انتخاب عمدة الرباط… ساعات في الجحيم

تهديد بالتصفية الجسدية وإغماءات وكلام ناب وإيقافات واتهامات بالخيانة أجواء مشحونة طبعت انتخابات عمدة الرباط، أول أمس (الاثنين)، بعد صراع احتدم بين مرشحة التحالف الثلاثي، أسماء اغلالو عن التجمع الوطني للأحرار، المسنودة من منتخبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، وحسن لشكرعن الاتحاد الاشتراكي، حول جمع الأغلبية (من أصل 81) للظفر بالعمودية. أحمد الأرقام/ تصوير: عبد المجيد بزيوات تبادل أنصار التحالف الثلاثي الداعمون لأغلالو، وأنصار لشكر، الاتهامات بالتلاعب بإرادة سكان العاصمة، ومحاولة سرقة " العمودية" بشراء ذمم الناخبين الكبار، وتهديدات بالقتل، والإغراء لاستمالة الأصوات بطرق غير قانونية، وضرب الديمقراطية في الصميم، ما أدى إلى تعليق الجلسة وتأجيل الانتخابات. مفاوضات آخر الليل تبادل أنصار أغلالو ولشكر التهم بخوض مفاوضات آخر الليل، قصد كسب الأصوات بطرق كثيرة، تتراوح بين الترغيب، عبر منح مسؤوليات في مكتب مجلس العاصمة والاستفادة من الامتيازات، وبين الترهيب من خلال إجراء اتصالات هاتفية لدفع منتخبين إلى تغيير اتجاه تصويتهم، تحت طائلة التصفية الجسدية أحيانا، ما اعتبر تصرفا خطيرا يتطلب فتح تحقيق قضائي. منتخبة: هددوني بالقتل انتفضت إحدى المنتخبات وسط القاعة، مشتكية من تعرضها، رفقة آخرين، للتهديد بالقتل، في حال لم تصوت لفائدة حسن لشكر، مؤكدة تلقيها اتصالا هاتفيا من أطراف محسوبة على تحالف المرشح الاتحادي. واستغرب عمر البحراوي، الذي ترأس الجلسة باعتباره الأكبر سنا، تصريح المنتخبة التي بثت التسجيل في قاعة الجلسات بحضور ممثلي السلطة المحلية، داعيا المعنية بالأمر إلى وضع شكاية لدى وكيل الملك لفتح تحقيق في النازلة، بعد الانتهاء من عملية انتخاب عمدة الرباط، لكنها وأنصارها رفضوا وطالبوا السلطات بالتدخل. واهتزت القاعة بتبادل الاتهامات، ما أدى إلى فقدان منتخبة لوعيها، بسبب هبوط حاد في السكر، استدعى طلب سيارة إسعاف لنقلها إلى المستشفى. رأس الحربة اعتبر عمر البحراوي، العمدة الأسبق للعاصمة الرباط، الذي عاد من كندا، لتدبير شؤون العاصمة، رأس الحربة التي غيرت مجرى التحالف ودعمت في آخر لحظة حسن لشكر الذي يتوفر على 8 أعضاء من حزبه الاتحاد الاشتراكي. وراج أن البحراوي، الذي خاض حربا للعودة مجددا إلى منصب العمدة، من باب التجمع الوطني للأحرار، فشل في إقناع قادة التحالف الثلاثي بدعمه والتخلي عن انتخاب اغلالو. وتبادل أنصار البحراوي، الشتائم في ما بينهم، بين مؤيد لأغلالو ومن أعلن دعمه للمرشح لشكر، وتوزيع تهمة الخيانة والابتزاز والارتشاء. واضطرت السلطات الأمنية إلى التدخل لإيقاف العشرات من المناصرين لأجل التحقيق معهم. اتهامات بالخيانة تلاسن استقلاليون في ما بينهم، وتبادل بعضهم السب بكلمات نابية، بسبب تغيير بعضهم اتجاه التصويت لفائدة لشكر بعدما كانوا في صف اغلالو. ودافع استقلاليو التحالف الثلاثي عن أنفسهم، ونعتوا الآخرين الذين غيروا موقفهم بـ "الخونة" والخاضعين للابتزاز، ورد الطرف الآخر بأنهم يعرفون توجه الناخبين، مثلما يعرفون قدرة لشكر ورفاقه، على تدبير العاصمة بشكل جيد. وتدخلت القيادية خديجة الزومي، لرأب الصدع بينهم، واستطاعت إلى حد ما تليين المواقف وتفادي الاشتباك بالأيدي. اغلالو: ما وقع مهزلة قالت أسماء اغلالو، مرشحة التحالف الثلاثي، لـ "الصباح"، إن المواطنين بوؤوا حزبها الصدارة، التي أراد الآخرون مصادرتها بدون وجه حق، وقلب المعطيات بطريقة غير ديمقراطية، مسجلة أن أعضاء مساندين لها تعرضوا لتهديدات بالقتل وإغراءات مالية. ووصفت اغلالو ما وقع بالمهزلة، مؤكدة أنها لن تتنازل عن عمودية الرباط، لأن الناخبين اختاروا من يمثلهم عبر صناديق الاقتراع وليس عبر الضغط على المنتخبين بالابتزاز ومحاولة شراء