الأشهر المقبلة ستكون حاسمة

بركات عضو اللجنة العلمية قالت إن توقع انتكاسة عالمية جديدة أمر ممكن لم تخف البروفيسور أمينة بركات، عضو اللجنة العلمية لتتبع "كوفيد 19"، إمكانية وقوع انتكاسة عالمية جديدة، موضحة أنه أمر ممكن وأن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة للإجابة عن مجموعة من التساؤلات بشأن فيروس "كورونا" المستجد. عن إمكانية عودة الحياة إلى طبيعتها لما كانت عليه قبل الجائحة، وأهمية جواز التلقيح والرافضين له ومحاور أخرى، تتحدث البروفيسور بركات لـ"الصباح" في الحوار التالي: هل توجد مؤشرات توحي بإمكانية عودة الحياة إلى طبيعتها بعد أزمة "كورونا"، أم أن الجائحة ستستمر مدة أطول؟ > هذا هو الأمل المتوخى من وراء تعميم اللقاح ضد "كوفيد 19"، إذ نطمح أن تعود الحياة إلى طبيعتها. ونسعى كذلك أن تكون هناك نسبة عالية من الأشخاص الملقحين، وبالتالي تفادي انتكاسة جديدة وأعراض خطيرة للمرض وامتلاء مصالح الإنعاش والمستشفيات. وما هو أكيد اليوم، أن اللقاح ضد فيروس "كورونا" يقي المواطنين من أعراض خطيرة ومن ولوج أقسام الإنعاش إلى درجة عالية جدا. > في ظل ظهور متحورات جديدة، تقف بعض اللقاحات عاجزة أمامها، ما تعليقك؟ > نتمنى أن تكون اللقاحات المتوفرة ذات فعالية ضد المتحورات الجديدة لفيروس "كورونا"، مثلا "متحور دلتا"، كان تخوف كبير من عدم فعالية اللقاحات المتوفرة ضده، لكن تبين العكس. وبما أن أغلب بلدان العالم بات عدد الملقحين فيها يرتفع، نتمنى أن يحد هذا المعطى من تفشي المرض، خاصة أنه حين يقل عدد المصابين بالفيروس، يقل أيضا ظهور متحورات جديدة، على اعتبار أن كثرة العدوى، هي السبب الرئيسي في زيادتها. > رغم الجدل الكبير الذي أثاره فرض الجواز الصحي ليس فقط في المغرب، بل على الصعيد العالمي، هل يمكن اعتباره بداية العودة التدريجية للحياة الطبيعية؟ > "لو باس فاكسينال" أو "جواز التلقيح" الذي بدأت عدة دول تستعمله، يعتبر بمثابة أمان للحفاظ على الصحة. إذ حين يتعلق الأمر بأشخاص موجودين في مكان ما وكلهم خضعوا للتلقيح ضد "كوفيد 19"، فهذا لا يعني طبعا أننا نكون متأكدين مائة في المائة من عدم وجود الفيروس، لكن الأمر يقلل بنسبة كبيرة جدا خطر وجود أشخاص مصابين به وأيضا تفشي الفيروس، إضافة إلى أن جواز التلقيح يخول لنا التنقل بين المدن ودخول أماكن مكتظة، إلا أن هذا لا بد أن يكون مقترنا بالحفاظ على وضع الكمامة والتدابير الوقائية في إطار مستوى عال من الحفاظ على الصحة. > يتم تداول أخبار بشأن اعتماد التلقيح السنوي ضد "كورونا"، فما صحة ذلك؟ > لا يمكن لأي شخص أن يقول إنه سيتم اعتماد اللقاح ضد "كوفيد 19" كل سنة أو سنتين، أو لن نخضع له، فالأمر الوحيد الذي يحدد الإجابة عن هذا السؤال هو كيف ستصبح الحالة الوبائية خلال الأشهر المقبلة؟ سيما أن الطقس بدأ يعرف تغيرات وانخفاضا في درجات الحرارة ما دمنا مقبلين على فصل الشتاء، وهي مرحلة تعرف انتشار الأمراض التعفنية. ويبقى السؤال المطروح خلال المرحلة من السنة، هو هل سيتفشى فيروس "كوفيد 19" من جديد؟ وهل ستظهر متحورات جديدة؟ وانطلاقا من هذه التساؤلات والمعطيات، يمكن أن نحدد هل سيتعين الخضوع للقاح كل ستة أشهر أو كل سنة أو كل سنتين، لكن إلى حدود الآن لا يوجد جواب علمي دقيق بشأن الموضوع. > ما هي نتائج المناعة الجماعية في المغرب؟ > ما يمكن تأكيده حاليا أن هناك ما يقارب 80 في المائة من المغاربة الذين خضعوا للتلقيح ضد فيروس "كورونا" المستجد من الفئة المستهدفة، ما يعني أننا حافظنا على صحتهم من خطر "كوفيد 19" وأن الشخص حتى لو أصيب بالفيروس لا يكون بشكل خطير ولا يدخل قسم الإنعاش. وأود أن أشير إلى أن هذا لا يعني أن مائة في المائة من الملقيحن لن يدخلوا أقسام الإنعاش، سيما أن هناك من بينهم من يعانون أمراضا مزمنة وخطيرة مثل السكري، وبالتالي هذه الفئة تستفيد أكثر من الحفاظ على صحتها بفضل اللقاح. ومن جهة أخرى، إذا تم تلقيح مائة من المصابين بأمراض مزمنة سنحافظ على صحة 90 في المائة منهم حتى لا يدخلوا أقسام الإنعاش عندما يصيبهم "كوفيد 19"، خاصة أنه دائما هناك فئة قليلة يمكن أن تصاب بمضاعفات خطيرة. ويبقى الهدف من تعميم المناعة الجماعية في صفوف المغاربة هو الحفاظ بنسبة عالية على صحة الجميع عموما، وعلى ذوي الهشاشة الصحية خصوصا من أن يصابوا بمرض خطير ويدخلوا أقسام الإنعاش إذا تعرضوا للإصابة. > ماذا عن الأشخاص الذين يرفضون التلقيح وتأثيرهم على عودة الحياة إلى طبيعتها؟ > إن من يرفضون الخضوع للتلقيح ضد فيروس "كورونا"، أصبحوا بمثابة ظاهرة لم تكن في المغرب، لأن بلدنا من بين الدول، التي اعتمدت برنامج تلقيح من أنجح البرامج. وهذه الظاهرة انتشرت على الصعيد الوطني نتيجة ما يتم تداوله من أخبار خاطئة، لسوء الحظ، في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي أدى ذلك إلى رفض الكثيرين له. ونتمنى من خلال ما تقدمه وزارة الصحة وأعضاء اللجنة العلمية من توضيحات بشأن اللقاح في جميع وسائل التواصل، أن تصبح الفئة الرافضة له أكثر وعيا لأن الهدف هو حمايتهم وحماية صحتهم. ولا ينبغي أن نفكر على الصعيد الفردي، بل على المستوى الوطني. وكل شخص اختار ألا يخضع للقاح فهذا من حقه، لكن أن يعرض آخرين خضعوا للقاح للمرض إذا أصيب بفيروس "كورونا"، فليس من حقه. ولهذا من لم يخضع للقاح يجب أن يختار أماكن غير مكتظة ولا يفرض نفسه على أشخاص اختاروا الحفاظ على صحتهم. لا يمكن التنبؤ بالمستقبل > هناك تخوفات من موجات أكثر خطورة من فيروس "كورونا"، فما صحة ذلك؟ > كل شيء ممكن، مادام فيروس "كورونا" يعتبر من الأمراض الجديدة. وطبعا لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، لكن يتم الأخذ بعين الاعتبار معطيات عبر العالم وأنه يمكن أن تظهر متحورات جديدة، خاصة أن عدة بلدان مازالت مناعتها الجماعية قليلة وعدد المرضى كثير وأيضا سريان الفيروس كثير جدا بها. والحديث بشأن ظهور متحورات أخطر من متحورات معروفة، من قبل شيء ممكن، كما أن توقع انتكاسة عالمية أخرى ممكن أيضا. ولهذا تطرح نقطة استفهام كبيرة في ما يخص فيروس كورونا خلال ستة أشهر المقبلة أو في غضون سنة، سيما أن المبتغى عبر العالم ووفقا لما تنص عليه المنظمة العالمية للصحة، ليست فيه الأولوية للجرعة الثالثة، وإنما الأولوية في التفكير في جميع البلدان وخاصة الدول الفقيرة، التي لم تتمكن من اقتناء اللقاح وأخذ الجرعات الأولية للحد من انتشار الفيروس. ولهذا فكل التساؤلات حول العودة للحياة الطبيعية، وحدها الأشهر المقبلة التي ستجيبنا حول ما سيقع بشأنها.> هناك تخوفات من موجات أكثر خطورة من فيروس "كورونا"، فما صحة ذلك؟ > كل شيء ممكن، مادام فيروس "كورونا" يعتبر من الأمراض الجديدة. وطبعا لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، لكن يتم الأخذ بعين الاعتبار معطيات عبر العالم وأنه يمكن أن تظهر متحورات جديدة، خاصة أن عدة بلدان مازالت مناعتها الجماعية قليلة وعدد المرضى كثير وأيضا سريان الفيروس كثير جدا بها. والحديث بشأن ظهور متحورات أخطر من متحورات معروفة، من قبل شيء ممكن، كما أن توقع انتكاسة عالمية أخرى ممكن أيضا. ولهذا تطرح نقطة استفهام كبيرة في ما يخص فيروس كورونا خلال ستة أشهر المقبلة أو في غضون سنة، سيما أن المبتغى عبر العالم ووفقا لما تنص عليه المنظمة العالمية للصحة، ليست فيه الأولوية للجرعة الثالثة، وإنما الأولوية في التفكير في جميع البلدان وخاصة الدول الفقيرة، التي لم تتمكن من اقتناء اللقاح وأخذ الجرعات الأولية للحد من انتشار الفيروس. ولهذا فكل التساؤلات حول العودة للحياة الطبيعية، وحدها الأشهر المقبلة التي ستجيبنا حول ما سيقع بشأنها. في سطور: - طبيبة في مجال طب وإنعاش المواليد - عضو اللجنة العلمية لتتبع "كوفيد 19" - أستاذة بكلية الطب والصيدلة - حاصلة على عدة جوائز في مجال الطب والأبحاث العلمية أجرت الحوار: أمينة كندي

الأشهر المقبلة ستكون حاسمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ريمونتادا" الوباء في 2022

تخوفات من"الإدمان" على اللقاح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات