لم تعد الإصابات الجديدة المسجلة، عادية كما هو الأمر في الأشهر الماضية، التي كانت فيها الحالات الحرجة قليلة، إذ كانت الوزارة تكتفي بمنح المصابين، الذين ليسوا في حاجة إلى العناية والاستشفاء، بعض الأدوية ثم يقضون بقية الحجر في منازلهم، لكن الوضع خرج عن السيطرة، حينما انفجرت الحالات الحرجة، وأغرقت أسرة الإنعاش، التي تتخذ منحى ملء تصاعدي، يهدد بأزمة خطيرة. وقبل أسابيع قليلة، تضاعفت نسبة ملء أسرة الإنعاش، إذ كانت لا تتجاوز 20 بالمائة، في الأيام التي تلت عيد الأضحى، إذ بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة حينها حوالي 500 حالة، غير أن عدد الملتحقين بالإنعاش بدأ في الارتفاع، إذ دخل الإنعاش يوم عيد الأضحى 88 شخصا جديدا، وأغلب هذه الحالات من فئة كان بإمكانها تجنب الوضع الذي تمر منه، بعدما عرض عليها التلقيح، ورفضته لأسباب غير دقيقة. وتضاعف عدد الملتحقين بأقسام الإنعاش في أقل من أسبوعين، بأكثر من النصف، إذ بلغ الأربعاء الماضي 1304 حالات، ودخل إليها في 24 ساعة فقط 312 شخصا، وهو ما يظهر الانتشار الواسع والمتسارع للوباء. وأما في ما يتعلق بنسبة ملء قاعات الإنعاش، إلى حدود الأربعاء الماضي، فبلغت 41.2 في المائة، كما أن إجمالي الحالات تحت التنفس الاصطناعي، بلغ 831 حالة، من بينها 784 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، و47 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. ورغم أن نسبة 41 بالمائة تبدو مطمئنة، إلا أنها ليست مؤشرا ذا مصداقية، إذ أن هذه النسبة وطنية، وأما في بعض الجهات والمستشفيات، فإن هناك نسبا عالية، ووصلت بعض المستشفيات مثل مراكش وغيرها، إلى وضعية حرجة، خاصة أن ضعف البنية الصحية في بعض المناطق، من شأنه أن يؤدي مع ارتفاع الحالات، إلى موت الأشخاص، بسبب امتلاء غرف الإنعاش. وبما أن عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة، يتضاعف بشكل أسبوعي، فإن نسبة 41 بالمائة يمكن أن تتضاعف في أقل من أسبوعين، إذا استمر تطور الوباء بهذا الشكل المخيف، خاصة أن هناك من الأشخاص من يقضي أزيد من شهر داخل غرفة الإنعاش، وهو ما يعني صعوبة مواكبة الحالات الجديدة، التي تتوافد على المستشفيات. ومن جهة أخرى، فإن بعض المستشفيات، رغم وجود غرف إنعاش وأسرة، إلا أن أطباء الإنعاش قلة، وأحيانا يشتغل طبيب واحد في قسم بأكمله، وهو ما يعني أن حدة الضغط تزداد، ولا يمكن لشخص واحد أن يقدم العلاجات الضرورية لعشرات الأشخاص، خاصة أننا نعيش في فترة العطلة الصيفية، واستفادة عدد كبير من الأطر من العطلة، زاد من حدة الضغط وإنهاك الأطر الصحية، وتراجع عدد مقدمي العلاج. عصام الناصيري