شراء الكذب سياسة ثابتة في أجندات “بوليساريو”

التقرير الأممي الأخير أربك حسابات الجزائر وأصابع بطشها في المخيم بقلم: الفاضل الرقيبي تفاقمت الأمور وانعدمت الرؤية بالنسبة إلى بقايا قيادة "بوليساريو"، وبات التهور والسير بلا خطة المنطق السائد. فبعد خيبة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وخروج الإرهاصات الأولى المتعلقة بقرار مجلس الأمن المحطمة لأسطورة الحرب الثانية، التي روجت لها الأبواق الجزائرية وطفيليات الجبهة، اتجهت إستراتيجية "بوليساريو"، أخيرا، إلى مربع آخر من الفشل، محاولة بذلك ربح تعاطف العالم، أو على الأقل، تصديق أطروحتها التي لم تنطل حتى على سكان المخيم، فقد عمد كبير لصوص الجبهة بالخارج، المدعو أبي بشرايا، إلى استقدام ثمانية عشر صحافيا من وسائط إعلامية متعددة ومعروفة بموالاة الأجندة البترولية الجزائرية، متكلفا بتذاكر سفرهم وإقامتهم بفندق رياض الفتح بالجزائر العاصمة، وتخصيص طائرة جزائرية خاصة لنقلهم إلى تندوف، ثم سيارات قيادة حرس الحدود الجزائري، لأجل تغطية بعض الألعاب النارية التي تطلقها عناصر الجبهة من نقطة 75 داخل الأراضي الجزائرية باتجاه نقاط قريبة من الأحزمة الدفاعية للقوات المغربية. ورغم التكاليف الباهظة لهذه السمفونية المزعجة وغير الواقعية، إلا أنها كشفت جانبا حقيقيا لواقع قيادات الجبهة والضغط الذي تعيشه داخليا، وحتى من قبل الاستخبارات الجزائرية، التي لا يختلف وضعها عن أزلامها بالرابوني. شراء الكذب سياسة ثابتة في أجندات "بوليساريو"، منذ البداية، فقد سخرت التدفقات المالية الجزائرية والليبية لأجل شراء المواقع، وتزوير الحقائق، بل وتضخيم الشائعات الممنهجة ضد الصحراويين أنفسهم في الإقليم، غير أنه ليس كل مرة تسلم الجرة، فقد تفطن العالم، وعلى رأسه جنرالات الجزائر، أن هذا الأسلوب رخيص وركيك، بل ولا ينطلي حتى على سكان كتموا أنفاسهم، أخلاقيا وفكريا، وبات معظمهم يردد مكرها ترانيم الجبهة خوفا لا اقتناعا، فجرائم وبطش "بوليساريو" ضد معارضيها أمر لا يزال حيا في أذهان العديد من سكان المخيمات، حتى عندما تم جلب الصحافة للمخيم، تم رسم طريق سيرها ومنعها من الالتقاء بأي لاجئ بالمخيمات، مخافة أن تتسرب الصورة الحقيقية هناك. هذا الفوج الصحافي جاء لمهمة واحدة وواضحة هي دعم الدعاية الجزائرية لا غير، ليس فضح الجوع والحصار المضروب على صحراويي لحمادة، وإجبارهم على التطوع للموت في معارك خاسرة لا يموت فيها إلا البسطاء، بينما قيادة الجبهة وأبناؤها والمؤلفة قلوبهم يعيثون في أوربا والأحياء الجزائرية الراقية فسادا، واتجارا بمعاناة حفنة من البشر يبدو أنه كتب عليها الغباء والشقاء معا. التقرير الأممي الأخير وتفاصيله الدقيقة الواضحة في توصيفاتها لما يحدث في الإقليم، أربكت كل حسابات الجزائر وأصابع بطشها في المخيم، بل جعلتهم يهرولون إلى مختلف الأساليب القذرة لمخادعة العالم، كشراء الصفحات الأولى لبعض المجلات واستئجار صحافيين، بل تحريك بعض الأذرع في القنوات العربية الكبرى لأجل مهاجمة المغرب، وتسويق حرب "بوليساريو"، التي هي نفسها لم تؤمن بها، فكل قياداتها تتنعم بين الطيران الجزائري والعواصم الأوربية واللاتينية، بينما يتم الدفع بالأطفال والشباب بمحاولات الاقتراب من الأحزمة الدفاعية المغربية ليلقوا حتفهم، والمصيبة أن الاستخبارات الجزائرية وأمن "بوليساريو" سعداء بموت الناس، بل يسوقونهم شهداء لحرب خاسرة، ويقدمون موت الناس دليلا على وجود حرب لو دخلها المغرب ليوم واحد لن يتوقف إلا عند آخر نقطة في اغوينيت ! المعزوفة الأخيرة من قبل إعلام الجبهة وبعض القنوات المأجورة كانت جانبا آخر من حقيقة هؤلاء المستعدين لفعل أي شيء من أجل تنفيس واقعهم المأزوم، ولفت الانتباه عن خلافاتهم التي تخرج للعلن بين الفينة والأخرى، فإن كان تطاحن الأجنحة في الجزائر يخرج للعلن على شكل سجن قرابة ثلاثين جنرالا، فإن حرب تكسير العظام في الرابوني تأتي على شكل حرب الضرائر وإفشاء الحقائق والأسرار، على قلتها، غير أنها كشفت من يكون هؤلاء القراصنة الانتهازيون الذين يتاجرون بالحجر والبشر، ويزورون الحقائق لغاية أقرب لهم لمس قرص الشمس من تحقيقها.

شراء الكذب سياسة ثابتة في أجندات “بوليساريو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الباطرونا" تستفسر رئيس الحكومة

الإجبارية تولد الفوضى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات