3 * إلى لبنى الصغيري > هل هناك علاقة بين الإرث والجريمة؟ > الإرث نظام شرعه الله وتولى تحديد أنصبة وأسهم كل طرف لحكمة ربانية، والهدف أنه في حال أسند التقسيم للبشر سنشهد ظلما كبيرا في تقسيم التركة، ولقطع الطريق عن أي تلاعب تولى الله تحديد الأنصبة في القرآن الكريم تبين حصة كل وارث، والهدف إبعاد الناس العاديين عن المشاكل والصراعات. وسجل الفقهاء ورجال الدين ملاحظة أن الله عز وجل، خصص الحصص الكبرى للأطراف الضعيفة في القسمة، من قبيل الأطفال والبنات، في حين خصص حصصا صغيرة للكبار، مثلا ترث الأم والأب السدس، في حين قد ترث البنت النصف في بعض الحالات، كما قد يستفيد وارث من الثلث في التركة بناء على وصية. > لكن رغم التقسيم الرباني، ما زالت هناك صراعات قد تؤدي إلى جرائم القتل؟ > صحيح والدليل على ذلك، العدد الكبير من الملفات الخاصة بالقسمة العقارية المعروضة على المحاكم وأيضا القضايا الجنائية، من قبيل الضرب والجرح والقتل والتسميم وحيازة العقار، وقد تصل إلى جرائم القتل والتمثيل بالجثة، كما الأمر في ملف ما زال يشكل صدمة لدى المحامين بالبيضاء، رغم مرور 15 سنة على أحداثه، عندما لقي محام شاب، كان يعاني الإعاقة مصرعه على يد شقيقيه، بسبب خلاف حول الإرث. > في نظرك ما هي أسباب تورط الورثة في جرائم قتل قد تستهدف حتى أصولهم؟ > أول هذه الأسباب الطمع، خصوصا عندما يكون للهالك البنات فقط، ويسارع أعمامهن إلى رفع دعوى التقسيم، وبالتالي حيازة النصيب الأكبر من ميراث والدهن، ما يجعلهن ممهدات إما بالطرد من الشارع أو العيش في فقر مدقع، لهذا يتورطن في بعض القضايا في تسميم أعمامهن، ولمنعهم من أجل إتمام دعوى القسمة، والنتيجة يجدن أنفسهن في مؤسسات سجنية متابعات بجرائم قد تصل إلى عقوبة الإعدام. إضافة إلى الطمع، هناك الجهل وقلة الوعي، فالله عندما خصص للذكر مثل حظ الأنثيين، فالأمر ليس امتيازا للذكور، بل من أجل القيام بأدوارهم الحقيقية في حق شقيقاتهم والاهتمام بهن والإنفاق عليهن، بل قد تصل الأمور إلى حد سلبهن حتى نصيبهن والسطو عليه، تحت مبرر أن التركة ستؤول إلى الغرباء، في إشارة إلى أزواج الشقيقات وأبنائهم، ما يولد نوعا من الحقد، غالبا ما ينتهي بجرائم بشعة. * محامية بهيأة البيضاء أجرى الحوار : مصطفى لطفي