مسافرون في جحيم مطار محمد الخامس

اكتظاظ وبطء في الإجراءات وصغار يعانون جنب الكبار وجد مسافرون بمطار محمد الخامس أنفسهم، صباح أمس (الخميس)، أمام وضع لا يحسدون عليه، إذ قضوا ساعات من العذاب في سبيل الوصول إلى مقاعدهم بالطائرات، وغابت كل أشكال التنظيم، وعم الازدحام في تخل تام عن تدابير مواجهة عدوى كورونا، بينما وجدت أمهات أنفسهن في ورطة حقيقية، بين دفع عربة رضيع، وحمل طفل آخر أو الإمساك به، خوفا من أن يتيه وسط الحشود. بوابة واحدة بمحطة الدخول رقم 1، يلج منها جميع الركاب، سواء منهم المسافرون عبر الرحلات الداخلية أو الدولية، لينخرط الجميع في ازدحام تزداد حدته بالتقدم نحو البوابتين الإلكترونيتين للتفتيش، قبل المرور إلى الجهة الأخرى، حيث يسود الوضع نفسه، لتستمر المعاناة بعد تسجيل الأمتعة، وتتكرر حين الوصول إلى طوابير شرطة الحدود، إذ يستغرق المرء أضعاف التوقيت المعتاد للقيام بكل الإجراءات، التي تضمن له الوصول إلى بوابة الطائرة، التي يستقلها لمغادرة هذا الفضاء، مع شكوك كبيرة في أن يكون الازدحام وسوء التنظيم قد شجعا فيروس "كوفيد 19"، على اختيار ضحايا جدد من هذه الأمكنة، التي تختلط فيها إجباريا الأجساد والأنفاس. محنة المسافرين تزداد أكثر عندما يضطرون إلى ولوج المراحيض، التي باتت في وضعية كارثية، بتجهيزاتها المهترئة، وصنابيرها التي تقذف المياه في كل اتجاه، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف. مصادر من المطار نفسه تشرح أن الأمر يتكرر كلما تزامنت أكثر من رحلتين أو ثلاث، إذ رغم أن الأمر متوقع ويمكن الاطلاع عليه في البرنامج اليومي للرحلات، إلا أنه يتم العمل وفق النمط نفسه، وبالعدد ذاته من المستخدمين ورجال الأمن، وغيرهم من المكلفين باستقبال المسافرين. قلة الموارد البشرية المكلفة بتسهيل عملية العبور، إضافة إلى بطء الإجراءات وتثاقلها، زادا من الازدحام والملل، وسببا تشنج أعصاب البعض، واثارا انتقادات ولوما، ولم يطمئن المسافرون إلى مختلف الوجهات المحددة في رحلات تلك الصبيحة، إلا بعد أن بلغوا المرحلة الأخيرة عند المقاعد المخصصة للجلوس قبالة رقم البوابة المفضية إلى درج الطائرة. ولم يجد المسافرون صباح أمس جهة يشكون لها، بسبب مزاحمة الوقت والخوف من التخلي عن الدور في الطوابير الطويلة، واستسلموا لمزاجية التسيير التي أرهقتهم، واكتفوا بتعليقات حول العجز عن تسهيل العبور إلى الطائرات وحال المطار في ظل الجائحة، التي شلت حركته وقلصت عدد النازلين به. المصطفى صفر

مسافرون في جحيم مطار محمد الخامس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صحف إنجليزية: ديوب اختار الأسود

تزوير جوازات اللقاح يطيح بجانحين

مقالات ذات صلة