فراغ بعد رواج

مواطنون هجروا مراكز التلقيح بسلا ورفضوا الاستفادة من الجرعة الثالثة كان مركز التلقيح الرقمي باب المريسة بسلا، قبل أسابيع، يعج بالمواطنين الراغبين في الاستفادة من الجرعة الأولى والثانية من اللقاح ضد فيروس "كورونا"، سيما بعد قرار إلزامية التوفر على جواز التلقيح لممارسة الأنشطة اليومية دون شرط أو قيد، لكن اليوم، تغير الوضع، وصار المكان شبه فارغ، لا تقصده إلا فئة قليلة جدا للاستفادة من الجرعة الثالثة. ففي الوقت الذي كان فيه هذا المركز مكتظا، إلى درجة أن رجال الأمن، كانوا يضطرون أكثر من مرة، إلى التدخل ومحاولة التحكم في الفوضى التي كان يعرفها المكان، بسبب العدد الكبير للوافدين عليه، أصبح العاملون فيه، اليوم، يجلسون ساعات طويلة دون استقبال أي مواطن، ليغادروا بعد ذلك، المكان، على أمل، استقبال مواطنين في اليوم الموالي، لكن، دون جدوى. فدخول هذا المركز، وبعدما كان يتطلب الانتظار في طابور طويل، أضحى لا يتطلب إلا دقائق قليلة، إذ مباشرة بعدما يحل الشخص في المكان، يبادر أحد حراس الأمن الخاص إلى سؤاله عن سبب "الزيارة"، وهل الأمر يتعلق بطلب الاستفادة من الجرعة الثالثة، ليدعوه مباشرة إلى التوجه إلى مكتب عامل لتسجيل اسمه والمعلومات الشخصية، والتوجه بعد ذلك، إلى غرفة التلقيح والاستفادة من الجرعة، وهي العملية التي تنجز في ثوان معدودة، علما أن العملية ذاتها كانت تستغرق، قبل أسابيع فقط، ساعات طويلة، وأن الكثير من المواطنين كانوا يعودون أدراجهم بسبب الطابور الطويل. ما يعيشه مركز التلقيح الرقمي باب المريسة، دفع الكثير من الأشخاص إلى التساؤل عن أسباب تراجع عدد الوافدين على المركز، والعزوف عن الاستفادة من الجرعة الثالثة من اللقاح، في الوقت الذي كان فيه الكثيرون، يتسابقون من أجل الاستفادة من الجرعة الأولى والثانية، لحمل جواز التلقيح. ما يعرفه مركز التلقيح الرقمي "باب المريسة"، هو ذاته ما يعرفه مركز التلقيح "الفندقية" بحي الانبعاث. فبعد الرواج الكبير الذي عرفه هذا المركز خلال الأسابيع الماضية، صار الركود فيه سيد الموقف. فالمكان شبه فارغ، لا وجود لمواطن يرغب في الاستفادة من الجرعة الثالثة، ولا حتى الثانية، إذ أن العاملين فيه يجوبون المكان في انتظار وصول المواطنين، وفي الكثير من الأحيان يطول انتظارهم ساعات طويلة. وتوقع عامل في مركز للتلقيح، أن يكون الوضع الذي تعرفه العديد من المراكز، راجعا بالأساس، إلى تأخر الكثير من المواطنين في الاستفادة من الجرعة الثانية، باعتبار أن هذه الفئة، يمنع عليها الاستفادة من الثالثة، إلا بعد مرور أكثر من ستة أشهر. وأضاف العامل، أنه خلال الأسابيع المقبلة، يتوقع أن تعود مراكز التلقيح إلى استقبال المواطنين الراغبين في الاستفادة من الجرعة الثالثة، بشكل طبيعي، قبل أن يضيف أنه، إلى حدود اليوم، لا توجد طريقة لضمان حماية الأشخاص أنفسهم من مضاعفات الإصابة ب"كورونا" غير التلقيح، وهو ما اقتنع به الكثير من المواطنين المغاربة. ومن جهتها، قالت فتيحة، (مستخدمة)، إن لديها تخوفا كبيرا من الخضوع للجرعة الثالثة من التلقيح، سيما أنها في الآونة الأخيرة تتابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" وكذلك عبر "يوتوب" مجموعة من الأخبار ومقاطع الفيديو لأشخاص يؤكدون الأضرار، التي لحقت بهم بعد الخضوع للتلقيح "ما يثير الذعر في النفوس". وأضافت "رغم أنني تلقيت الجرعتين الأولى والثانية لم أعان أي مشاكل صحية، إلا أن الجرعة الثالثة جعلتني أشعر بخوف شديد من إمكانية إصابتي بمكروه، وهو الأمر الذي يشاطرني فيه الرأي كثير من أفراد عائلتي"، حسب قولها. إيمان رضيف

فراغ بعد رواج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شهادات

المناعة الجماعية في مواجهة التراخي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات