أطباء ومستخدمو مختبرات أغراهم المال فقضوا عقوبات سالبة للحرية أوقع تزوير جوازات التلقيح وتحاليل فيروس كورونا، بأشخاص قضوا عقوبات سالبة للحرية، مؤدين ثمن طمع بكسب وفير، أعمى بصرهم وزج بهم في متاهات، هم في غنى عنها، خاصة مستخدمين بمختبرات وأطباء وبرلماني حوكموا في ملفات منفصلة، سيما بفاس وسيدي قاسم والرشيدية. آخر ضحايا الطمع، مستخدمة مختبر بمكناس أوقفتها الشرطة القضائية بولاية أمن فاس بعد تعميق البحث مع زوجين مهاجرين بفرنسا أوقفا بمطار فاس سايس لحيازتهما شهادتي اختبار مزورتين، فضحتهما كشوفات سريعة أكدت إصابتهما بالوباء، ليعترفا بحيازتهما الشهادتين من المختبر. المستخدمة لم تكن الوحيدة التي جرها الطمع للمحاكمة بسبب تزوير تحاليل الفيروس، بل وجدت أخرى بسيدي قاسم نفسها في موقف حرج مماثل بعد متابعتها في حالة سراح دون الطبيبة مالكة المختبر التي أدينت ب4 أشهر حبسا نافذا والغرامة، فيما برئت المستخدمة و3 أشخاص آخرين. ضريبة الطمع أداها كذلك مقتصد بمستشفى علي الشريف بالرشيدية المدان ب3 سنوات سجنا نافذا في قضية تزوير مماثلة فضحها تفحص وثائق مرشح لاجتياز مباراة الأمن أدين بسنة واحدة حبسا نافذا في الملف نفسه، الذي توبع فيه برلماني سابق عن العدالة والتنمية وكاتبه الجهوي. البرلماني بدوره لم يسلم من العقوبة، وأدين بسنتين حبسا نافذا، كما أخو مرشح المباراة ابن قصر بوشيخة، الذي كشفت التحاليل إصابته بالفيروس، إذ أدين بدوره ب6 أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، في واحد من أشهر ملفات تزوير تحاليل كورونا، بتدخل من المسؤول الحزبي. أما طبيبان بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، فقضيا أسابيع بسجن بوركايز بعد إيقافهما من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالمدينة، بناء على معلومات دقيقة وفرتها عناصر "ديستي" التي تعقبت خطواتهما قبل أن تضبط أحدهما متلبسا وتعتقل شريكه بالمستشفى. الطبيبان حصلا بغير حق على خاتم حقيقي للمستشفى العاملين فيه، استعملاه في الغش، مستغلين أجهزة المستشفى لقياس دقات القلب وأنابيب و5 أطقم خاصة بأخذ عينات كوفيد 19. كل تلك المعدات استغلاها لإجراء تحاليل خارج أسوار المستشفى وإدراج أسماء المستفيدين بقاعدة بياناته. "تزوير شهادة صحيحة الأصل بجعلها سارية على شخص غير من صدرت له في الأصل واستعمالها وتسليم وثيقة تصدرها الإدارة العامة لغير صاحب الحق فيها وإدخال معطيات بنظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال والغدر".. تهم توبعا بها في حالة اعتقال قبل الحكم عليهما. 6 أشهر حبسا موقوف التنفيذ و5 آلاف درهم غرامة، عقوبة أدين بها كل واحد من الطبيبين، مؤديين ثمن طمع في عائد تحاليل يجريانها لفائدتهما الشخصية مقابل 500 درهم للفرد المستفيد من التحليلة، آخرهم امرأة ضبط أحدهما بمنزلها متلبسا بأخذ عينة بيولوجية منها بطقم اختبار. 50 اختبارا للكشف عن الفيروس أجرياها بتلك الطريقة غير القانونية، وحصلا على ما مجموعه 25 ألف درهم مبلغا زهيدا، مقارنة مع ما قضياه بالسجن و"الشوهة" التي رافقت اعتقالهما ومحاكمتهما، مؤديين ثمن طمع أعماهما و"أفسد سلوكهما" في بداية مشوارهما في مهنة أبقراط. حميد الأبيض (فاس)