الذمم والتهديد بالقتل. وقالت إن المنتمين إلى حزبها سيساندونها، متهمة أنصار منافسها باستعمال كل وسائل الضغط والابتزاز والإغراءات لشراء ذمم تكتل التحالف الثلاثي، مضيفة أنها كانت تحترم الاتحاد الاشتراكي وتقدره، لكنها الآن وقفت على سلوكات جعلت هذا الحزب "ينزل إلى مزبلة التاريخ". لشكر: انهزموا وعرقلوا التصويت قال حسن لشكر، ممثل الاتحاد الاشتراكي، لـ "الصباح"، إنه كان يتجه نحو الظفر بعمودية الرباط، لأنه استطاع استقطاب عشرات المنتخبين، لكنه فوجئ بتغيير مجرى مسطرة التصويت، باصطناع قضايا هامشية مفتعلة لإيقافه. وأكد المتحدث نفسه، أن رئيس الجلسة تعرض لاستفزازات، من قبل الطرف المنافس ولم يبال بها، لأن المنتخبين الغيورين على العاصمة رفضوا الخضوع للابتزاز، والتقت إرادتهم بإرادته لإحداث التغيير المنشود وتلبية انتظارات المواطنين، لكنهم تعرضوا لمؤامرة قصد إيقاف التصويت، مؤكدا أنه هو الفائز. البحراوي: لم نهدد أحدا قال عمر البحراوي، إن ما شهدته جلسة التصويت أمر عاد، ومن صميم الصراع الديمقراطي، نافيا تعرض المنتخبة المذكورة لأي تهديدات من قبله أو من أنصاره، معتبرا ذلك مجرد ادعاءات أطلقتها هذه الأخيرة. وعن سؤال صحافي حول ما إذا كانت كندا، التي انتقل إليها البحراوي تعرف السلوكات الانتخابية نفسها، أكد أن ما جرى يحصل في جميع دول العالم، بما فيها المتقدمة. من جهته، عبر محمد صديقي، عمدة الرباط السابق، لـ "الصباح"، عن أسفه لما جرى، وأضاف أنه تعرض لهجمات كثيرة، حين تدبيره للشأن المحلي، وصبر على الأذى، واستمر في عمله دون كلل. ومن جهته، قال لحسن العمراني، النائب السابق لعمدة الرباط، إن "بيجيدي" لم يتدخل في ما جرى، وظل كعادته منضبطا. الأقلية تخترق الأغلبية اخترق لشكر الأغلبية، واستمال عددا كبيرا من أعضائها، وقلب الموازين بعد أن حصل التجمع الوطني للأحرار على 23 مستشارا في انتخابات 8 شتنبر، والأصالة والمعاصرة على 13 عضوا، والاستقلال على 11، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية والحركة الشعبية على 8 مقاعد لكل منها. أحزاب تستنكر التهديدات بالقتل استنكرت الأحزاب المتحالفة بمجلس جماعة الرباط، ما اعتبرتها هجومات وتهديدات من مرشح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لأعضاء الأحزاب المتحالفة. وحسب البلاغ الاستنكاري الموقع من قبل التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والحركة الشعبية، المتفقة على دعم أغلالو، فقد عاينوا تهديدات وعرض أموال على أعضاء الأحزاب المتحالفة، خاصة النساء منهن. وأشار البلاغ إلى أن "هذا التهديد وعرض الأموال يهدفان إلى شراء ذممهم واستمالتهم لصالحه"، وصل إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية، فيما أكدت الأحزاب المتحالفة أن ذلك موثق بتسجيلات وموضوع شكاية لدى الضابطة القضائية. وأوضحت الأحزاب المتحالفة أنها ستلجأ إلى القضاء من أجل تجريد الأعضاء، ثبت في حقهم عدم الالتزام بتوجيهات أحزابهم، مشيرين إلى أن هذه الأفعال أدت إلى إثارة استياء وغضب الأعضاء وحصول ملاسنات انتهت برفع الجلسة. نساء يحتججن على تهديدهن استنكرت مستشارات بجماعة الرباط، ما اعتبرنه "تهديدا وهجوما تعرضن له" ليلة التصويت على أعضاء مجلس جماعة الرباط. وأكدت المستشارات، الموقعات على البلاغ الاستنكاري، أنهن "تعرضن لتهديد وهجوم من قبل بعض الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية"، مشيرين إلى أنهن "تعرضن للشتم والتهديد بالقتل"، مطالبات المنظمات والهيآت الحقوقية بالتصدي لهذه الأفعال وبفتح السلطات القضائية تحقيقا في الموضوع.

انتخاب عمدة الرباط… ساعات في الجحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

8 سنوات لزعيم عصابة بسيدي بنور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات