تقنيات التحكم في انتخابات فاس

برلمانيون أدينوا لإفسادهم العملية الانتخابية والشيك أداة للتحكم مقابل الإغراء بالمال والإطعام لبعض السياسيين تاريخ أسود من التحكم في الانتخابات والمنتخبين وبكل الوسائل الممكنة وغير القانونية، سبب رئيسي في خلودهم في مناصبهم عقودا طويلة، جثموا فيها على قلوب السكان ضدا على إرادتهم في تغيير تأجل بسبب طغيان فسادهم ووسائله على أي رغبة في تنافس نزيه. كائنات انتخابية تجيد ممارسة اللعبة السياسية بطرقها الخاصة وإغراق السوق الانتخابي بالمال وسيلة لاستمالة أصوات صغار الناخبين وكبارهم. وفي جهة فاس أمثلة لسياسيين فاسدين لهم باع طويل من التحكم في الخريطة السياسية وأعناق منتخبين يظلون تحت رحمتهم دون حرج. استلام شيك بنكي على بياض من المنتخب، قبل تزكيته أو بعد نجاح، سلاح ناجع للتحكم فيه وتحويله خاتما في أصبع الكائن الانتخابي، يروضه كما يشاء ويحلو له وحسب المصلحة الشخصية، خاصة إبان تشكيل المجالس المحلية والإقليمية والجهوية، وانتخاب مستشاري الغرفة الثانية. يبقى مسلم الشيك 5 سنوات تحت رحمة مستلمه وربما أكثر. وأي انتفاضة منه مستحيلة كما اختيار جهة سياسية أخرى لدعمها، قد تكلفه حريته بعد تقديم الشيك للبنك بمبلغ باهظ وجره للمحاكمة انتقاما لمخالفته إرادة كائن انتخابي لا يهمه إلا الحفاظ على منصبه وتثبيت وسائل التحكم. كل منتخب يجد نفسه في هذا الموقف الحرج، لقبوله بالإغراء المالي إبان تشكيل المكاتب. يتسلم مالا نقدا يصرفه سريعا، ويسلم شيكات على بياض تبقى حبالا في عنقه قد تخنق أنفاسه إن صرخ برفض توجيهات المتحكمين وما أكثرهم خاصة برلمانيين ورؤساء جماعات ومجالس إقليمية. بتازة وتاونات قصة فساد مدوية تلوكها الألسن، لبرلمانيين أدين اثنان منهم بالحبس الموقوف لسنة ونصف سنة حبسا و80 ألف درهم غرامة مع الحرمان من التصويت لسنتين والترشح لولايتين متتاليتين، أحدهما عاد وترشح في الانتخابات الأخيرة، بعد انتهاء المدة العقابية المدان بها. وبرأت المحكمة مستشارا وابنه البرلماني من تهم «الحصول أو محاولة الحصول على أصوات انتخابية بفضل هدايا ووعود وإفساد العملية الانتخابية والارتشاء»، المؤاخذ بها زميلاهما المحكومان ب»السورسي»، بعد نقض حكم في ملف تفجر في انتخابات لتجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين. هذه قضية تركت صدى قويا بعد تفجيرها إثر تنصت على مكالمات، عكس أخريات لا يعلم بها إلا المتورطون فيها باستلام المال للتصويت مقابل تسليم شيكات، شكلا من إفساد العملية الانتخابية خاصة لكبار الناخبين الذين يستفيدون كثيرا من المال والهدايا والامتيازات. لكن هذه النعمة لا تدوم، ويصبح المستفيد «عبدا حريته في يد من أغراه» مهما كان شكل هذا الإغراء، ماديا أو بقضاء أيام معززا مكرما في فنادق وفيلات فاخرة بعيدا عن الأعين، كرما انتخابيا يسبق تشكيل المكاتب، يعيش فيه المنتخب بذخا فيشحن معدته بما لذ وطاب من أكل وشراب. بعض هؤلاء يختار هذا الوضع طواعية وآخرون يجبرون على ذلك، كي لا يقلب الخصم توجههم ويؤثر عليهم، ليعيشوا أياما تحت المراقبة وبدون هواتف أو اتصال بمحيطهم، إلى أن يحين وقت التصويت والإفراج، كما لو كانوا عبيدا مملوكين لمن يعطي أكثر من المال والهدايا و»التهلية». التحكم في المنتخبين بهذه الطرق وغيرها، يتكرر في كل استحقاق وأمام أعين الجميع ولو أخفت المباني وأسوارها حقيقة الاستلاب والاختطاف والاحتجاز الطوعي، طالما أن من يدفع ويصرف، يريد الاطمئنان على إخلاص من يستفيد، ولو مكرها بالشيك والتهديد والوعيد و»البلطجة» أحيانا. حميد الأبيض (فاس)

تقنيات التحكم في انتخابات فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الشناقة"... "أسياد" الانتخابات

مفاجآت في قضية التحرش الجنسي بطنجة

مقالات ذات صلة