كشف تعرض المغرب لعدوان مقصود من قبل من يتعيشون على الماضي ويرفضون مسايرة التطورات تضمن الخطاب الملكي للذكرى 68 لثورة الملك والشعب، رسائل قوية إلى بعض بلدان الجوار، مفادها أن قواعد تغيرت، تنبه بعض الدول الغربية إلى أن الدول المغاربية أصبحت قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها لصالح شعوبها. وكشف الملك، الجمعة الماضي، أن المغرب يتعرض على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة، و أن أعداء الوحدة الترابية للمملكة، ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا، وأن بعض الدول الأوربية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية. وسجل خطاب ثورة الملك والشعب أن بعض قيادات تلك الدول الأوربية، لم تستوعب بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات، كما تظهر الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية، ويريدون أن "نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار". وأكد الملك، في الخطاب الموجه إلى الأمة، الجمعة الماضي، أن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها، بيدرو سانشيز، من أجل تدشين "مرحلة جديدة وغير مسبوقة"، في العلاقات بين البلدين الجارين، بشرط أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات. وشدد جلالته على أن المغرب يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، مضيفا جلالته أنه هو المنطق نفسه، الذي يحكم توجه المملكة اليوم "في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا، التي مرت العلاقات معها ، في الفترة الأخيرة، بأزمة هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها"، مبرزا أن المغرب اشتغل، مع ذلك، مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية. واعتبر الملك أنه بالإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها علاقات المغرب بجواره، يحرص المغرب حاليا على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين، موضحا أنه يتابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات، وأنه "لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات". وإضافة إلى ذلك، أكد جلالة الملك أن " الالتزام نفسه تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بين المغرب وفرنسا"، التي تتسم بروابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل، التي تجمع جلالة الملك بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون". ياسين قُطيب