" بيجيدي" "يدرح" برامجه بإنجازات ومخططات مولت من الدولة شرع منتخبون، ينتمون لأحزاب تحملت مسؤولية في الحكومة وفي مجالس المدن الكبرى، في الترويج لإنجازات "مبهمة" يختلط فيها عمل الحكومة وبرامج التنمية المحلية، مع مشاريع سطرتها الدولة في إطار مخططات إستراتيجية مختلفة وأشرف عليها الملك. وانطلقت، قبل أيام، حملات تحت شعار "ما تغير في المغرب منذ 2011"، وهي الفترة التي تسلم فيها العدالة والتنمية الحكومة في أول انتخابات بعد الاستفتاء على الدستور، وتسلم ولاية ثانية بين 2016 و2021. ونسب الحزب إلى نفسه عددا من المشاريع برمجت في إطار مخططات إستراتيجية في قطاعات النقل والبنيات التحتية، أو في المجال الفلاحي والحماية الاجتماعية وبناء المراكز الاستشفائية الجامعية. وأطلق الحزب حملات تواصل مكثقة على مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع المواطنين بوضع الثقة فيه للمرة الثالثة على التوالي، من أجل مواصلة ما أسماه بالإصلاح الذي بدأه منذ 2011. وفي الطريق إلى الدعاية المشروعة لنفسه وحقه في تسلم مقاليد الحكومة بعد انتخابات 2021، لم ينس العدالة والتنمية أن يستحوذ على بعض المشاريع المهيكلة الكبرى، مثل الادعاء مثلا بأن القطار فائق السرعة (البراق) الذي يربط بين البيضاء وطنجة، هو من إنجاز الحزب، علما أن المشروع وضع للنقاش، في بداية 2007، حين كان نيكولا ساركوزي، رئيسا لفرنسا، وشرع فيه، قبل 2010. وإلى جانب "تيجيفي"، حاول الحزب أيضا، في إطار مزايداته في مواقع التواصل الاجتماعي، سرقة مشروعين ملكيين آخرين بالرباط والبيضاء، الأول دشنه الملك في 18 يونيو 2011 ويربط عددا من المؤسسات الحيوية بالعاصمة الإدارية، والثاني دشن في 12 دجنبر 2012، حين كانت العاصمة الاقتصادية تسير من الاتحاد الدستوري ممثلا في محمد ساجد، العمدة السابق، والأمين العام الحالي للحزب نفسه. وامتدت عمليات السطو إلى مشروع التغطية الصحية الإجبارية الذي بدأ التفكير فيه في عهد حكومة عباس الفاسي، حين كانت تتولى ياسمينة بادو، حقيبة وزارة الصحة، قبل أن يتسلمه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، جاهزا، ويضع عليه توقيعه، ويعطي انطلاقته الرسمية بكلية الطب في البيضاء في 14 مارس 2012. على الإيقاع نفسه من الادعاء، عمد رؤساء مجالس محلية ومدن كبرى إلى خلط الأوراق أمام الناخبين، حين بدأوا يروجون أن عددا من المشاريع المدشنة في مناطقهم هي من صنيع أياديهم البيضاء، والحال أن الأمر يتعلق بمشاريع مضمنة في مخططات إستراتيجية أشرف عليها الملك ومولت في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص. ولاحظ نشطاء المواقع الاجتماعية كيف بدأت تقفز صور قناطر وطرق وأنفاق وحدائق كبرى وفضاءات رياضية ومسارح وقاعات مغطاة، إلى السطح، والترويج لها على أنها من إنجازات منتخبين، في وقت يعرف الجميع أن الأمر يتعلق بمشاريع عملاقة كلفت ملايين الدراهم، لا حول لميزانيات الجماعات المحلية بها. وتأتي الحصة الكبيرة من صور المشاريع من المدن الكبرى التي شهدت في السنوات الأخيرة تنزيل مخططات جهوية للتنمية بالملايير، منها البيضاء التي أشرف فيها الملك في أكتوبر 2014 على إطلاق مخطط رصد له أكثر من 36 مليار درهم، لا تتجاوز مساهمة الجماعات الترابية فيه 10 في المائة. يوسف الساكت