إقبال على لوحاته في الشبكة العنكبوتية للمتعاملين بالعملة الافتراضية أطلق الفنان علي كنعان أول عمل رقمي له لل"NFT" (عملة رمزية غير قابلة للتداول)، وهو المعيار الجديد لمصادقة الأعمال الرقمية الفريدة القائمة على تقنية "Blockchain"، والتي تمثل رمز تشفير غير قابل للتبديل، وهو معيار مشابه لتلك المستخدمة في العملات المشفرة مثل "Bitcoin"، تكريما للممثل الشهير أنتوني هوبكنز، الذي لعب دور الدكتور فورد في سلسلة "Westworld". ويعد هذا العمل الفني الأول من نوعه للفنان المغربي، إذ طرح سلسلة محدودة من 40 مطبوعة من عمله، بيعت في 72 ساعة فقط، مما يدل على شغف الجمهور لهذا النوع الجديد من الفن. وقال كنعان: "كان هدفي من خلال هذا العمل أن أشيد بالسير هوبكنز، الذي أكن له إعجابا كبيرا، ثم خطرت لي الفكرة لصنع لوحات ملموسة على شكل مطبوعات لهواة الجمع، تماما مثل اللوحات المادية. وبالنظر إلى خلفيتي مصمما لألعاب الفيديو، كانت تقنية "Blockchain" ومعيار" NFT" خيارا بديهيا. بالنظر لآراء المهتمين بالميدان، وأعتقد أن هذه التكنولوجيا تفتح آفاقا جديدة للمبدعين من خلال السماح لهم بالوصول بسرعة وكفاءة إلى جمهور عالمي وتجاوز الحدود الجغرافية، خاصة في ظل هذه الجائحة والمعارض شبه المغلقة". وأحدثت أعمال "NFT" ثورة في المشهد الفني، وسوق الفن الذي شهد انتكاسة منذ إلغاء العروض، الشيء الذي ساهم في وصول العديد من الفنانين الجدد وغير المعروفين إلى العالمية، ففي 2020، حقق سوق الفن لتقنية "NFT" أكثر من 250 مليون دولار من المعاملات. وظهرت أول أعمال "NFT"، التي لا يمكن شراؤها إلا بالعملة المشفرة، في عالم ألعاب الفيديو في 2017، لتنتقل بعد ذلك إلى فئات أخرى من الأعمال الإبداعية. وتجدر الإشارة إلى أن كنعان مصمم وفنان من مواليد البيضاء، قام باكتساب التعاليم الأساسية للفن في مدرسة جابر بن حيان الثانوية، ثم التحق بمعهد "CEGEP" في ماتان بكندا، قبل التعاون مع ناشر ألعاب الفيديو الشهير "Ubisoft"، حيث كان مسؤولا بشكل خاص عن تصميم الشخصيات والبيئة للألعاب مثل "Rayman" أو "Les Lapins Cretin". وبعد إغلاق استوديوهات في البيضاء، سافر كنعان إلى أوربا وقضى حوالي أربع سنوات بين مدريد وبرلين ووارسو، وتعاون مع علامات تجارية مختلفة في مشاريع تشمل مجالات متنوعة، مثل الفن الحضري و عالم الأزياء. وبعد عودته إلى البيضاء في 2019، أقام ورشته الجديدة للعمل على مشاريع جديدة. خالد العطاوي