طابع بريدي يغضب الجيش الإسباني

خصص للاحتفال بذكرى معركة أنوال والخطابي يذكرهم بسقوط آلاف القتلى في الريف أبدى قادة الجيش الإسباني غضبهم من إصدار بريد المغرب طابعا بريديا لمناسبة الذكرى المائوية لمعركة أنوال التي دارت بين المقاومة في الريف والاحتلال الإسباني، واعتبروه رسالة مشفرة وذكرى أليمة لهزيمة قاسية. ونقلت وسائل إعلام إسبانية عن مسؤولين في الجيش الإسباني وصفهم صدور طابع بريدي من مؤسسة عمومية تابعة للحكومة ب"المؤسف"، لأن الواقعة عرفت موت الآلاف من الإسبان. وأوضحت جريدة "إل إسبانيول"، في تقرير لها بعنوان: "انزعاج في الجيش بسبب طابع مغربي لإحياء ذكرى سنوية مات فيها عشرة آلاف إسباني"، أن الطابع البريدي، تسبب في "عدم الارتياح" في إسبانيا، خصوصا في الوسط العسكري، إذ نقلت عن مصادرها من أحد فيالق القوات المسلحة، قوله إن الواقعة "مؤسفة من جانب المغرب"، مشيرة، في الوقت نفسه إلى أن المسؤولين الإسبان مازالوا لم ينسوا مقاومة محمد عبد الكريم الخطابي في المعركة نفسها، إضافة إلى أن معارك استقلال المغرب في الريف شهدت موت الآلاف من الإسبان. وقال عقيد بالجيش الإسباني، في تصريح للجريدة نفسها، إنه "ليس من الضروري أن تكون خبيرا جدا لكي ترى أنها إشارة مباشرة إلى لوحة سانتياغو أبوستول راعي إسبانيا"، وهي لوحة تظهر أحد قادة الجارة الشمالية المرتبط بمعركة "كلافيجو" الأسطورية، راكبا حصانه الأبيض ويحمل سيفا، وهو شخصية أسطورية، ارتبطت بـ"حروب الاسترداد"، وظلت واحدة من أبرز الرموز الدينية في مخيال الجارة الشمالية، واللوحة، وفق الجريدة نفسها ، شبيهة بالطابع البريدي الذي يظهر محمد عبد الكريم الخطابي، على حصانه وجنودا إسبانا جاثمين على ركبهم خوفا وتوسلا. وأشارت وسائل إعلام أخرى أن الطابع البريدي، الذي وصفته ب"المثير للجدل"، يحيي ذكرى المعركة التي كلفت إسبانيا أكثر من 10 آلاف ضحية وانهيار قيادة مليلية المحتلة، كما أن الواقعة كانت لحظة عظيمة للخطابي، غير أن مصدرا مغربيا أوضح لـ"إل إسبانيول"، أن ادعاءات ربط قائد المقاومة الريفية بالانفصال لا أساس له من الصحة، مشيرا إلى أنه "من المعروف أن عبد الكريم الخطابي كان مع النظام الملكي، لأنه في وقته، وفي المساجد، لم يختف الدعاء للسلطان محمد الخامس ومدحه، وكان الريف دائما مع الملوك"، قبل أن تورد تصريحا آخر لخبير عسكري إسباني، جدد فيه اتهامه للخطابي بأنه لم يكن مع مصالح المملكة المغربية وقتها، وكان يسعى للانفصال. وذكرت “إل إسبانيول” في ختام تقريرها، أنه على الرغم من مرور البلدين بأكبر أزمة دبلوماسية بينهما منذ عقود، ورغم أنهما سبق أن صرحا في عدة مناسبات بأنهما لن يقوما بإحياء ذكرى معركة أنوال، إلا أنه، إلى جانب الاحتفاء المغربي بها، فإن الأرشيف التاريخي الوطني نظم معرضا حول الموضوع، وأقام معهد الدراسات التاريخية والعسكرية، فعاليات بشأنها، إلى جانب إصدار الكتب وتنظيم المؤتمرات. خالد العطاوي

انهيار ورش مشروع تجاري بطنجة

التنقل بين سلا والرباط... جحيم يومي

مقالات ذات صلة