ميكروطروطوار

تصويت عقابي صراحة نتائج هذه الانتخابات ضربة موجعة لحزب العدالة والتنمية رغم أن تراجعه كان واردا قبل إجرائها، لمؤاخذات المواطنين عليه في المرحلة التي قضاها على رأس الحكومة ولم يحقق فيها شيئا، خاصة أمام ردود الفعل الغاضبة منه التي نستشفها من مواقع التواصل الاجتماعي. المواطن المغربي واع يضع ثقته في الحزب ويعاقبه حين يخذله. وهذا ما وقع في هذه الانتخابات التي كانت عقابية لإخوان العثماني. ومسؤولو العدالة والتنمية عليهم أن يتقبلوا الهزيمة بروح رياضية ودون أي رد فعل غاضب أو تشكيك وضرب في مصداقية هذه المحطة الانتخابية. حزب العدالة والتنمية ومسؤولوه أحسوا بثقة زائدة في النفس بعد فوزه في ولايتين متتاليتين، لحد الإصابة بالغرور. ولم يعوا أن الناخب الذي وثق بهم ومنحهم صوته أملا في التغيير، قد ينقلب عليهم إذا ما خذلوه ولم يحققوا مطالبه. وهذا ما كان، والنتيجة هزيمة لا تنسى. موجة الغضب على نكبات وخيبات فترة ترؤس الحزب للحكومة في ولايتين، أشعلت مواقع التواصل افتراضيا والآن جاء الدور على تجسيد الغضب الواقعي بالتصويت ضد هذا الحزب الذي كاد أن يذوب نهائيا لولا القاسم الانتخابي الذي خدمه في هذه الحالة، رغم غضب مسؤوليه على إقراره. الغضب على إخوان العثماني استفادت منه أحزاب أخرى حصدت مقاعد برلمانية مهمة واحتلت رتبا متقدمة خاصة التجمع الوطني للأحرار الذي حقق تقدما ملموسا ومهما، والأمر ليس صدفة أو ضربة حظ، بل نتيجة لعمل جبار دام سنوات للاستماع لنبض معاناة المواطن وتحديد احتياجاته. بخصوص التحالفات الممكنة لتشكيل الحكومة المقبلة، فهي متعددة حسب درجة تقارب الأحزاب الفائزة وقبولها بهذا التحالف كي يكون منطقيا ومتجانسا. ويبقى أقرب تحالف على ضوء الأرقام المتحصل عليها، بين التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والاتحاد الاشتراكي. المهم أن الأحزاب الثلاثة المتصدرة للانتخابات، بيدها مفتاح المرحلة المقبلة وتسطير خارطة طريق تحالفها في ما بينها أولا ومع باقي الأحزاب الأخرى التي قد تكون رقما لاستكمال الأغلبية. ومهما تكن طبيعة هذه التحالفات، فالمواطن المغربي يعلق آماله على القادم ونتمنى ألا يخذل. وفاء البقالي (برلمانية سابقة) فقدان الثقة انتخابات هذا العام حملت الجديد رغم ما قيل عن خروقات شابتها، ومنها استعمال المال الانتخابي. ولعل أهم تغيير الضربة القاضية التي تلقاها العدالة والتنمية وكادت أن تعدم وجوده، عقابا من ناخب فقد ثقته في مسؤوليه لهزالة تجربتهم الحكومية التي لم ترق للتطلعات. لم يف الحزب بما تعهد به في برامجه الانتخابية طيلة ولايتين لم يقدم فيهما ما حلم به المغاربة بعدما وثقوا في خطابه ورأوا فيه أداة ومخرجا، لكن هذا المخرج لم يملك إلا طريقا سالكة نحو تراجعات خطيرة في ميادين مختلفة خاصة على المستوى الاجتماعي الأكثر تضررا. للأسف لم ينجح إخوان العثماني وبنكيران، في إعادة الثقة للمواطن الذي راهن على حزبهما لإقرار تغيير حقيقي يقطع مع تجارب حزبية سابقة لذلك، بعد فشلهم في تنزيل فعلي لبرامج تنموية تنعش مدنا وسكانا محتاجين لتنمية حقيقة إن وطنيا أو جهويا وإقليميا ومحليا. وإذا كان العدالة والتنمية أكبر خاسر في هذه الانتخابات، فإن ثلاثي المقدمة أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة عرفت من أين تأكل الكتف وضمنت مقاعد تؤهلها للمشاركة في الحكومة المقبلة التي يتمنى المغاربة أن تحقق المأمول فيها. وفي قراءة بسيطة لأرقام تشريعيات هذه الانتخابات، فإن أوجها متعددة للتحالف ممكنة ومحتملة حسب درجة الإقناع والقبول بين الأحزاب الثلاثة وتلك المرشحة للتحالف معها لتحديد تشكيلة حكومية متجانسة ومنسجمة وفاعلة ترسم الطريق وتحدد وسائل الوصول إلى الهدف المنشود. الأحرار قريب من الاستقلال ويمكن أن يشكل تحالفهما قوة في حكومة تتعزز بتمثيلية أحزاب أخرى بما في ذلك الاتحاد الاشتراكي أو الاتحاد الدستوري وغيرهما، خاصة في ظل التنافر بين الأحرار والأصالة والمعاصرة بسبب تبادل الاتهامات بين الطرفين قبل وبعد الانتخابات. ويبدو التحالف بين البام والحمامة، مستبعدا لهذا السبب، فيما قد يلجأ الأول لوضع يده في يد الاستقلال لتشكيل أغلبية مريحة في البرلمان وتشكيلة حكومية تقطع طريق الاستوزار على الأصالة والمعاصرة، فيما لا يهم المغاربة، ممن ستتشكل الحكومة، بقدر اهتمامهم بما قد يفيدهم. عبد الإله شركيف (إعلامي) ضريبة الغضب «أول ملاحظة على ضوء ما أفرزته صناديق الاقتراع لانتخابات تاسع شتنبر، انتكاسة العدالة والتنمية غير المتوقعة بتاتا لا من الحزب ومسؤوليه ولا بالنسبة لمتبع للشأن السياسي، رغم كل المؤاخذات والغضب الشعبي عليه خلال مرحلة قيادته للحكومة في ولايتين متتاليتين. هي ضربة موجعة في نزال انتخابي محتدم، كادت أن تميت الحزب وتمحيه نهائيا من قبة البرلمان لولا القاسم الانتخابي. لقد أدى ضريبة غضب شعبي متواصل تجسد بداية في مواقع التواصل الاجتماعي، وفعل واقعا وبشكل مهين يرسل إشارات قوية لكل من يخذل من يضع ثقته فيه. هي في الحقيقة صدمة وعقاب لشعار الذي لم طريق المستقبل، بل زاده ظلاما وضبابية. والنتيجة 12 مقعدا برلماني وصفر صوت ببعض الأقاليم وعدد محدود في أخرى، عقابا لحزب أصبح في نظر المغاربة «نقطة سوداء» يجب إنارتها. وطبيعة الإنارة كانت اختيار أحزاب بديلة. ومن هذه الأحزاب المستفيدة من نكبة العدالة والتنمية، الثلاثي المتقدم في ترتيب عدد مقاعد مجلس النواب، خاصة التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة، التي وضع الناخب فيها ثقته أملا في تجاوز السنوات العشر العجاف في عهد حكومتي بنكيران والعثماني. وعلى ضوء المقاعد المتحصل عليها من طرفها، تبقى كل احتمالات تحالفها ممكنة طالما أن قيادة الحكومة المقبلة ستكون للأحرار. وبنظري فأقرب تحالف ممكن، بين الأحرار و»البام» والاتحاد الاشتراكي مع تأثيث التشكيلة بأحزاب أخرى بعدد محدود من المقاعد. ويبقى التحالف بين حزبي الأحرار والاستقلال قائم، فيما سيكون التحالف الثلاثي بينهما والأصالة والمعاصرة، وهو ممكن، سابقة في تاريخ المغرب، لتشكيل حكومة بأغلبية شبه مطلقة، ولو أن ذلك قد يضعف المعارضة، لتعزف نفس اللحن على نفس الوتر». فاطمة الغمازي )عاطلة( هزيمة متوقعة «أرى أن هزيمة العدالة والتنمية، كانت متوقعة حتى قبل إجراء الانتخابات، نظرا للتراجعات الخطيرة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الكبيرة التي عرفها المغرب في عهد حكومتي عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني، اللتين خيبتا آمال المغاربة التي علقوها على الحزب. إن المواطن