3 أسئلة : صراعات الحكومة أثرت على الحصيلة

صراعات الحكومة أثرت على الحصيلة كيف تقرؤون الحصيلة الاجتماعية لهذه السنة التي شارفت على الانتهاء؟بالنسبة إلي، في هذه السنة كانت هناك 5 أشهر بيضاء بالنسبة إلى الحكومة، حتى لو كانت هناك استمرارية، لكن على العموم، الصراعات التي نشبت بين حزبين من الأغلبية، أثرت بشكل كبير على الأداء الحكومي، وكان المجهود كله منكبا حول كيفية الخروج من هذا المأزق والبحث عن تشكيلة جديدة للحكومة في ظل الأزمة العالمية والعربية والوضع المغربي المتأزم بدوره، للحفاظ على الاستقرار وما اعتبر مكتسبات ، أي أنه كانت هناك رهانات سياسية أكثر منها اجتماعية، وبالتالي لا يمكن الحديث عن حصيلة اجتماعية. لكن بشكل عام هناك مؤشرات، يمكن تقييم أداء الحكومة من خلالها، أولها عدم تحقق الحد الأدنى من العجز في الميزان التجاري، فضلا عن الاتجاه نحو المديونية عوض تخفيض الدين الخارجي، رغم تصريحات الحكومة السابقة، القائلة ب "لا للاقتراض"، ليتضح أن هناك ظروفا دفعت إلى الاقتراض، والأمر ذاته ينطبق على استقرار الأسعار، الذي لم يتحقق أيضا، ولم يكن تحكم في معدلات التضخم. ورغم المجهودات المعمولة لم يتم تحسين نوعية المعيشة وحياة المواطنين، ولم يتم تمكين المواطنين بالشكل الأمثل من الخدمات الصحية ولا إعادة بناء المجتمع ومكافحة الفقر واستمرار مشكل البطالة. ويظل توسع القطاعات الصناعية من أجل اقتصاد وطني قوي منتج، بعيد التحقق سيما في ظل عدم تعاون الباطرونا لاعتبارات كثيرة بينها غياب الثقة. كل هذه الأمور تجعلنا نقول إنه لا يمكننا الحديث عن حصيلة اجتماعية، لأن ما هو اجتماعي يتولد عما هو اقتصادي وعن خطط التنمية فيما نحن لم نخرج بعد من مرحلة الانكماش الاقتصادي. هل يمكن القول إن السنة الحالية كانت سنة بيضاء؟ممكن أن نقول إن هذه السنة كانت بيضاء، لكن الحكومة موجودة واشتغلت، لكن لم تتحقق هذه الأشياء التي تحدثت عنها سلفا، وبالتالي المسؤال هو لماذا لم تتحقق؟ هل بسبب غياب الإرادة عند الحكومة أم هناك أمور أخرى تتحكم؟ وأنا هنا بصدد إعطاء تقييم غير موجه إلى الحكومة وإنما إلى كل العوامل المتدخلة في إنتاج هذه الوضعية الصعبة، أولها تغير الأهداف العامة للحكومة، التي أتت بشعار التغيير الذي لم يتحقق للصعوبات السياسية، ولأن الحكومة لا تتحكم في الاختيارات الكبرى والإستراتيجية للبلد، وإنما تتحكم فيها منظومة نظام الدولة بشكل عام، فضلا عن ذلك، هناك تغير تركيز الإنفاق العام، فالتوقعات التي وضعتها الحكومة قيل إنها لم تكن متحكمة فيها، وبالتالي لم تستطع تنفيذ برامجها، لأن برامج الحكومة لا تستجيب للمتغيرات والمستجدات، التي تبين أنها أكبر من انتظارات الحكومة التي غابت المرونة عن برامجها. في رأيك ما الذي يتعين على الحكومة القيام به لتغيير الأوضاع في السنة المقبلة؟ في ظروف التغيير والأزمات، تكون الاختيارات صعبة، لكن لا يجب الانغماس في ما هو روتيني يومي، بل يجب وضع إستراتيجيات كبرى، وهذا يعني أيضا أن المواطن سيعاني خلال ثلاث أو أربعة سنوات، لكنه يعلم في المقابل أنه بعد هذه المدة ستنتهي الأزمة، أما عندما لا نستثمر للمستقبل، فهنا مكمن الخلل. أنا أعتقد أنه لا توجد هناك إستراتيجية شجاعة للتغيير والتخطيط والتنمية في أفق جعل الحكومة والإدارة في خدمة المواطن، وربما وجود بعض المعيقات يجعل الحكومة غير قادرة على مواصلة هذه الإستراتيجيات.أجرت الحوار: هجر المغليإدريس قصوري ,أستاذ جامعي ومحلل سياسي

3 أسئلة : صراعات الحكومة أثرت على الحصيلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التعليم ولغته… الإصلاح العسير

"ما تقيش خبزي وكازوالي" شعارات سنة ملتهبة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات