيرهما. فالإشكال الذي يقع فيه بعض الناس، أنهم يعتقدون بتهنئتك النصارى أنك تؤمن أن عيسى ابن الله، رغم أن الله يقول في كتابه العزيز "لا إكراه في الدين" و"لكم دينكم ولي دين"، كما أنهم لا يميزون بين المعاملة المبنية على القسط والبر والمعتقد. في نظرك كيف نتجاوز هذا الإشكال؟ ما أحوجنا في هذا العالم المليء بالاضطرابات أن نركز على الجوانب الإنسانية التي تجمعنا من المعاملة الحسنة والأخلاق الطيبة والأشياء الجميلة، وبالعودة إلى التاريخ المغربي، نجد أن المسلمين واليهود كانوا يتبادلون التهنئة في أعيادهم الدينية في جميع المدن، مع حفاظ كل طرف على معتقداته الدينية، ما جعل المغرب يشكل أيقونة للتعايش الديني بأبهى صوره، والتي ترتكز على قوله تعالى "لا إكراه في الدين". أجرى الحوار: مصطفى لطفي *ياسين لملس باحث في السياسات العمومية والجماعات الإسلامية