سوق الدواجن بالبيضاء… التعايش مع الفوضى

غموض في قرار ترحيله ومهنيون غاضبون بسبب غياب التواصل يقف سوق الجملة للدواجن بالبيضاء شاهدا التهميش ولامبالاة مسؤولي المدينة، فالسوق أصبح، رغم تدخل جماعة الحي المحمدي في النظافة أو محاولة تنظيمه، عنوانا لفضيحة بيئية، وعنوانا بأن صحة البيضاويين آخر ما يفكر فيه القائمون على تدبير شؤون العاصمة الاقتصادية. اعتقد البيضاويون أن السوق سيحظى بالأولوية، فهو عبارة عن هيكل إسمنتي غريب يشوه معالم المدينة، إلا أنه كان للمسؤولين رأي آخر، فالمدينة منشغلة أكثر بمطرح مديونة للنفايات، ومشروع الكرة الأرضية، والقناطر وباقي المشاريع الكبرى العالقة. انتظر البيضاويون تشييد السوق الجديد للدواجن منذ سنوات، إلا أن ملف ترحيله من منطقة الحي المحمدي ظل عالقا لدى الجهات المسؤولة، لأسباب مجهولة، فاستمر السكان في التعايش مع الروائح الكريهة، التي تنبعث كل يوم من السوق، والظروف غير الصحية التي يتم فيها البيع و"الترياش". ووعد مسؤولون سابقون بترحيل السوق في أقرب فرصة، وأكدوا على أن السوق الجديد سينشأ على أربعة هكتارات بجماعة عين جمعة بإقليم النواصر، وبغلاف مالي سيناهز 12 مليون درهم، سيتم تمويله مساهمة بين الجماعات المحلية ومجلس جهة البيضاء، على أن يتضمن 52 رصيفا للشاحنات التي ستعرض الدواجن للبيع لتجار الجملة، كما سيوفر محطات للغسل وتعقيم الشاحنات، ومحرقة كبيرة ستمكن من حرق الدجاج النافق والأزبال التي يخلفها الذبح، إلا أن المشروع أصيب ب"السكتة القلبية"، فتم التراجع عن كل هذه الوعود. في تصريح إعلامي لأحد نواب العمدة، قال إن مجلس الجماعة يبحث سبل إغلاق سوق الجملة للدواجن، مشددا على أن هذا الملف من "الأولويات" التي يشتغل عليها المجلس حاليا، ووصف السوق الحالي بـ"الكارثة البيئية بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه"، مضيفا أن مجلس المدينة حاليا يبحث سبل نقل سوق بيع الدواجن بالجملة إلى خارج البيضاء، وقبله أعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش في يوليوز 2019، خلال فترة توليه حقيبة وزارة الفلاحة عن إنشاء سوق جديد للدواجن الحية بجهة البيضاء، ثم تحدث مهنيون أن ملف الترحيل ما زال مبهما ويثير الكثير من اللغط والجدل، وأنهم فقدوا الثقة في كل تصريحات المسؤولين ، فاستمرار تعثر المشروع منذ سنوات، وغياب تأكيد رسمي لتحديد تاريخ تشييد السوق بدقة، جعل كل الوعود تذهب مع أسراب الرياح. وقال المهنيون إن مصيرهم في السوق بات مبهما، بسبب ما اعتبروه "ضعف التواصل بينهم وبين الجهات المسؤولة، وعلى رأسها مجلس المدينة". وقالوا: إنه "في كل مرة يتم تحديد مكان جديد لترحيل سوق الدجاج، ما يخلق لنا نوعا من اللبس وعدم الاستقرار، إذ قيل قبل سنتين إنه سيتم ترحيله إلى منطقة حد السوالم، وبعد ذلك، إلى الخيايطة، ثم مديونة، قبل أن يحدد مجلس المدينة جماعة عين الجمعة في إقليم النواصر"، مبرزين، في الوقت نفسه، أنهم لا يمانعون في ترحيل السوق، إلا أنه على الأقل تحديد موعده والمنطقة التي ستحتضنه، مشيرين إلى أنه في حالة الترحيل، فإن ثمن الدجاج سيشهد ارتفاعا نسبيا بدرهم أو درهم ونصف وهي تكلفة النقل والتوزيع من خارج البيضاء. من جهته، كشف أحد المنتخبين، أن مجلس المدينة سبق أن صادق على مشروع اتفاقية انتداب شركة البيضاء للخدمات، من أجل مواكبتها في ترحيل سوق الجملة للدجاج ودراسة جدوى إحداث سوق الجملة للمنتجات الغذائية، وحددت ميزانية ضخمة لذلك وصلت إلى 900 مليون سنتيم، ثم طويت الصفحة، في انتظار قرار حاسم. خالد العطاوي

سوق الدواجن بالبيضاء… التعايش مع الفوضى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السكتة وشيكة بفاس

الداخلية تحارب الجرذان بـ 700 مليون

مقالات ذات صلة