قدم سفيان رحيمي أقصى ما يمكن أن يقدمه لاعب لكرة القدم، أو أي شاب في عمره، ومن فئته. فقد أعطى رحيمي صورة جميلة، تصلح كي تكون قدوة لأي شاب مغربي، إذ تحول من طفل مقهور من أسرة بسيطة، إلى نجم ناجح ساطع، صنع مستقبله بقوة إرادته، واجتهاده، وصبره، واستقامته. ولم يصل رحيمي إلى ما وصل إليه بالصدفة، بل اجتمعت فيه أشياء عديدة تفرقت في غيره، جعلته يشق طريقه بنجاح، أبرزها القابلية للتطور، والثقة في النفس. وكتبنا هنا من قبل أن رحيمي يلعب مع الرجاء بقلبه، لكن صار في ما بعد يلعب بقلبه وعقله أيضا. وعرف سفيان رحيمي كيف يدبر التحولات التي طرأت على حياته، إذ رغم النجومية والشهرة في سن صغير، فقد حافظ على هدوئه وتواضعه وشغفه ولهفته على التطور والتألق. ونجح سفيان رحيمي، أيضا، في تدبير طريقة خروجه من فريقه الرجاء، إذ ظل وفيا للنادي ومخلصا له، رغم تخليه عنه في وقت من الأوقات في بداية مساره الكروي، ولم يغادره، إلا بعدما قاده إلى الفوز بعدد كبير من الألقاب في ظرف وجيز. ومثلما ساعد سفيان رحيمي الرجاء على الفوز بتلك الألقاب، فقد ساعده كثيرا على تخفيف أزمته المالية التي خنقته لسنوات عديدة، إذ در على خزينته أموالا هامة، في ظرف صعب، من خلال انتقاله إلى الإمارات هذا الأسبوع. فما هو الدرس من كل هذا؟ تكوين اللاعب في الفئات الصغرى للأندية والمنتخبات، لا يعني تعليمه كيف يمرر الكرة لزميله، أو كيف يسددها، أو يراوغ ويجري، بل كيف يطور شخصيته، ومؤهلاته، ومستواه، وكيف يدبر مساره، ثم كيف يكون مواطنا صالحا، وقدوة لشباب بلده. هذا هو الأهم. بالتوفيق. عبد الإله المتقي