الــيـــســـار يـــطـــعـــن

منيب قالت إن ما وقع لا يعكس الإرادة في التغيير وتأهيل البلاد لمواجهة التحديات الكبرى أكدت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، أن انتخابات ثامن شتنبر وضعت المغرب أمام رهانات كبرى، تتعلق بسؤال البناء الديمقراطي، وسؤال السلطة والسلطة المضادة، والطريق إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد. وأوضحت منيب، أن المغرب كان مطروحا عليه الجواب عن الأسئلة الكبرى التي تواجهه، عوض ممارسة ما يمكن تسميته الإلهاء المستمر، وهي سياسة غير قادرة على استرجاع الثقة المفقودة في المؤسسات ومحاربة العزوف السياسي، وقد كان من الممكن أن تشكل لحظة الانتخابات فرصة لتحقيق الانفراج السياسي، وإطلاق سراح المعتقلين، وتحقيق قفزة نوعية في التجربة الديمقراطية. وأكدت زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد، التي فازت بمقعد في البرلمان، أن مسألة الانتخابات في منظور الحزب الاشتراكي الموحد، ليست لعبة، بل آلية لوضع المغرب على سكة التغيير، متسائلة كيف انهار حزب العدالة والتنمية، ولم تنهر معه، باقي الأحزاب المشاركة في التحالف الحكومي، والتي أصبحت تتصدر اليوم نتائج الانتخابات الجماعية والمهنية والبرلمانية، وتقود التحالف الحكومي القديم /الجديد، والذي يكرس مركزة السلطة في ثلاثة أحزاب، أصبحت تحت الطلب. وترى زعيمة الاشتراكي الموحد أن ما جرى يوم ثامن شتنبر، لا يعكس الإرادة في التغيير، وتأهيل البلاد لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المغرب، فما عاشته الانتخابات من بيع وشراء واستعمال كبير للمال، وممارسات سلطوية في تشكيل المكاتب وتوزيع الرئاسات بين أحزاب التحالف الثلاثي، وعودة كبيرة للأعيان، يسائل الجميع، بعيدا عن خيار الكفاءات والنخب القادرة على الجواب عن أسئلة مغرب اليوم الحارقة. والخطير في ما جرى يوم ثامن شتنبر، تقول منيب، هو العودة الكبيرة لرموز الفساد الذين مازالت ملفاتهم أمام المحاكم، ما يسائل دولة الحق والقانون والإفلات من العقاب، مشيرة إلى أن معظم المنتخبين من أحزاب التحالف الثلاثي، هم من الأعيان وأصحاب المال والنفوذ، والقيادات الحزبية العاجزة. وبخصوص تقييمها لأجواء الاقتراع وإعلان النتائج، أوضحت منيب أنه تم رفع عدد مكاتب التصويت من 39 ألفا إلى 45 ألف مكتب تصويت، وهو ما جعل حتى الأحزاب الكبرى تعجز عن تغطيتها كاملة بالمراقبين، ما جعل الحصول على المحاضر أمرا صعبا، بل هناك محاضر لم تسلم إلا بعد يومين من إعلان النتائج، وفي بعض الأحيان، صدر أكثر من محضر عن المكتب الواحد، كما جرى في عين السبع، حيث منح محضر 300 صوت للحزب الاشتراكي الموحد، في حين منح سلم محضر آخر لوكالة المغرب العربي للأنباء يمنح 1980 صوتا للحزب والفوز بأربعة مقاعد، وهي القضية التي رفع بشأنها طعن لدى المحاكم المختصة. وأوضحت منيب أن ما جرى سببه رفض الحكومة لمطلب إحداث هيأة مستقلة للّإشراف على الانتخابات، والتي وردت ضمن مقترحات الحزب في المذكرة، التي رفعها إلى وزارة الداخلية خلال المشاورات الأولى مع الأحزاب، والتي تضمنت عددا من المقترحات، من قبيل اشتراط مستوى الباكلوريا للترشح إلى رئاسة المجالس الترابية، والإجازة وما فوق بالنسبة إلى البرلمان. وأوضحت منيب أن المغرب أضاع فرصة جديدة للانتقال من ديمقراطية الواجهة، إلى ديمقراطية حقيقية، تفرز مؤسسات قوية وبنخب جديدة قادرة على الجواب عن أزمات البلاد، ورفع التحديات الداخلية والخارجية، وهي فرصة كانت ممكنة لو تم احترام إرادة الناخبين، والإقلاع عن سياسة التحكم المفرط في الحقل السياسي. تــزويــر مــفــضـــوح أجمعت مكونات اليسار على التنديد بالتزوير المفضوح لإرادة الناخبين في اقتراع ثامن شتنبر، بل وطعنت بعض مكوناته في النتائج التي أفرزتها، والتي كرست ما أسماه البعض تغول تحالف المال والسياسة. واستنكر تحالف فدرالية اليسار استعمال المال في الانتخابات، والتزوير الفاضح، مؤكدا أن الظروف العامة التي مرت فيها انتخابات ثامن شتنبر، تؤكد إفساد الاقتراع بشراء الذمم و"البلطجة" وتواطؤ السلطات في العديد من الدوائر الانتخابية، واستمرار الممارسات الفاسدة في تكوين مكاتب الجماعات والمقاطعات. وأكد تحالف فدرالية اليسار، الذي فاز بمقعد واحد في الانتخابات التشريعية، أن ما عرفته الانتخابات من ممارسات مافيوزية يضع مشروعية العديد من هذه المكاتب الموكول لها تسيير شأن المواطنين، موضوع تساؤل. واعتبر التحالف أن الانتخابات الأخيرة كانت أسوأ انتخابات عرفها المغرب خلال العقدين الأخيرين، إذ أعادت إلى الأذهان انتخابات نهاية سبعينات القرن الماضي، التي عرفت إنشاء الدولة للحزب الإداري، الذي منحت له حاليا الرتبة الأولى في مجلس النواب والجماعات الترابية بشكل فج ومفضوح. واستنكر الخروقات السافرة التي طبعت العملية الانتخابية مما أفرغها من أي محتوى ديمقراطي في ظل مناخ مأزوم ومحبط بتداعيات جائحة «كورونا» وضغوط الدخول المدرسي على الأغلبية الساحقة من الأسر، ما أتاح للأعيان والفاسدين وناهبي الأموال العمومية تحويل الانتخابات إلى سوق نخاسة، بشراء المرشحين والمصوتين ورؤساء مكاتب التصويت، بل حتى بعض مراقبي الأحزاب المنافسة، في ظل تواطؤ مكشوف للسلطات الساهرة على تنظيم العملية الانتخابية. برحو بوزياني

الــيـــســـار يـــطـــعـــن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كورونا "يحرق" الأطباء والممرضين

"بريتيش وورك شوب" بطنجة

مقالات ذات صلة