المغربي عانى كثيرا من القرارات غير المدروسة للحزب في كل الميادين خاصة على المستوى الاجتماعي، وتأزمت أوضاع فئة عريضة بشكل زاد خلال فترة الجائحة. وبالتالي كان ظاهرا أنه سيعاقب من كان سببا ولم يحقق ما علق عليه من آمال، وهذا ما جسده في تصويته العقابي. ومقابل ذلك كان ظاهرا من نسبة التصويت غير المسبوقة، أن حمامة الأحرار ستطير وترفرف في سماء المغرب لتعلن التحرر من ظلمة المصباح. بوادر متعددة أشرت على ذلك ومنها الجولات التواصلية مع المواطنين بمختلف الجهات، التي حددت الأولويات ورسمت خارطة طريق المستقبل. صوت الناخب بشكل كبير على الأحزاب التي رآها صالحة لإدارة وإصلاح ما أفسده زيت المصباح. وهذا التصويت العقابي قفز بأحزاب ورفع عدد مقاعدها، وأعاد أخرى للواجهة بعدما كانت على وشك الانقراض. والأرقام تكشف انتعاشة أحزاب توارت وتقدم أخرى صغيرة ولو بنسبة قليلة. وأمام هذه الحصيلة وما حصده كل حزب على حدة، تبقى كل احتمالات التنسيق والتحالف بين الأحزاب، ممكنة، ولو أن الظاهر أن هذه التحالفات لن تستثني أحد الأحزاب الثلاثة الأولى، خاصة بين الأحرار والاستقلال والاتحاد الاشتراكي، أو بين الأصالة والمعاصرة والاستقلال وأحزاب أخرى. ومهما تكن طبيعة هذه التحالفات المقبلة، فالمواطن المغربي يتوخى من الحكومة المقبلة الخير، ويتمنى أن تتجاوز ببرامجها وما قد تطلقه من مشاريع تنموية في كافة المجالات، خيبة أمل زرعها العدالة والتنمية الذي لم يكن راضيا عليه وعاقبه بطريقة لن ينساها مسؤولوه». زينب علام (فاعلة جمعوية وسياسية) المواطن أولا عرفت الاستحقاقات التشريعية مفاجآت مثيرة أبرزها اندحار حزب العدالة والتنمية الذي ترأس الحكومة في ولايتين، ليسقط ضحية تصويت عقابي من طرف ناخبين فقدوا ثقتهم فيه بسبب توالي خيبات الأمل طيلة 10 سنوات كانت عجافا بلا مكاسب خاصة الاجتماعية. نكسة العدالة والتنمية غير المتوقعة، وازاها تقدم للأحزاب الليبرالية وعلى رأسها التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، إضافة لحزب الاستقلال الذي تقدم في عدد المقاعد البرلمانية مقارنة مع الولاية التشريعية السابقة وجعله أحد الأقطاب السياسية المعول عليها في الحكومة المقبلة. شخصيا وكل الاستقلاليات والاستقلاليين كانوا يمنون النفس لتبوؤ الحزب الرتبة الأولى وطنيا وبالتالي رئاسة الحكومة، لكن حتى الرتبة الحالية مهمة وتتيح له المشاركة في الحكومة المقبلة المراهن عليها من قبل المواطن المغربي للقيام بتغييرات ملموسة تعيد له الثقة في الأحزاب. وعلى ضوء النتائج المحصل عليها فإن الأحزاب الثلاثة المحتلة للرتب الأولى وطنيا، هي الأقرب لتشكيل الحكومة المقبلة لتنسي المغاربة كل ما عانوه خلال ولاية حكم الإسلاميين بالنظر لتقارب برامجها الانتخابية التي وضعت المواطن المغربي في صلب اهتماماتها خاصة في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي. ونتمنى تشكيل حكومة تضع حاجيات المواطن أولوية». سعد الإدريسي البوزيدي (سياسي ورئيس مصلحة بمديرية التعليم بتاونات) استقاها: حميد الأبيض (فاس)

ميكروطروطوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نسبة المشاركة بالصحراء رسالة للخصوم

أخنوش يدق أبواب رئاسة الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات