فـي مواجهـة التشـرد

عازفون تحولوا إلى حمالين لصناديق الخضر في الأسواق الشعبية ومن يملك سيارة أصبح "خطافا" "كلشي جا على غفلة وتا واحد ما كان متوقع هاذ السيناريو" هكذا علق الموسيقي شفيق سداتي على الأزمة التي تخبط فيها زملاؤه الموسيقيون، منذ اجتياح كورونا للمغرب قبل أزيد من سنة ونصف. وتحدث سداتي عن تجربته مع الأزمة قائلا إن أغلب زملائه الموسيقيين، كانوا يعدون العدة لشهر رمضان حينها، ككل سنة، مكتفين بما حصلوه وادخروه خلال فترة الصيف، عملا بالمثل القائل "الدرهم الأبيض ينفعك في اليوم الأسود". لكن المفاجأة، يضيف عازف الإيقاع والباتري، أن البلاد دخلت في فترة حجر صحي حادة، طال أمدها، ودب الشلل في أوصال الحركة الاقتصادية، ليجد الموسيقيون أنفسهم في مقدمة المتضررين من تبعات الجائحة، خاصة أن أغلب أوضاعهم مزرية ولا تكفيهم مدخراتهم إلا لأيام وأسابيع معدودة، قبل أن تصرف عن آخرها، ليجد الموسيقي نفسه مطالبا بالعمل من جديد إن أراد ضمان قوته اليومي. ويحكي شفيق عن جوانب من المعاناة التي واجهها موضحا أن زوجته كانت حاملا حينها، وفي الوقت نفسه مقبلة على عملية جراحية مستعجلة، استنزفت كل مدخراته، ليجد نفسه أمام إفلاس تام، لم يفلح في تجاوزه رغم مساعدات وتضامن زملائه الذين لم يكونوا يقلون عنه مأساوية، لكن لم يكن بإمكان أحد المضي إلى حد أبعد في التضامن ومستقبله مجهول ووضعه مهدد أيضا. أدرك سداتي وزملاؤه أنهم تركوا لمصيرهم في مواجهة الأزمة، لا الدولة خصصت لهم دعما مباشرا كما هو الشأن لجميع القطاعات المتضررة، بما فيها القطاع الفني، إذ كان بعض الفنانين في الواجهة ضمن قائمة المستفيدين، في حين أقصي الموسيقيون من الاستفادة وكأن لا دور لهم في المشهد الفني. وحاول كل موسيقي تدبير وضعه، بالارتماء في مهن لا يجيدها أغلبهم، فاضطر بعضهم إلى التخلي عن آلته الموسيقية، أو بيعها ليقيم أوده، فيما لجأ آخرون إلى الاشتغال حمالين لصناديق الخضر، أو مياومين في أوراش البناء، والمحظوظون منهم ممن يمتلكون سيارات صاروا "خطافة" يقلون الركاب حتى يواجهوا مصاريف حياتهم اليومية. أما الموسيقيون الذين سدت أمامهم الأبواب، وأعيتهم الحيلة، فقد اضطر بعضهم إلى الانتحار كما الشأن بالنسبة إلى موسيقي ونادل يتحدران من القصر الكبير، فيما وجد آخرون أنفسهم وقد تفككت أسرهم بعد الطلاق. عزيز المجدوب

فـي مواجهـة التشـرد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدعم عمق الجراح

أبو رقراق... بزنس وسياحة

مقالات ذات صلة