شهادات

أدوية فتاكة أصبح الإقبال كبيرا على أدوية العجز الجنسي والتهييج والانتصاب والمنشطات. وكل المنتجات المعروضة للبيع إلكترونيا مقرونة بوسائل دعاية مغرية للحالمين باسترجاع فحولتهم أو تقويتها ولو ظاهريا، إلى حد الحديث عن هوس اجتاح المجتمع المغربي بشكل جارف غير مسبوق. هذا الإقبال والحديث عن مفعول تلك المنشطات، والحلم بتجاوز العجز والتقصير في فراش الزوجية أو حميمية العلاقات، جعل الناس يقبلون عليها بنهم ويتناولون وسائل مجهولة المصدر والمفعول، يشترونها من العطارين أو عبر إعلانات مروجة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تلك المنتجات والتركيبات مجهولة المصدر والهوية والمفعول والأثر، توحي بأنها تعيد الفحولة وتعالج الضعف الجنسي الذي استفحل في عصرنا بشكل لافت للانتباه، خاصة في غياب المراقبة لمثل هذه الدعاية العلنية، من قبل الجهات المختصة، المفروض فيها أن تقطع حبل انتشارها. أمام ذلك، أصبح كثير من الناس يبحثون عن علاجات سحرية، ما تستغله شركات وأشخاص للعب على عواطفهم واحتياجاتهم، دون اعتبار للمشاكل التي يمكن أن تتسبب فيها تلك الإعلانات، طالما أن أدوية ووصفات أثبتت عدم فاعليتها وخطورتها على الصحة وتسبب في أمراض أخرى لمتعاطيها. إن الضعف الجنسي موجود في كل المجتمعات، والثقافة التي يجب أن يتحلى بها أفراد المجتمع هي تربية جنسية سليمة وليس البحث عن مهيجات قد لا تفيد. يجب أن تقوم المؤسسات الطبية بالتوعية وتقدم نصائح للشباب الذين يعانون الضعف بالخضوع للعلاج أولا قبل تناول المنشطات. أما ما يسمى البحث عن الفحولة والتهييج وقوة الانتصاب، فهي ظواهر أعتبرها شاذة تحتاج إلى التشخيص والوصف ومعرفة الأسباب قبل المعالجة للحد من انتشارها الفظيع، لا إصدار أحكام وفق العاطفة والانفعال. نحن في حاجة إلى المصحات النفسية لعلاج المضطربين نفسيا. وقبل هذا علينا أن نؤمن بشيء اسمه المرض النفسي والاضطراب والتوتر والاكتئاب. إنها مسؤوليتنا جميعا آباء في المنازل لتربية أبنائهم تربية سليمة، كما أن المدرسة مسؤولة ويجب عليها تغيير المناهج وتدريس التربية والثقافة الجنسية في المقررات للتلاميذ. محمد غلوط )أستاذ التعليم الأولي( العلاج نفسي تعتبر الفحولة والسعي للحفاظ عليها أو استردادها، من الظواهر الاجتماعية الأكثر تعقيدا لدى فئة كبيرة من الرجال لما لها من آثار نفسية على الفرد والمجتمع الذي يستخف بالضعيف جنسيا إن علم بذلك، ولا يتوانى في وصفه بأوصاف قدحية تحط من كرامته وتضع "رجولته" موضع تشكيك. وبات العديد من الشباب يقبلون على استعمال المنشطات الجنسية بشكل كببر للحصول على الفحولة جراء القلق النفسي الذي قد يعانونه، دون وعي بأن الاستخدام المفرط لها له تداعيات على صحتهم البدنية والنفسية، كما أشار إلى ذلك العديد من الأطباء والمختصين في هذا المجال. العجز الجنسي والاضطراب في الانتصاب أو غيرها من الأمراض، لها أسباب. وعلاجها ليس بتناول تلك المهيجات مجهولة المصدر والفاعلية، بل بعلاج تلك الأسباب وبينها الخوف من الظهور بمظهر الرجل الفحل أو فقدان الثقة في النفس وعدم القدرة على تدبير اللقاء الجنسي. على كل عاجز جنسيا أن يحارب مظاهر الكآبة والانكسار النفسي وكل وسائل تكريسها، وبينها تناول المخدرات، عوض البحث بين الأعشاب والوصفات المجهولة، عن حل لمشكل نفسي بامتياز مرتبط بالقلق والاكتئاب والتوتر، أكثر ما هو جسدي أو عضوي يحتاج جراحة استئصالية أو علاجية. على بعض الرجال أن يحاربوا القلق النفسي ومظاهره وأسبابه، ومنها الظروف الاجتماعية والمشاكل المتراكمة التي تزيد التوتر النفسي وقد تؤدي للإصابة بالعجز الجنسي، الذي قد تتسبب فيه أيضا تلك المهيجات الواجب اتخاذ الحيطة والحذر بشأنها لتجنب تأثيراتها السلبية. للأسف ما يزيد من تأزيم الوضع أكثر ويساهم في تكريس تلك الممارسات، الانفجار الرقمي الذي قرب مشاهد الجنس وأفلامه إلى الشباب المراهق واليافع عبر الأنترنت والهاتف المحمول الذكي وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة، باعتبارها عوامل أضعفت البنية النفسية لدى الكثير من الشباب. هشام رموش )مساعد اجتماعي( فوضى جنسية أعتقد أن ما تم تداوله في السنوات الأخيرة حول مواد ومنشطات تساعد على تثبيت أو استرجاع الفحولة، زاد من الإقبال الكبير والمفرط عليها خاصة أمام تداول مقاطع وإشهارات على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في القنوات الفضائية، بل وصل لدى البعض إلى درجة الهوس. لا أحد ينكر الإقبال الكبير على أدوية التهييج والانتصاب مثل عسل السلطان وشكلاطة الحب وحبة الجاغوار، ولذلك أسباب لدى رجال يحاولون بكل الطرق إثبات فحولتهم، لأن المجتمع العربي وضع الفحولة قيمة خاضعة إلى التقييم واعتبرها مقياسا أساسيا للرجولة، علما أن لا ربط بين الاثنين. لهذا السبب وغيره، جعل للرجل هوس كبير بإثبات هذا الأمر، ويحاول الحفاظ بكل الوسائل على فحولته ولو قلت وفي أي مكان وزمان، خاصة أن أغلب الرجال يجهلون أبسط المعلومات عن الصحة الجنسية، بل يمارسون الجنس دون أن يعرفوا ما هو الآمن منه. للأسف الجنس لدى الرجل العربي، مجرد سد خانة، يمارسه بنهم الجائع لا بمتعة المتذوق، ويؤديه بشعور الأناني لا بإحساس المشارك. لذلك يحرص على أن يكون دوما فحلا يؤدي دورا رياضيا أكثر من أن يكون نابعا عن إحساس ومشاعر وتبادل لهما بكل الحميمية والانصهار. وبذلك أصبح هوس الفحولة حقيقة مرة تدفع كثيرا من الشباب لابتلاع حبوب أو استعمال منتجات لا يحتاجها، بل الشيء المضحك أن التربية الجنسية عند الرجل العربي، تنحصر في المدة الزمنية التي يقضيها مع الشريك وليس في المتعة. وبذلك فهوس الذكر بعضو المرأة، سببه هوسه بعضوه. هذا الإنسان يسعى دوما للفحولة الوهمية، ويستخدم كلمة "رجولة" للتعبير عن قوته وفحولته، ويحصر رجولته في طول قضيبه أو المدة الزمنية أو عدد المرات التي مارس فيها الجنس في ليلة واحدة. صراحة لا يوجد اعتدال، ونعيش في فوضى جنسية حقيقية وأصبح ضروريا أن ننقذ بناتنا وأبناءنا من هذا الغباء وندرج الثقافة الجنسية في المنظومة التعليمية. نزار منزه )مدون) ‏شهامة ونخوة إن الحديث عن الفحولة يذكرني أساسا ودوما بما أشارت إليه الكاتبة النسوية المرحومة نوال السعداوي في كتابها "الرجل والجنس"، الذي من بين أهم محاوره وما تطرق إليه، نجد هوس الرجال بعضوهم التناسلي من خلال الاغتصاب والتحرش الجنسي، ما ينطبق حرفيا على واقعنا. الكاتبة حاولت نقد التمثلات الذكورية في هذا الصدد، واستبعدت خوف هذه العينة من الطرد من العمل ومكابدة الجوع ومن الحصول على وظيفة أو عمل قار، على الخوف الكبير من فقدان قوتهم الجنسية لأن ذلك يفقدهم فحولتهم ورجولتهم، ولو أن لا علاقة بين الفحولة والرجولة. الحفاظ على هذه الفحولة قائم لحد الهوس الجنسي، بل يدخل في خانة الإثم والعيب والعار وبشكل يجعل الذكر يحس بفقدان الرجولة حسب معتقدات وطقوس متوارثة تقف عند هذا الحد فقط، ما نلمسه من خلال تصفح أغلب المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي. منها يتضح بأن كل ما يشغل بال الأغلبية في هذه النقطة هو المستوى السيكوفيزيولوجي وما يتعلق بالإثارة والانتصاب والقذف والذروة الجنسية والحب والكراهية، وكأن الحميمية والجنس مختصران في هذه الأشياء التي يسعى الشخص لتملكها ولو باللجوء إلى منشطات ومهيجات. هناك فهم مغلوط كرسه ما روج بطرق معينة في ثقافتنا الإسلامية بأن الرجولة والفحولة تكمن في فض البكارة، أهم طقوس العبور ودليل على عذرية العروس وفحولة العريس. وكلما كان ألم العروسة أكثر، كان نزيفها أكثر وكان الرجل فحلا وذا شهامة ونخوة بغض النظر على مستواه. هذا الفهم المغلوط وهذه الثقافة المتوارثة التي تحصر رجولة رجل وفحولته في الانتصاب والقوة على الاستمرار في ممارسة الجنس، جعلت الكثيرين يقبلون على سلوكات وممارسات أقرب إلى الشعوذة والسحر وأدوية التهييج الجنسي بشراء الأعشاب وخلطات غريبة تتضمن جلود الحيوانات المتوحشة، وفي ذلك تأكيد على وحشية الفعل في التلذذ بآلام الآخرين. وصار هذا الموضوع محطة ربح وتجارة وموضوع الساعة وفيه نجد كتبا يصل عددها إلى مستوى كتب الطبخ والحلويات، بل أصبح موضوعا لكل فقهاء السحر والشعوذة والرقية. وكل هذا يعود بالأساس إلى اختزال قيمة الإنسان عامة والرجل خاصة في أنه طاقة جنسية وفقط. وجب فهم غير ذلك وأن نعتبر بلغة فرويد أن الشخصية المتوازنة هي الشخصية التي توافق بين المكونات الثلاثة وهي الهو والأنا والأنا الأعلى، بمعنى الجانب العقلي والواعي في الإنسان والجانب اللاشعوري والجانب الاجتماعي. عبد الحق قسال )إطار الدعم الاجتماعي بوزارة التربية الوطنية( جهل متوارث أعتبر الفحولة من بين أكثر المواضيع استئثارا بتفكير الشباب المغربي لحد مؤرق، ما يستشف من خلال إقباله المتزايد على منتوجات طبية ووصفات تغذية معززة للقدرة الجنسية كما بدول عربية تتشارك في جزء كبير من الخلفية والموروث الشعبي. هؤلاء الشباب كل حلمهم إطالة مدة الممارسة الجنسية وتقوية الانتصاب وتكبير الأعضاء التناسلية، في شغف نحو الفحولة القصوى، يعزى لمجموعة من العوامل المتداخلة والمتفاعلة في ما بينها، منها ما هو نفسي واجتماعي وثقافي. إن الموضوع يشكل اهتماما وهاجسا حقيقيا لشبابنا، فهو محدد ومساهم في تشكيل شخصياتهم وكيانهم، وله أثر على قيمهم وعلاقتهم بالمجتمع. وأعتقد شخصيا أن الركض المبالغ فيه وراء الفحولة وتكريس جزء كبير من مقدرات الشباب وإمكاناته المادية لبلوغ أقصى درجاتها، مرده لعدة عوامل متداخلة منها ضعف الثقافة الجنسية لديه إن لم نقل انعدامها. لم تخرج الثقافة الجنسية عن إطار الطابوهات، أمام عدم إدراج مواد التربية والتثقيف الجنسيين في المقررات الدراسية في مختلف المستويات، إذ نستنبط مفاهيم ومعايير مشوهة عن الجنس والممارسة الجنسية، فجل الشباب يعتقدون أن السبيل الوحيد لإمتاع الشريك هو الإيلاج المكثف وبأحجام كبيرة، واستبطان الشباب لثقافة كمية لا كيفية. إن المغاربة إذا أرادوا تثمين صورة عزيز وتقديرها، قاموا بتكبيرها ووضعها في إطار كبير بشكل مترافق مع جهل كبير للمعطيات البيولوجية للأنثى، مع ما يرافق ذلك من وهم تسوقه الصناعة البورنوغرافية عبر تقديمها مستويات قياسية من الفحولة تكون غير واقعية. إن أغلب الشباب يستقون معلومات ومعطيات مغلوطة عن الممارسة الجنسية من خلال رواج ثقافة جنسية شعبية ليس لها أي أساس علمي. ولتجسيدها على الواقع يلجؤون إلى وسائل مختلفة بينها الاستعانة بالمهيجات والمنشطات والمواد الطبية أو التقليدية المستعملة. الاستعانة بتلك المواد مجهولة المصدر والفعالية والتأثير، سببه أن السواد الأعظم من الشباب إن المغربي أو العربي، يجعل من الفحولة وسيلة لإثبات الذات ورفع منسوب الثقة في النفس، لا شيئا آخرا مرتبطا بالمتعة والحميمية والتفاعل وما تتطلبه الممارسة السليمة. العلمي بنعمي )طالب ماستر( استقاها: حميد الأبيض )فاس(

شهادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فياغرا"... اكتشاف بالصدفة

بورتري: حكاية شاب مع مقويات الجنس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات